|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي تقديم للأنبا موسى أسقف الشباب هذه الدراسة جاءت في موعدها تمامًا!! فقد سادت العالم موجة من الانفلات، صارت تصلنا على الفضائيات والإنترنيت، فبدأ البعض يهملون الجوهر ويهتمون بالمظهر، ومن هنا جاء عدم الاحتشام. نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط (إلى اليمين) مع نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب على سطح مبنى الراهبات بدير القديسة دميانة، البراري، دمياط الإنسان جسد وروح، والجسد هيكل الله وبالمعمودية والميرون والتناول يستقر فيه المسيح وبالجهاد الروحي وعمل النعمة يصل إلى الصورة النورانية الروحانية الممجدة، جسد القيامة المجيدة!! وإن كانت الخطيئة جردت الإنسان من ثياب البر، فالنعمة والحياة المسيحية والأسرار المقدسة تعيد إلى جسدنا هذه الكرامة المفقودة، ومن هنا نتمسك بفضيلة الاحتشام. والاهتمام بالزينة الداخلية، وزينة الروح الوديع الهادئ، أمر أساسي في الحياة المسيحية، أما عدم الاحتشام فهو عثرة للجميع، وبخاصة للذين هم من خارج. إن الزينة الداخلية هي الجمال الحقيقي الدائم والخالد أما الزينة الخارجية فهي إلى ذبول!! ولذلك يقدم لنا الأب الحبيب القس انطونيوس فهمي في هذه الدراسة المفهوم الروحي المسيحي للاحتشام، وأهمية الجمال الحقيقي الداخلي، مدعمًا دراسته بآيات الكتاب المقدس وبسير وأقوال الآباء، قديسين وقديسات. الرب يبارك هذه الصفحات، لنُمَجد اسم المسيح في سلوكنا اليومي، وفي احتفالاتنا وأفراحنا، بدلًا من أن يجدف على اسم الله بسببنا. بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا شنودة، أرجو البركة للكاتب والقراء. الأنبا موسى الأسقف العام |
25 - 04 - 2017, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
مقدمة
أجسادنا مقدسة... تليق بها كل كرامة.. فتعالوا معنا لنتجول معًا في هذا الكتاب لنعرف كيف نكرم هذا الجسد وكيف يسلك بوقار وحشمة... لأنه هيكل الله... تعالوا نعرف ما هو مفهوم الجسد في المسيحية.. وما الذي يناسب هذا الجسد من ملابس تليق بكرامته وقداسته... وكيف نهتم بالزينة الداخلية... ونتعرف على تعاليم الآباء حول الحشمة. إنها دعوة إلى شبابنا وشباتنا وفتياننا وفتياتنا ليعرفوا مقدار كرامة أجسادهم.. فتسلك كل شابة بوقار وحشمة.. شاهدة بمظهرها عن حقائق ثمينة آمنت بها واقتنعت وسلكت بمقتضاها. راهبات أقباط، قبطيات، و مكرسات فعلينا أن نعتني بأمور حسنة قدام جميع الناس (2 كو 8: 21).. فأنتم شهود المسيح. وربما اليوم في المجتمع لا نستطيع أن نتعرف على الشاب المسيحي بسهولة لأنه يُشابه الآخرين في المنظر الخارجي أما بالنسبة للشابة فصارت أكثر وضوحًا ولكن هل هذا مكسب لنا أم خسارة... هل استفدنا بهذا التميز الذي يمكن أن نعلن به مجد الله فينا وربما يعرف الكثيرون ما يقال عن شابة مسيحية غير ملتزمة في ملابسها. أرجو أن يستخدم الله هذه الكلمات لتغير أفكار وملامح كل شابة مسيحية فقدت طريقها... وبحسب تعبير القديس كبريانوس (احفظن أنفسكن.. أسلكن بوقار... اجعلن المسيح يُكَافَئ فيكن). أشكر محبة أبى نيافة الأنبا موسى الذي رغم انشغالاته الكثيرة قام بمراجعة هذا الكتاب وأضاف له لمساته المملوءة نعمة وحكمة. الله الغنى في النعمة، المُتأني على كل أحد يستخدم هذه الكلمات لمجد اسمه القدوس بصلوات أبينا الطوباوي المعظم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. لإلهنا كل مجد وإكرام وسجود من الآن وإلى الأبد آمين. القس أنطونيوس فهمي.. نوفمبر 2005م |
||||
25 - 04 - 2017, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
مجدوا الله في أجسادكم مفهوم الجسد في المسيحية الإنسان جسد وروح الجسد هيكل لله الجسد والمعمودية الجسد والميرون تكريم أجساد القديسين الجسد النوراني مفهوم الجسد في المسيحية الإنسان جسد وروح: بحسب تعبير القديس إيريناؤس أن الجسد هو علامة الشخص وظهوره بمعنى أن الجسد هو الهيكل المادي الذي يحوى نسمة الحياة الإلهية التي نفخها الله في الإنسان (تك 2: 7).. وقد يتهم العض الجسد انه مصدر كل الشرور او يتعامل أحد مع جسده باحتقار... وهذا يتعارض مع الفكر المسيحي الإنجيلي السليم... لأن الإنجيل يعلمنا أن مصدر الخطية ليس في الجسد بل في القلب الذي هو مركز النفس فمن القلب تخرج سرقة وزنا وقتل (مت 5: 28) وما الجسد إلا وسيلة تعبير عن رغبات القلب لذلك الرب يسوع يقدم لنا علاجًا للخطايا باقتلاع جذورها من القلب فنجده يعالج القتل باقتلاع جذوره من القلب الذي هو الغضب وكذلك الزنا والسرقة وغيرها. الجسد هيكل لله: : فتاة تصلي، طفلة، بنت، سيدة فرحة، الشكر، فن قبطي من هنا علينا أن ننظر نظرة جديدة لأجسادنا أكثر إكرامًا وقارًا يكفى أن الله حين أعلن محبته للبشرية أخذ جسدًا وحل بيننا بهذا الجسد... أكل وشرب ونام وتعب... فصار الجسد شيئًا مقدسًا وصار مسكنًا لله وهيكل له فتباركت طبيعتنا بحلول الله المتجسد في وسطنا وحين قدم ابن الله جسده المقدس ودمه الكريم لنأكله ونشربه بسر إلهي فائق الإدراك ليتحد بنا وبأجسادنا صارت أجسادنا تقتات من الخبز السماوي... كل مَنْ يأكله لا يجوع ويحيا إلى الأبد... فصار أجسادنا تحيا في العالم ولكنها محسوبة أنها ليست من هذا العالم فأخذنا في أجسادنا ما يصعب التعبير عنه وبدأنا مشاركة سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد. الجسد والمعمودية: ولا ننسى أن أجسادنا حين دفنت في مياه المعمودية نالت الصفة المقدسة التي لا تمحى.، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.وصارت لابسة للمسيح وحين دهنت بزيت الميرون المقدس الذي مصدره الأطياب والحنوط التي وضعت على جسد المسيح المقدس.. فأخذنا في أجسادنا نعمة التلامس مع جسد المسيح.. وبحسب تعبير معلمنا يوحنا الرسول أما انتم فلكم مسحة من القدوس (1 يو 2: 20) فأجسادنا ممسوحة بها ستة وثلاثون رشمًا بالميرون المقدس على جميع أعضائها إعلانًا لتقديس هذا الجسد بل وتكريسه للمسيح وكأن أعضاءنا مختومة لحساب المسيح لتحيا في ملكية المسيح. الجسد والميرون: ولنا أن نعلم أن زيت الميرون هذا هو الذي يدشن الكنائس والمذابح والأواني المقدسة فأرادت الكنيسة أن تكرس أجساد أولادها على مثال تكريس الأواني المقدسة... أي كرامة ومجد تليق بهذا الجسد الذي استمد مجده وكرامته من جسد المسيح نفسه فعلينا أن ندرك أن أجسادنا هي أعضاء في جسمه ومن لحمه ومن عظامه... لذلك سمح الله لهذا الجسد أن يشترك في مجد الحياة الأبدية بعد أن تتغير طبيعته ويلبس عدم فساد ومجد بما يناسب طبيعة الحياة الأبدية.. نعم سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد ممجد (في 3: 21). تكريم أجساد القديسين: هنا نفهم.. ماذا يريد معلمنا بولس الرسول حين أوصانا مجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 2).. ونجد أن أجساد القديسين والشهداء وعظامهم صارت سبب بركة وشفاء، بل وأعطت حياة كما حدث مع عظام أليشع النبي التي أقامت ميت... حقًا إنهم مجدوا الله في أجسادهم بأعمال الجهاد والنسك وأعراق التقوى وآلام الاستشهاد فصارت أجساد تحمل قوة عمل الله فيها. الجسد النوراني: وعندما نترك هذا العالم الفاني سنقوم من بين الأموات بأجساد نورانية، روحانية، سمائية، ممجدة... لا تمرض ولا تخطئ ولا تشيخ ولا تموت... بل تتمجد مع الله إلى الأبد في ملكوته العتيد. وتحقيقًا لهذه الجولة حول مجد وكرامة الجسد نجد القديس ايرونيموس مخاطبًا استوكيوم العذراء قائلًا:- إني أناشدك أمام الله وملائكته أن تحرسي ما قد نُلتيه ولا تعرضي لأنظار الناس أواني الهيكل المقدسة... وهي لا يراها إلا قسوس الهيكل لكي لا يتطلع دانس إلى هيكل الله. إن عزة لما لمس تابوت الله الذي لم يكن مصرحًا بلمسه حمى غضب الرب عليه وضربه فمات (2صم 6: 7). وفي الحقيقة ليس ذهب ولا فضة ولا أي جواهر أثمن أمام الله من هيكل جسد العذراء... |
||||
25 - 04 - 2017, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
|
||||
25 - 04 - 2017, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الاهتمام بالزينة الداخلية نرى إشعياء النبي يتحدث عن الجمال الجسدي في قوله (كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الرب هبت عليه) (إش 40: 6 -7) ويتفق سليمان الحكيم مع إشعياء النبي ويقول (الحسن غش والجمال باطل) (ام 31: 3) حقًا جمال الجسد كزهر الحقل ييبس ويذبل. صورة لشابة جميلة الجمال الدائم إعجاب شاب الاهتمام بالزينة الداخلية الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي مجد ابنة الملك من داخل ثياب باليه الأجساد غالية الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة إشعياء النبي وبنات صهيون الذي يحب الزينة يحب الكرامة الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي لا تنظر إلى منظره حشمة دفعت إلى التوبة صورة لشابة جميلة: كنت دائمًا أذهب إلى سيدة عجوز بمنزلها لتتناول من الأسرار المقدسة.. وكنت دائمًا أرى صورة لشابة جميلة في صورة ملونه بألوان زاهية فاعتقدت من شكل الصورة وجاذبيتها أنها صورة لإحدى الممثلات المشهورات، أو غلاف إحدى المجلات الأجنبية.. ومع مرور الوقت عرفتني هذه السيدة العجوز، أن هذه هي صورتها في شبابها، والتقطها لها ابنها بكاميرا أحضرها من أمريكا في بدايات استخدام التصوير بالألوان فتعجبت جدًا.. يا إلهي أهذه السيدة العجوز المنحنية كثيرة التجاعيد التي لا تستطيع الحركة كانت كذلك فقلت حقًا صدق الحكيم حين قال أن "الحسن غش والجمال باطل".. وبدأت أصطحب معي فتيات إلى منزلها ليتعرفوا على هذه السيدة.. بل على نظرة جديدة للجمال ويدركوا زوال الجمال الخارجي وأن الذي سيبقى هو الجمال الداخلي في هذه الحياة.. كخطوة مبدئية إلى حين التمتع بجمال الأبدية الذي لا يزول. الجمال الدائم: ومن هنا نرى أن هناك جمالًا آخر دائم يجب الاعتناء به كنصيحة معلمنا بطرس الرسول (ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن (1 بط 3: 3-5). إن الحشمة لها ينبوع داخلي.. والزينة الخارجية مرتبطة بالداخل فكلما كانت الفضائل ساكنة ومستقرة داخليًا