في وسط الصّخب يُلقي السيّد تعليمه، ليعطي مثل حبّة الحنطة، الّتي إن لم تقع في الأرض وتُدفن وتمت، تبع حبّة واحدة، ولكن إن ماتت أثمرت كثيرًا، فالحُب والموت عن الذّات والتّضحية هي طريق الحياة والخلاص. وثمّ يعطي السيّد مثل النّور، فقد جاء للعالم نور، ومن يتبعه لا يسير في الظّلمات، ومن يحِد أنظاره عن النّور فسرعان ما ستتداركه الظّلمات. ويشجّع السّيّد على السّهر، فهناك التّجارب وهناك الشّرور وهناك الأحقاد، ولكن علينا أن نسهر كالعذارى الحكيمات، وسُرُجنا مشتعلة، وزيتنا متوفّر، زيت الصّلاة والإيمان والمحبّة، زيتُ الرّوح القدس، القادر أن يحفظنا في وإلى حياة أبديّة يسودها المجد الحقيقيّ، غير الزّائل. وعلينا أن نفعّل وزناتنا، أن نضع ما وضعه الله فينا، في خدمة الإنسان وخلاصه، أن نستثمر ما استثمره الله فينا، حُبا منه لنا وإكرامًا، فنردّه له حبًّا منّا وإكرامًا له! (يو 12 وسواه)