|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يفتح الباب الشرقي للدار الداخلية يوم السبت طول النهار حتى المساء، وكأن الله يدخل إلى حياتنا الداخلية، مشرقًا في أعماقنا مادام الوقت نهارًا. يدخل إلينا ليجعل قلوبنا في "راحة (سبت)" دائمة. يتحدث العلامة أوريجانوس عن الاحتفال بالسبت قائلًا: [ما هو الاحتفال بالسبت إلا ما قاله الرسول: "إذًا بقيتْ راحة لشعب الله" (عب 4: 9)، أي يتمم شريعة السبت. ليترك شعب الله الشكل اليهودي للسبت ولنَرَ ما يجب أن نفعله كنظام مسيحي في يوم السبت. يلزمنا عدم القيام بأي نشاط دنيوي أو عمل زمني... فنكون متفرغين للتداريب الروحية: الذهاب إلى الكنيسة والإصغاء للقراءات الإلهية والمواعظ والتأمل في السمويات والاهتمام بالحياة العتيدة والتفكير في الدينونة المقبلة والاهتمام لا بالأمور الحاضرة المنظورة بل بالحقائق المستقبلة غير المنظورة. هذا هو حفظ السبت بالنسبة للمسيحي]. [لنبحث في عمق عن السبت الحقيقي. إنه يعني العمل به في السماء؛ فإننا لا نرى أن كلمات سفر التكوين: "فاستراح (الرب) في يوم السبت (السابع) من جميع عمله الذي عمل" (تك 2: 2) قد تحققت حرفيًا في اليوم السابع، ولا أيضًا يتحقق اليوم. فإن الله يعمل على الدوام، لا يوجد سبت لا يعمل فيه الرب. لا يوجد يوم فيه لا يشرق شمسه على الأشرار الصالحين، أو لا يمطر على الأبرار والظالمين (مت 5: 45). إنه "المنبت الجبال عشبًا" (مز 147: 8)، الذي "يجرح ويعصب" (أي 5: 18) مظهرًا أنه لا يوجد في هذا الدهر يوم سبت فيه يستريح الرب من تدبير العالم والاهتمام بمصائر الجنس البشري ]. لقد سبق أن رأينا في دراستنا لسفر الخروج أن السيد المسيح هو السبت الحقيقي، فيه يستريح الآب إذ يجدنا فيه متبررين ومقدسين له، وفيه نستريح نحن أيضًا إذ ندخل به إلى حضن الآب موضع راحتنا. إنه سبت الآب وسبت المؤمنين، سر الراحة الحقيقية! |
|