رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عماد الدين أديب مع زيارة مرسى للكنيسة حسناً فعل الرئيس الدكتور محمد مرسى بأن بادر إلى ضرورة حضور حفل تنصيب البطرك رقم 118 فى تاريخ الكنيسة القبطية. حضور رئيس البلاد لتنصيب وجلوس البابا تواضروس على المقعد البابوى خلفاً للبابا شنودة الثالث هو حدث تاريخى لدى الكنيسة و«الشعب القبطى». علينا أن نتأمل معنى المناسبة وسوف نعرف أهمية الحدث؟ لدى الكنيسة القبطية تراث قديم درجت عليه فى عملية اختيار أى بابا جديد عقب خلو المقعد بوفاة صاحبه. الاختيار يأتى بالانتخاب المحدد من كبار شخصيات الكنيسة وقياداتها وأبنائها ثم يتم عرضه على لجنة عليا تتأكد من مطابقة اختيارهم للصلاحيات، ثم يتم حسم المنافسة بين 3 أشخاص ممن تنطبق عليهم الشروط بصرامة. عقب ذلك، يتم اختيار صبى قبطى لا يتجاوز عمره عشر سنوات من أبناء الكنيسة كى يكون هو صاحب الحظوة التاريخية فى عملية القرعة الهيكلية. القرعة الهيكلية تتم من خلال صبى معصوب العينين يقوم باختيار أى كرة من 3 كرات شفافة وضعت فيها أسماء المرشحين الثلاثة بشكل علنى بواسطة قائمقام الكنيسة. عندها فقط يتم الاختيار القدرى القائم على الصدفة المحضة. هذه الصدفة المحضة يراها الأقباط وتراها الكنيسة أنها اختيار إلهى، وأن يد الصبى ليست هى التى اختارت البابا الجديد ولكن تم ذلك بإرادة من الله. وكما رحل البابا شنودة وحزن الشعب القبطى لرحيله إلى السماوات بإرادة من الله، تم اختيار البابا تواضروس بإرادة إلهية وفرحة من الشعب القبطى. هذه الفرحة هى التى يجب أن نشارك فيها إخواننا أبناء الشعب الواحد لأنها بالنسبة لهم لحظة سعادة كبرى ونادرة. لذلك كله أرى أن مشاركة رئيس البلاد الذى ينتمى لتيار جماعة الإخوان هى مسألة شديدة الأهمية وتعطى رسالة إيجابية للغاية فى زمن التربص والتخوف والشكوك الذى تعيشه البلاد ويعانى منه العباد. المؤلم أننا نقرأ ونسمع ونشاهد تصريحات وفتاوى تدين الفعلة الشنعاء التى ينوى الرئيس مرسى القيام بها عند حضوره تنصيب البابا الجديد. إن المشاركة فى حفل زواج لا تعنى أنك سوف تتزوج وحضورك افتتاح مستشفى للسرطان لا يعنى أنك مريض أو جرّاح لهذا المرض، وقيامك بقص شريط مشروع «كتاكيت» لا يعتى أنك من مدمنى أكل الدجاج. المشاركة تعنى الدعم والمؤازرة والمباركة والتهنئة والمحبة الإنسانية لفرح مجموعة من البشر أنجزت عملية انتقال سلطة دينية من راحل عظيم إلى مسئول جديد يعرف عنه الاعتدال والحكمة. ما الذى ينتقص من الإسلام إذا حدث ذلك؟ ألم يدخل سيدنا عمر بن الخطاب الكنائس فى القدس وأوصى بها وبرهبانها خيراً، وألم يوصنا سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام خيراً بأقباط مصر وألم يتزوج رسولنا منهم؟ ألم يحافظ سيدنا عمرو بن العاص على كنائس الأقباط وبيوتهم وأموالهم وحمى حقهم فى شعائرهم بعد فتحه لمصر ودخولها -لأول مرة- فى الإسلام؟ سواء كنتم مع الرئيس مرسى أو ضده، يجب أن نقف معه فى زيارته لحفل تنصيب البابا؛ لأن ذلك لمصلحة مصر. الوطن |
|