أن سيف هذا الحزن قد كان جارحاً مؤلماً لقلب البتول المجيدة بمقدارٍ كذا عظيمٍ. حتى أن الطوباوية بانافانوتا اذ كانت يوماً ما متشوقةً لأن ترافق هذه الأم المحزونة مشتركةً بحزنها هذا الثالث. وملتمسةً بتضرعاتٍ أن تنال منها هذه النعمة. فعندما فازت هي بأن تظهر لها والدة الإله جملةً مع طفلها الإلهي الفائق في الجمال. وكانت هي أي بانافانوتا متمتعةً بالنظر الى هذا الطفل الكلي جماله فعلى الفور غاب عنها وفقدت النظر إليه. فمن ثم شعرت هي بحزنٍ هكذا فعالٍ حتى أنها ألتجأت الى الأم الإلهية متوسلةً بزفراتٍ وافرةٍ بالا تدعها أن تموت من شدة التألم. فالبتول القديسة ظهرت لها ثانيةً بعد ثلاثة أيامٍ وقالت لها: أعلمي يا أبنتي أن حزنكِ وتوجع قلبكِ هذا لم يكن سوى شيءٍ جزئيٍ جداً بالنسبة الى ما تألمت أنا به حينما ضاع مني أبني.*