يُقدّم لنا الكتاب المقدس بعض النَّماذج في كيفيَّة دفن الموتى، وذلك في دفن إبراهيم خليل الله بكل محبَّة واحترام (التَّكوين 25). ومثال آخر في طوبيا الذي أصبح مثالاً في هذا العمل الذي يتطلب أحيانًا شجاعة وبطولة، كما جاء في سفره: "ولَمَّا غَرَبَتِ الشَّمسُ، ذَهَبتُ فحَفَرتُ حُفرَةً ودَفَنت الجُثَّة. وكانَ جيراني يقولونَ ساخِرين: لم يَعُدْ يَخاف، فقَد سَبَقَ أَن سَعَوا إلى قَتلِه بِسَبَبِ مِثلِ هذا الأَمرِ، فهَرَب خُفيَةً، وها هوذا يَعودُ إلى دَفْنِ المَوت... فحينَ كُنتَ تُصَلِّي أَنتَ وسارة، كُنتُ أَنا أَرفعُ ذِكْرَ صَلاتِكُما إلى حَضرَةِ مَجْدِ الرَّبّ، وكذلك حينَ كُنتَ تَدفِنُ المَوتى" (طوبيا 2: 3-4). وفي الإنجيل المقدس أروع قدوة في هذا العمل، هو قدوة النِّساء التَّقيات، حاملات الطَّيب، ويوسف الرَّامي ونيقوديموس الذِين قاموا بدفن جسد السَّيد المسيح "في قبر جديد وبالطَّيب...اللفائف والكتّان"، (يوحنا 19: 41) أي بكل إيمان ومحبّة ورجاء فصحي.