تكون مثمرة خارجيًا وكلما ازداد الاهتمام بالداخل يقل الاهتمام بالخارج ومن هنا نرى ضرورة الحديث عن خطورة الاهتمام بالزينة الخارجية.. وكيف يستمد الجسد جماله من جمال النفس والروح. إعجاب شاب: أناس يُصلون خارج الكنيسة قال شاب في مدى إعجابه بالشابة التي ترتدي ثياب حشمة.. إن ملابس الحشمة تلفت نظري إلى وداعتها لا إلى تبجحها.. إلى اتضاعها لا إلى تشامخها إلى اكتفائها لا إلى طمعها.. إلى إرضائها للرب لا إرضائها للناس... إلى اهتمامها بجمال روحها لا بجمال جسدها إلى أنها سماوية لا أرضية بنت لله وليس للشيطان.. غالبة للعالم وتياراته لا سائرة معه.. في طريق الملكوت وليس الجحيم.. هذا بعض ما تلفت الحشمة نظري إليه.. وهذا ما أريده في الشخصية التي أرغب أن أحيا معها بقية أيام حياتي.. وتربى أولادي وتساعدني على خلاص نفسي ونربح الملكوت معًا. الاهتمام بالزينة الداخلية هنا نتساءل ونوضح.. ماذا يعنى الاهتمام بالزينة الداخلية؟ وسنجيب في ثلاثة نقاط: 1- الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي مجد ابنة الملك من داخل: الهيكل إذا كان فارغًا من الداخل فهو يلجأ إلى الزينة الخارجية كطلاء خارجي يسعى نحو تغطية الفساد الداخلي فيكون هذا الهيكل شبيه بالقبور المبيضة من الخارج، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ومن داخل عظام نتنة.. أو كصنم مطلي بالذهب والفضة ولا روح البتة في داخله (حبقوق 2:19). إن داود النبي كان بارع الجمال إذ كان أشقر مع حلاوة العينين (1 صم 16:12) حينما تكلم عن الجمال والزينة الحقيقية قال.. إن كل مجد ابنة الملك من داخل مشتملة بأطراف موشاة بالذهب متزينة بأشكال كثيرة (مز 45) والكتاب المقدس يحفزنا في كل موضع إلى الاهتمام بالزينة الداخلية حيث يلبس مختارو الله القديسون المحبوبون أحشاء رأفات ولطفًا وتواضعًا ووداعة وطول أناة إنهم يلبسون الرب يسوع ولا يصنعون تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات (رو 13:14).. ثياب باليه الأجساد غالية فلننظر إلى ثياب الراهبات والعذارى والأتقياء نجد بساطة متناهية لأنهم لا يلتمسون جمالًا من الخارج ولا يفكرون أو ينشغلون به كثيرًا ما يستر الجسد ويحفظ وقاره وكرامته. لنعلم إن ارتداء الثياب الغالية والمزينة لا تضيف إلى من يلبسها شيئًا ولا تجعله ممجدًا في أعين الناس.. ولكن ما يصنع الإنسان هو ما في داخل قلبه وعقله.. وجمال نفسه الداخلي وزينتها هي الكثيرة الثمن هل ذهبت إلى مزار المتنيح القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم هل رأيت ثيابه البسيطة الممزقة؟!.. هل رأيت ثوب أبونا عبد المسيح المناهري كم هو بال ورخيص؟! ولكننا نتبارك به لأنه تلامس مع جسد رجل تقي قديس فجعل الثوب الرخيص موضع التفاف الجميع.. إنها دروس رائعة من رجل أتقياء قديسين. الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة إشعياء النبي وبنات صهيون: وهنا لابد أن نتوقف لنقرأ ما قاله إشعياء النبي وليتنا نتمهل في القراءة حين كان ينتقِد بروح النبوة جميع البنات اللواتي يتشامخن بجمالهن الجسدي. فيقول:- من أجل ان بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغمازات بعيونهن وخاترات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلع السيد هامة بنات صهيون (أش 3:16 -17).. وكلنا يعلم أن الصلع بالنسبة للشابة علامة للقبح الشديد فقد وهب الله الشعر تاج مجد لها ولكن إن خرجت عن الناموس الطبيعي بروح اللهو والكبرياء تفقد حتى جمالها الطبيعي وكرامتها، فتصير كمن أصيب بصلع في رأسها.. تعبيرًا عن كشف فساد طبيعتها.. أو إشارة إلى عريها. فليس من يبسط ذيله عليها ويستر حياتها ويهبها اسمه لتحتمي فيه وترتبط به وينزع منها كل مظاهر الغنى والزينة هذا ما حذر منه إشعياء النبي لكي تجد بنات صهيون (اللواتي يرمزن إلى بنات كنيسة العهد الجديد) في المخلص والعريس الحقيقي سر جمالها وزينتها فتنجو من الغضب والتأديب. حقًا إن الاهتمام بالزينة يعبر عن غرور وتفاخر.. وهو كشف لروح كبرياء خفية في أعماق الإنسان لذلك بما تستطيع ان تتعرف على الشخصية من ملابسها إذ أنها تكشف ما في الداخل... وبحسب نصيحة أرميا النبي للذين يتفاخرون بمظهرهم لا بما في قلوبهم لمجرد إرضاء الناس.. إذا لبست قرمزًا (وهو ثيابًا فاخرة يرتديها الملوك)... إذا تزينت بزينة من ذهب إذا كحلت بالأثمد عينيك فباطلًا تحسنين ذاتك (ار 4:30). الذي يحب الزينة يحب الكرامة: وهنا لابد أن نستمع إلى نصيحة غالية في بستان الرهبان حيث ينصح بمحاربة الزينة إذ يقول.. إن كنت محبًا للتواضع فلا تكن محبًا للزينة، لأن الإنسان الذي يحب الزينة لا يقدر أن يحتمل الإهانة وأعمال الاتضاع، ولا يسرع إلى ممارسة الأعمال البسيطة ويصعب عليه جدا أن يخضع لمن هو دونه، ويخجل من ذلك أما المتعبد لله فأنه لا يزين جسده واعلم ان كل من يحب زينة الجسد فهو ضعيف بفكرته، ولا ترى له حسنات... والذي يحب الزينة يحب الكرامة... فلا تسأله عن حقيقة الاتضاع والعفة ومن المعروف أن الشاب يلحظ الشابة المعجبة بجمالها... فيعرف