كثير من التجارب تأتى من جسد الشياطين 00
فإن وجد الشيطان شخصاً ناجحاً فى روحياته ، مرتفعاً إلى فوق ، يثور حسده ، و يهجم عليه بالتجارب ، ليرى ما مدى ثباته فى حياة الروح 00
و هذا هو الذى حدث مع السيد المسيح له المجد 00
لم يسترح الشيطان للمجد العظيم الذى ناله السيد المسيح عند نهر الأردن 0 من شهادة الآب له " هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت " و شهادة الروح القدس الذى حل عليه كحمامة ، و شهادة يوحنا المعمدان " لست مستحقاً أن أنحنى و أحل سيور حذائه " 00 لذلك سعى وراءه بالتجارب على الجبل 0 إن حرب الشياطين تكون أحياناً شهادة لنجاح العمل الروحى ، وبه يطمئن الشخص على عمله 0
و تجارب الشياطين على نوعين : ضيقات و إغراءات 00
الضيقات لا تؤذى ، بل تفيد ، و تعلم الإنسان الصبر ، تعطيه إختباراً فى معونة الله 0 و عنها قال يعقوب الرسول " إحسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " 0
أما التجربة بالخطية فهى الشئ المتعب 00 إذ قد تلح الخطية على المؤمن عملاً أو فكراً بطريقة قاسية ، و مع رفضه لها ، تستمر فى مقاتلته ، فيصرخ إلى الله و يقول " لآ تدخلنا فى تجربة " 00
و التجارب تدل على أن الشيطان لا ييأس 00
لا ييأس مهما كانت عظمة الشخص الذى يحاربه أو قوته ، كما حدث فى جرأته فى محاربته للسيد المسيح 0 و لا ييأس أيضاً من طول المدة 0 فقد حارب السيد المسيح أربعين يوماً 0 و على الرغم من فشله و طرد الرب له ، فارقه إلى حين ، و عاد للتجربة حتى و الرب على الصليب 0
و نحن لا نخاف من حروب الشياطين 00
فالنعمة التى معنا ، أقوى بكثير من كل حيل الشياطين ، و الروح القدس العامل فينا ، قادر على قهر الشيطان ، كما أن الله أعطانا السلطان على جميع الشياطين 00
و كما انتصر السيد المسيح على كل تجارب الشيطان ، أعطى طبيعتنا البشرية روح النصرة ، و أصبح يقودنا من موكب نصرته 0 ليكن الرب مباركاً فى تجاربنا ، كما فى عبادتنا 0