في مثل الغني ولعازر
يقول المثل أن الرجل الغني إذ وجد نفسه في الجحيم رأي إبراهيم ولعازر في حضنه. يُفهم هنا شخص إبراهيم علي انه يعني الله. يعني الوجود في حضن الله الوجود في شركة مع الله.
في الحضن وراء الصدر يوجد قلب الإنسان. والقلب الذي هو مصدر الحياة البيولوجية هو رمز للحب. وكلما زاد الحب كلما زادت المعرفة، طالما أن المعرفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحب. وفي الواقع يشكل هذا الحب الشركة والاتحاد. وبالتالي فإنه لكي يكون الشخص في الحضن عليه أن يكون مرتبطاً بالمحبوب، وهذا يعني وجود اتحاد بينهما.
وبالتالي فإن القول بأن لعازر في حضن إبراهيم يشير إلي اتحاده بالله، وهذا التحاد يرتبط بالمعرفة الروحية والحب. وإننا عندما نتحدث عن معرفة الله نقصد “الشركة في الوجود”. فهي ليست معرفة ذهنية ولكنها معرفة مرتبطة بالحب وبملء الحياة.
لم يبدو أن لعازر كان مرتبكاً بالمشكلة الرهيبة التي واجهها الغني. إنه لا يري الهاوية علي حين يري الرجل الغني مجد الفردوس. وفي الواقع كما يقول للآباء، فإن الشخص الذي يعيش في النور غير المخلوق وفي الرؤية العظيمة لله ينسي العالم. فالنور يكون عظيماً وباهراً لدرجة لا تسمح للشخص بأن يري أي شيء أخر. وهذا لا يعني أن القديسين لا يصلون لأجل العالم كله. إنهم يصلون ويتوسلون لله لأنهم في الحقيقة لديهم شركة كبيرة معه، إلا أنهم في حالة لا نستطيع أن نفهمها. ولن نفهمها إلا لو أمعنا النظر في الخبرات الإلهية للقديسين.