كيف يتملقها ويكثر من عبارات الإعجاب.. ولكنه يريد أن يصطادها من نقطة ضعفها، مما يتسبب لها في الكثير من الأتعاب والضيقات. الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي لا تنظر إلى منظره إن المفهوم الحقيقي للجمال هو جمال الروح لأنه متى تزينت النفس بالروح القدس وفهمت المفاتن الساطعة المنبعثة من البر والحكمة والاحتمال والاتزان وحب الخير والاحتشام.. متى تزينت بهذه وجدت أن هذه المفاتن تفوق بكثير كل جمال. تعالوا نتذكر ما حدث مع صموئيل النبي وهو يمسح داود النبي ملكًا.. ذهب صموئيل بأمر من الله ليسمح أحد أولاد يسى ملكًا... ووجد ابنه الأكبر طويلًا حسن المنظر سر به وبادر بإخراج قنينة الدهن ليمسحه ملكًا ولكن الله قال له لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأني قد رفضته لأنه ليس كما ينظر الإنسان.. لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فأنه ينظر إلى القلب (1 صم 16:7). والنفس التي تنشغل بالزينة الخارجية غير مقتنعة بجمالها الداخلي وتريد أن تنشغل عن القبح الداخلي بمجرد مظاهر متغيرة خادعة وتحاول تحيا في جمال مصطنع تضيع في سبيله قوى الإنسان ومواهبه وأمواله... طوبى لمن عرفوا الجمال الحقيقي وتلامسوا مع من هو أبرع جمالًا من بنى البشر الذي انسكبت النعمة من شفتيه وأدركوا أن يسوع قد خطبهم لنفسه عروسًا بلا عيب فسعوا وراء البر والتقوى والتعفف ويزينون الداخل عالمين أن النور الداخلي سوف يستعلن يومًا عندما يظهر الرب مجد كنيسته وجمالها الحقيقي فيراها كل احد جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية. حشمة دفعت إلى التوبة حقًا إن الحشمة والوداعة للشابة المسيحية من أهم سماتها.. وقادرة بمظهرها أن تشهد لمسيحها وتكرز به وتربح نفوسًا للمسيح. وهنا نتذكر قصه توبة شاب كان سببها شابة مسيحية محتشمة يقول:- كنت أحيا غارقًا في خطايا كثيرة.. ولكنني كنت معجبًا جدًا بشابة ترتدي ثيابًا محتشمة وتسير في الشارع بكل وقار ورغم كل شروري كنت افتخر بها لأن كثيرًا من الشابات المسيحيات غير ملتزمات في ملابسهن كن يسببن لي حرجًا شديدًا وسط أصدقائي غير المسيحيين أما هذه الشابة فكنت أفكر فيها كثيرًا وأحب رؤيتها ومن شدة إعجابي بها سرت وراءها حتى دخلت إلى الكنيسة وترددت في الدخول لأني غارق في خطايا كثيرة وغير مستحق لدخول الكنيسة. ولكن بسبب تعلقي بهذه الشابة قلت أدخل وراءها وأراقبها واسمع ما تسمعه وأرى الأمور التي تتبعها هذه الشابة وإذ بي اسمع ما جذب قلبي، ورأيت سماء على الأرض، فتحرك اشتياقي لمعرفة الله والتوبة.. وهكذا صار إنسانًا أخر.. وكان السبب ملابس هذه الشابة أيتها الشابة المسيحية ابنة الملك السمائي هل تهتمين بزينة الروح الوديع الهادي.. فليكن النطق باسمه القدوس هو بهجة شفتيك والنظر إلى وجه يسوع هو جمال عينيك.. وسمع تسابيحه هو زينة أذنيك.. وليكن صليبه هو زينة عنقك ورائحة سيدك يسوع وصفوف قديسيه اللذين أرضوه منذ البدء هو أجمل ما تستنشقين وليكن هو رائحتك التي يستنشقها الآخرين.. ليكن كل من يراك يرى صورة مجد أولاد الله. وستظهر الحشمة محكًا من أهم المحكات التي بها يختبر أولاد الله ليظهروا النور الذي فيهم ويشهدوا للحق الذي عرفوه. أحبائي إن لم نستطع أن ننادى أمام الجميع بتعاليم المسيح فلنظهر رائحته ونعلن سيرته.. أن مجرد مظهر الشابة المسيحية في مجتمعنا الذي نحياه الآن فرصة رائعة لإظهار رائحة المسيح الذكية.. فأصبح مجرد مظهر الشابة المسيحية أعظم مجال للكرازة بتعاليم المسيح المملوءة عفة وقداسة. |
||||
25 - 04 - 2017, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
تعاليم آباء الكنيسة الخروج على آثار الغنم القديس كبريانوس العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً عن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر القديس يوحنا ذهبي الفم تمثال الإمبراطورة سؤال لنبحث له عن إجابة.. الخروج على آثار الغنم تعالوا لننظر ما هي تعاليم آباء الكنيسة في أمر الحشمة حيث أن الخروج على آثار الغنم هو الضامن للوصول.. والكنيسة ممتدة من شخص يسوع المسيح والآباء الرسل إلى انقضاء الدهر، لذلك فنحن نلتزم بروح التلمذة لآبائنا وكل تراثهم الغنى لأن التلمذة هي حارسة الرجاء ورابطة الإيمان والمرشدة لطريق الخلاص ومعلمة الفضيلة وبها نثبت في المسيح ونحيا دومًا لله. إتباعها نافع ومفيد وإهمالها مهلك ومميت.. وهنا ينبهنا معلمنا داود النبي والملك على ضرورة سماع التعاليم والعمل بها وخطورة إهمالها وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك (مز 50:17). وعلى الكنيسة ممثلة في رعاتها أن تعلم وتنذر وتؤدب فهي لا تبغض من توبخه بل تحبه لأجل تهذيبه لأن الله قد تنبأ بأرميا النبي قائلًا وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم (ار 3: 15).. لذلك علينا أن نؤسس نفوسنا على صخرة الكنيسة غير المتزعزعة من عواصف وزوابع العالم كي نصل بالتعاليم الإلهية إلى جعالات (جوائز) الله. القديس كبريانوس العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً يقول القديس كبريانوس في كتابه "ثياب العذارى"... إن أعضاءنا عندما تتطهر من دنس المرض القديم بتقديس حميم المياه أي المعمودية تصير هياكل لله.. فيجب ألا تهان أو تدنس فصرنا هياكل خاصة له كما يقول معلمنا بولس الرسول أنكم لستم لأنفسكم.. لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 19-20).. وعلينا أن نمجد الله في جسد طاهر عفيف بطاعة كاملة حتى لا يدخل أي شيء دنس أو غير طاهر داخل هيكل الله لئلا يهان فيهدم الهيكل الذي سكنه. ويوجه القديس كبريانوس حديثه للعذارى ويمتدحهن قائلًا أنهن زهور بذار الكنيسة.. أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاء وبهن تفرح الأم الكنيسة.. فلا يوبخهن بل يخشى عليهن من تجارب العدو... وينصح ويقول يجب على العذارى أن يحفظن أنفسهن طاهرات عفيفات ليس فقط في الجسد بل وأيضًا في الروح. وعن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر يقول: ليس من الصواب أن تبالغ العذارى في الاهتمام بزينة جسدها أو تتباهى بجمالها الجسدي في حين أنه ليس لديهم جهاد أعظم من جهادها ضد جسدها وليس لديها صراع أصعب من هزيمة وإخضاع الجسد. ورغم أن بولس يعلن بصوت عالي.. "وأما من جهتي فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6:14) ويتساءل كيف أن من نذرت أن تجحد شهواتها وأهواء الجسد توجد خاضعة لهذه الأمور عينها التي سبق ونذرت أن تجحدها. فمن غير اللائق بأي مسيحي وبالأخص بالعذارى أن ينظر أو يهتم بأي مجد أو كرامة للجسد بل فقط يهتم بما ياقوته ويربيه لأنه يطلب ويشتهى كلمة الله حتى ينال العطايا التي تدوم إلى الأبد ويتحدث القديس كبريانوس عن العذارى اللائي يتعذبن ويتألمن لأجل الاعتراف بالاسم الحسن وكيف أنهن أقوى من العذابات رغم رقة أعضائهن.. ولكن اجتزن النيران والصلب والحيوانات المفترسة حتى كللن ويصف أثار عذاباتهن في أجسادهن بأنها أفضل زينة لأجسادهن وأنها جواهر الجسد الثمينة. إن سمات الزينة والمبالغة في الثياب وإغراءات الجمال لا تليق إلا بغير العفاف ولنتذكر أن الكتاب المقدس الذي به أراد الله أن يعلمنا ويهذبنا أعطى وصفًا للمدينة الزانية أنها جميلة للغاية في المنظر بسبب زينتها.. ولكنها ستهلك بسبب هذه الزينة عينها.. ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلًا لي هلم فاريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها فمضى بي بالروح إلى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها (رؤ 17: 1-4). إذا كان هناك رسامًا ورسم بدقة صورة لشخص بألوان رائعة واكتملت الصورة وصارت شبه الشخص المرسوم تمامًا ثم جاء أخر ووضع يده عليها كما لو كان لأنه أكثر مهارة.. يمكنه أن يجعلها أفضل.. سيكون من الطبيعي أن يحدث خطأً شديدًا وتتلف الصورة وسيكون ذلك سببًا وجيهًا لغضب الرسام الأصلي. وارتكاب العذارى لمثل هذه التعديات إنما هو إهانة لله الخالق الصانع الكل حسنًا.. وعندما يبالغن في استخدام الأصباغ المغرية ويتزين يشوهن العمل الإلهي ويزغن عن الحق. ويعاتبهن قائلًا: أن كيف نبدل ما هو حق بكذب. وبمحبة أبوية رعوية يحث القديس كبريانوس بناته العذارى قائلًا لذلك استمعن إلى أيتها العذارى كأب.. استمعن إلى أرجوكن لأني أخاف عليكن.. لذلك أُحَذِر.. احفظن أنفسكن كما صنعكن الله الخالق.. احفظن أنفسكن كما زينكن أبوكن السماوي.. ليظل وجهكن غير فاسد هيئتكن بسيطة لتكن عيونكن مستحقة وأن تعاين الله اهزمن الزينة الخارجية.. لأنكن يجب أن تهزمن الجسد والعالم فمن غير المعقول أن تهزمن الأكبر (أي الجسد والعالم) إن انغلبتن للأصغر (أي الزينة الخارجية).. فلترتفع عيونكن نحو الله والسماء وليس إلى أسفل نحو الشهوة والجسد وشهوة العيون محبة العالم.. تذكروا أن الباب ضيق احتملن بشجاعة.. تقدمن روحيًا.. أجعلن المسيح يُكافئ فيكن. القديس يوحنا ذهبي الفم البطريرك يوحنا ذهبي الفم يتم نفيه عن طريق الامبراطورة أودوكسيا (أفدوكسيا)، لوحة للفنان بنيامين جان جوزيف كونستانت، فنان فرنسي (1845-1902) تمثال الإمبراطورة اهتم القديس يوحنا ذهبي الفم بالتعليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وله جرأة وواقعية شديدة جعلته يتعرض لأخطار كثيرة.. واستمر في تمسكه بالحق والتعليم إلى النفس الأخير.. وهنا نذكر ما حدث مع الملك اركاديوس الذي أقام تمثال من الفضة الخالصة لزوجته الإمبراطورة افدوكسيا ووضعه في أكبر ساحات المدينة بجوار كنيسة أجيا صوفيا.. وفي حفل تنصيب التمثال اجتمع الشعب في الساحة التي تحولت لمسارح وحفلات راقصة ودخلت الإمبراطورة في موكب مهيب وهي لابسة ملابس خليعة وغير محتشمة فغار القديس يوحنا على الكنيسة فصاح يشجب هذه التصرفات ويبكت الإمبراطورة على خلاعتها فأثار ذلك مشاعر الإمبراطورة وبدأت تخطط لعقد مجمع من الأساقفة لاستبعاد ذهبي الفم.. وإذ سمع الأب البطريرك بذلك لم يبال بالأمر بل على العكس وقف في عيد يوحنا المعمدان وبدأ يعظ بهذه الكلمات وهوذا هيروديا جديدة في وسطنا. إنها تعود فترقص في ثياب خليعة.. إنها تطلب رأس يوحنا من جديد في طبق ولكن أقول أن يوحنا فضل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير وأدى ذلك إلى نفى القديس يوحنا وبقى في منفاه حتى تنيح عام 407م. سؤال لنبحث له عن إجابة.. إن كان القديس يوحنا ذهبي الفم فعل ذلك مع الإمبراطورة.. ماذا يفعل لو أتى إلى بنات المسيح اليوم وهن في المناسبات والأعياد والأفراح ورأى أكثر مما فعلته الإمبراطورة افدوكسيا.. وأسال نفسي ماذا ينبغي أن افعل إن رأيت ما رآه القديس يوحنا ذهبي الفم.. هل اختلفت الأجيال.. أمْ أن الوصية ثابتة وقداسة الكنيسة دائمة.. أمْ أن الحق فينا غير معلن كما كان في القديس يوحنا ذهبي الفم؟!! ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم العذارى ويقول:- أتريدي أن تكوني جميلة؟؟ تسربلي بالصدقة.. البسي العطف.. توشحي بالعفة.. كونين خالية من التشامخ.. هذه كلها أوفر كرامة من الذهب.. هذه تصير الجميلة كثيرة الجمال. وغير الجميلة جميلة.. وعندما تغالين في التزين تكونين قد خلعتِ عنكِ حسن الجمال. ويخاطب العذارى قائلًا:- قولي لي لو أعطاك أحد ثوبًا ملكيًا فأخذتيه ولبستي فوقه ثوب العبيد، أما يكون لك خزي يليه عذاب؟؟ لقد لبستي المسيح سيد الملائكة أفترجعين إلى الأرض؟ قولي لي لماذا تتزينين.. اعلمي إن الرجال قد يعجبن بالزينة الخارجية لكن إلى حين أما ما يجذب قلوبهم بحق فهو الزينة الداخلية بل وتجذب قلب المسيح أيضًا قائلًا ها أنت جميلة يا حبيبتي.. عيناك حمامتان (نش 1: 15). ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم بالحشمة أيضًا للمتزوجات... إذ كيف تهتم أن ترضى رجلها أولًا وأخيرًا وكما يَغير رب المجد على عروسه فلا يطلب منها أن تتصدق وتصوم أو تصلى لأجل إرضاء ومدح الآخرين.. إنما تصنع هذا كله في الخفاء لأجله هو وحده... هكذا النساء المتزوجات كيف يكون لهن تقوى وعفاف ووداعة وجمال في الخفاء وتهتم بفضائلها كيف ترضى رجلها.. وليس العكس.. وهنا يؤكد معلمنا بطرس الرسول أن النساء يستطعن عن طريق العفاف والطهارة والحشمة ربح أزواجهن.. "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف" (1 بط 3: 1-2). إذْ أعطى للحشمة والوداعة والطاعة عند المرأة دورًا تبشيريًا كرازيًا وعمل هام في ربح النفوس للمسيح. وأكثر من ذلك ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم المتزوجات قائلًا "ليتنا لا نهتم بالمظهر الجميل الباطل وبلا نفع... ليتنا ألا نُعَلم أزواجنا أن يعجبوا بالشكل الخارجي المجرد.. لأنه إن كانت زينتك هي هذه فإنه يعتاد على رؤية وجهك هكذا فيُمْكِن لزانية أن تأسره بسهولة من هذا الجانب لكن أن تَعَلّمْ أن يُحب أخلاقك الصالحة وتواضعك فإنه لا يكون معدًا للضياع... إذ لا يجد في الزانية ما يجذبه إليها.. هذا التي لا تحمل هذه السمات بل نقيضتها لا تعلميه أن يؤسر بالضحك. ولا بالملابس الخليعة لئلا تهيئين له السم". كذلك القديس اكليمنضس الإسكندري يشير إلى خطورة الزينة الخارجية بقوله.. إن النسوة اللاتي ينفقن في الزينة الخارجية، لا يدركن مدى تبدد القوى الداخلية لأنه أن نزع احد عنهن هذه الزينة الزائفة يصاب بخيبة أمل عنيفة إذ لا يجد في الداخل صورة الله الساكن داخل الإنسان، كما يجب بل يجد صورة شهواني مسكين. |
||||
25 - 04 - 2017, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
قديسات جميلات الله يستخدم الجمال القديسة أوليمبياس القديسة الشهيدة أجنس عريس لا مثيل له شعرها غطى جسدها الحاكم يتذلل للفتاة العفيفة لوسيه عذراء الإسكندرية الله يستخدم الجمال الجمال هبة إلهية تعلن جلال الله وإحسانه.. فكيف ستحول إلى وسيلة عثرة.. وهلاك فلا ننسى أبدًا أن الله سمح أن يستخدم الجمال لمجد اسمه القدوس.. بل ولإنقاذ شعبة المقدس.. كما رأينا في جمال أستير الملكة التي قال عنها الكتاب المقدس وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر. (أش 2:7) فكان جمالها سببًا في اختيارها ملكة لتخلص شعبه. وأيضًا موسى النبي قائد الشعب العظيم.. استخدم الله جماله وكان سببًا في استبقاء حياته.. ولما رأته أنه حسن خبأته (خر 2:2).. وكان جماله سببًا لجذب ابنة فرعون إليه.. فتربى في قصر فرعون وتعلم وتهذب بكل حكمة المصريين.. وكان الله يعده لقيادة الشعب داخل قصر فرعون وكان جماله سببًا في تأهيله لهذه الرسالة العظيمة. وداود النبي قيل عنه أنه أشقر مع حلاوة العينين وبنات أيوب البار قيل عنهن أنه لم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض (أي 42:15). والله أراد أن يجعل الجمال وسيلة لإظهار بره ومجده فحينما أرسل ابنه الوحيد إلى العالم كان أبرع جمالًا من بنى البشر وقد ارتسمت النعمة على شفتيه.. فكان جماله جاذبًا لكل جمال.. فجذب قلوب شباب وعذارى ونساء وشيوخ وأطفال.. فنجد القديس الشيخ الروحاني يناجيه قائلًا أقسمت بحبك ألا أحب وجها أخر غير وجهك.. لأن مَنْ رآه ثم أحتمل ألا يراه. وهنا نود نستعرض بعض القديسات الجميلات لنرى كيف أن جمالهن كان سبب مجدهن. القديسة أوليمبياس: كانت جميلة الشكل جدًا.. وجهها ملائكي.. ملامحها هادئة ملابسها بسيطة.. تفوح منها روائح الكرامة والمجد وكانت تلميذه للقديس يوحنا ذهبي الفم وأعطاها رتبة شماسة وكان دائمًا يمدحها بسبب روحانياتها العالية وسلوكها.. وقد قال لها أنك تظهرين بساطة بغير تأنق فهذه الفضيلة تبدو كأنها أقل من غيرها لكن من يدقق في الأمر يجدها فضيلة عظيمة تكشف عن نفس مملوءة حكمة وقد وطأة تحت قدميها الأمور الزمنية وتنطلق نحو السماء طاهرة. ويعوزني ألف لسان لأنادي باسمك من أجل بساطة مظهرك إذ بواسطتك تظهر كل ألوان الفضائل المسيحية.. التي عبرت إلى الخارج تعلن عن الحكمة الكامنة في داخلك من أجل هذا أدعوك وندعوك مطوبة وها نرى كم من نفوس جذبتها أولمبياس إلى المسيح الملك بجمالها.. كم من شباب مجدوا الله وكم من شابات عرفوا الطريق الصحيح إزاء الجمال.. فعرفوا كيف يمجدوا الخالق ويقدموا له أغلى ما يملكون. لوحة تصور السيدة العذراء مريم والدة الإله مع القديسة الشهيدة آجنس (مع الحمل) والقديسة مارتينا، رسم الفنان إل جريكو سنة 1597-1599 تقريبًا، زيت على قماش، محفوظة في معرض الفن القومي في واشنطون القديسة الشهيدة أجنس: عريس لا مثيل له إنها فتاة صغيرة جميلة جدًا أكملت جهادها ونالت إكليل الاستشهاد وهي في الثانية عشر من عمرها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ولدت في روما من أبوين مسيحيين تقيين من أشراف المدينة ومنذ طفولتها وأحبت أن تكون هيكلًا مقدسًا لمخلصها.. فنذرت بتوليتها وكرست حياتها لعريسها السماوي وهي لا تزال في سن العاشرة فثار عليها عدو الخير مكثفًا جهده ضدها لعرقلة سيرتها الطاهرة واستغل جمالها الجسدي ليفقدها جمالها الروحي.. ولتنفيذ خطته أثار في قلب ابن حاكم روما حبًا شديدًا تجاهها وعقد العزم على الزواج بها.. ولكن كانت المفاجأة إذ سمع إجابة أجنس (لن أتخلى عن عريسي الذي سبق واختارني وارتبطت به.. ولا تحيا روحي إلا بمحبته فلا مثيل له وهو وحده يستحق كل الحب فهو أبرع جمالًا من بنى البشر.. حكيم.. سيد ممالك الأرض.. غنى.. شريف.. رؤوف.. عظيم.. فإن محبتي له تزيدني عفة وطهارة واقترابي منه يزيدني نقاوة إني لم أغير أبدًا عريسي السماوي الذي سبق أن اخترته حتى ولو وضعت أمامي كل ممتلكات العالم). شعرها غطى جسدها وهنا بدأ طريق الاستشهاد.. اقتادها الحاكم بأغلال الحديدية إلى هيكل الأصنام لتسجد لها.. فوضعوا أصغر قيد حديدي في يديها ولكنه انزلق من يديها الصغيرتين وسقط على الأرض وكانت تقف ثابتة ولعنت الآلهة.. فوضعوها في بيت للشر.. وشرع الجند يعرونها من ثيابها ولكن في الحال طال شعرها وصار كثيفًا جدًا بصورة معجزيه وغطى كل جسدها وتعجب الكل من ذلك.. حقا إن الرب هو حافظ نفوس أتقياءه من يد الأشرار ينقذهم (مز 97:10).. وعندما زج بالفتاة في بيت الأشرار أضاء المكان بنور ساطع جدًا ورأت أجنس ملاكًا واقفًا بجوارها كما وجدت ثوبًا جميلًا جدًا أكثر بياضًا من الثلج فارتدته وتعزت أجنس إذ غمرت بمحبة عريسها وفاديها واستغرقت في صلاة عميقة تشكر إلهها صانع العجائب الذي يحميها. فلم يجسر أحد من الأشرار أن يدنو منها.. فما من شاب دنس اقترب من الحجرة إلا وتراجع مذهولًا مما رآه وخرج مؤمنًا بإله أجنس.. بل وأحب العفة والطهارة.. حقا لقد تشرف هذا المكان الذي للفساد بذهاب عروس المسيح إليه فحولته إلى فردوس وميناء للطهارة والعفة وهيكل لله.. وصار هذا المكان كنيسة على اسم الشهيدة أجنس بعد مضى زمن الاضطهاد. أما ابن الحاكم تجاسر ودخل ذلك البيت مقتحمًا ليفتك بأجنس غير مكترث بالنور العجيب الذي يملأ المكان وأسرع ليقترب منها ولكن ملاك الرب ضربه ولم يمهله فسقط ميتًا طريحًا عند أقدام الفتاة النقية الطاهرة أجنس التي سترها الله بيمينه. الحاكم يتذلل للفتاة وبدأ الحاكم يتذلل لها طالبًا منها أن ترد الحياة إلى ابنه حتى يعرف الجميع أنها لم تميته بفنونها السحرية.. فأجابت. إن ظلمة عينيك وقلبك لا يستحقان مثل هذا الصنيع ولكن من أجل أن يتمجد أسم إلهي ويعلم الجميع قوته وعظمته فإني سأطلب منه أن يقيم لك ابنك وجثت أجنس وصلت إلى الله بدموع غزيزة راجية منه أن يتمجد ويقيم الشاب ليعلم الجميع أنه هو الإله الوحيد الحقيقي وحده.. وما كادت تنتهي من صلاتها حتى مثل أمامها ملاك وأقام الشاب.. فقام وخرج في الحال وهو يصيح بعظمة الإله العظيم القادر على كل شيء الذي يعبده المسيحيون. وعند قطع رأسها.. وضعوها في السجن.. وأوقدوا نارًا تحتها ولكن العناية الإلهية لم تسمح أن تصيب النار جسدها فحكموا عليها بالموت بحد السيف وأحنت الفتاة رأسها منتظره أن يهوى عليها السياف بحد السيف ولكن السياف لم يستطع وارتعشت يده.. وشحب لونه أما أجنس فكانت تلومه على تباطئه.. فقالت له.. ماذا تنتظر.. لماذا تتوانى.. أمت هذا الجسد الذي أعثر آخرين.. أمت هذا الجسد لتحيا الروح التي هي ثمينة في عين الله.. حينئذ زمجر القاضي منتهرًا السياف لينفذ الحكم سريعًا.. وهنا غطى السياف عينيه بيده اليسرى وباليد اليمنى أطاح برأس الحمامة الوديعة الراكعة أمامه. أنظروا يا أحبائي أنه نموذج رائع يلزم أن تقتدي به كل شابه وفتاة مدحها آباء الكنيسة على عظمة شجاعتها فيقول عنها القديس أمبروسيوس.. (إن الفتيات في هذا السن الصغير لا يحتملن نظرة غضب من والديهم.. ويبكين من خز الإبرة كأنها جرح حاد.. أما الفتاة أجنس فكانت ثابتة لا تتزعزع بين أيدي الجلادين الملطخة بالدماء.. لم تكن أجنس تدرك بعد معنى الموت ولكنها كانت مستعدة أن تواجهه وتذوقه.. ففي خطوات ثابتة وسريعة تقدمت نحو موضع العذاب ورأسها مزين ليس بضفائر الشعر وإنما بالمسيح رأسها وعريسها ومتوجة بإكليل مزين ليس بالورود وإنما بالفضائل وثمار جهادها.. فكان لها ما هو فائق الطبيعة من خالق الطبيعة نفسه.. كان الكل يبكى أما هي فلم تذرف دمعة.. إنها انطلقت إلى أحضان حبيبها وعريسها لتحيا معه إلى الأبد). العفيفة لوسيه عذراء الإسكندرية: كانت القديسة العفيفة لوسيا من أهل مدينة الإسكندرية وكانت حسنة المنظر جدًا. وكانت تشتغل بصناعة النسيج.. وقد وضعت في قلبها أن تحفظ طهارتها وبتوليتها لله.. وحدث أن تعلق بها قلب شاب وصار يتبعها ذهابًا وإيابًا.. وكان يتردد دائمًا حول منزلها فحزنت الفتاة لوسيا جدًا وظلت تصلى إلى الله لكي ينقذها وينقذ هذا الشاب حتى لا تكون سبب عثرة له ويتنجس قلبه بسببها.. وفي طريقها إلى الكنيسة زاد إلحاح الشاب عليها.. فتوقفت وسألته أعلمني لماذا تلاحقني في ذهابي وإيابي.. ماذا تتطلع وراء جسد شقي مصيره الفناء ودود الأرض. أجاب الشاب عيناك فتنتاني وإذا أبصرتك لا يهدأ قلبي حينئذ بكت العفيفة لوسيا وقالت له.. اعلم يا أخي أن العينين اللذين تبصرهما من الواجب على ان أهلكهما في هذا الزمان اليسير حتى لا أعذب زمانًا لا ينقضي في الدهر الآتي.. وفي سرعة وشجاعة نادرة خلعت الفتاة أحدى عينيها بمِخْراز كان في يدها وطرحتها أمامه ثم شرعت في خلع العين الأخرى إلا ان الشاب منعها من ذلك. أما الشاب فارتعد وخاف جدًا.. وزالت عنه شهوة قلبه وخر ساجدًا عند قدميها باكيًا نادمًا وخرج ووزع ماله على الفقراء والمساكين ومضى إلى الصحراء وصار راهبًا عابدًا ناسكًا ممجدًا الله عاملًا بوصاياه إلى وقت وفاته. يا ليت شباتنا المسيحيات بنات لوسي.. وأجنس.. وبوتامينا.. وبربتوا.. يسلكن في نفس السيرة.. ولا يكن لهن قدوة غيرهن فيكملن المسيرة إلى النهاية. |
||||
25 - 04 - 2017, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
كلمة من عند الرب يسوع ابنتي المحبوبة المباركة.. يا من تحملي أسمى وتعلني مجدي.. يا من وهبتك ملامحي وجمالي.. من بسطت ذيلي عليك وسترتك حتى لا يظهر خزي عُريك. أوصيك بجسدك الذي هو جسدي وأناشدك أن تكريمه في أعين الجميع.. ليكن له وقار وبهاء وجمال كهيكل قدسي زينيه بالفضائل واستريه بالثياب اللائقة بكرامته لا تسمحي لأحد أن يتفوه بكلمة تهينني بسببك.. يكفى ما نال من تعيير أحتملها بسبب بنات الغرب واضعين صليب في أعناقهن وهن غير محتشمات.. أما أنت يا ابنة كنيستي المحبوبة مصر التي باركت شعبها وجعلت عليها أمانة كرازة للعالم كله قدمي لي إكرامًا عوض كل إهانة وحبًا حقيقيًا عوض كل جحود لأنه أن فسد الملح فماذا يملح أنه سيطرح خارجًا وسيداس من الناس. لا تجعلي لك من بنات أهل العالم من تتمثلي به أنا قد اشتريتك لي اقتنيتك لي وحدي فلا تكوني لغيري.. أحملي شكلي وأنت قد لبستيني وسيرى في طريقي. وها قد تركت لك ألوف ألوف وربوات ربوات عذارى حكيمات حفظوا أسمى ومجدوا جسدي وبذلوا حياتهم من أجل وصايا محبتي فكوني معهم دائمًا واتبعي خطواتهم. ولا تجعلي قلبك مع الجاهلات اللواتي احتقرن وصاياي وبدلن ملامحي وكشفن كنوز التي في أجسادهم فعرضوها للنهب والسلب مثل هؤلاء سأطالبهم بكل ما أعطيتهم وعلمتهم وكل ما بددوه بجهل وغباوة ور نهم احتقروني وسمحوا لاسمي أن يُهان بسببهم سأطردهم من حفل عشاءي لأنهن قد انحمقن جدًا. أما أنت فمكانك معد فاتبعي كلامي ومحبتي.. ارفعي نظرك إلى فوق.. ولا تنبهري بكل ما هو زائل.. ولا تستندي على كل ما هو ظل.. بل تمسكي بالحق الدائم.. فويل لمن كشف ما أردت أن أستره.. وويل لمن ازدرى بعريي من أجله واستمر بعزم وعناد أن يعرى جسده ولا يسمع ولا يفهم. أنظري إلى الحيوانات التي لا تفهم ولا تلبس ها أنا قد سترت أعضاءها بأعضائها حتى أحفظ كرامتها.. فكم يليق بجسد سيتمجد في السماء. اعلمي أن عيني تنظر وتراقب وتخترق أستار الظلام وما أوصيك به افعليه في الخفاء وفي العلن وحتى وأنت في حجرتك لان عيني هناك أيضًا ولك ملاك لحراستك يرافقك ليلًا ونهارًا.. فاخجلي منه واسلكي بكل وقار وعفاف واعلمي أني آتى سريعًا وأجرتي معي لك ولكل من حفظ كلامي. وها أمي القديسة مريم قد أوصيتها بحفظ العذارى فتشفعي بها فهي تفرح ببناتها العفيفات القديسات.. اجعلي ملامحها أمامك كل حين واسأليها في كل ما تحتاجي فهي أم قادرة معينة.. وها نعمتي ومراحمي معك طول الأيام.. وحتى إعلان المكافأة. الرب يسوع |
||||
25 - 04 - 2017, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
كتاب ثياب الحشمة ميرسى لتعبك يا مرمر |
||||
26 - 04 - 2017, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
شكرا على المرور |
||||
|