يرى القديس أمبروسيوس
أن كلمة "كريث" معناها "فهم"، و"حوريب" معناها "قلب" أو "كقلب".
"فتشرب من النهر وقد أمرْتْ الغربان أن تعولك هناك" [4].
* لا يوجد موضع يقتات فيه إيليَّا إلاَّ "هناك" (1 مل 17: 4) في صرْفَة صيْدا، حيث أمره الله أن يذهب لتعوله...
بالنسبة ليعقوب أمره الله أن يذهب هناك (بيت ايل) (تك 35: 1).
والسيِّد المسيح سأل تلاميذه أن يرجعوا إلى أورشليم ويقيموا هناك حتى يلبسوا قوَّة من الأعالي لينالوا موعد من الآب (لو 24: 49؛ عب 1: 4، 12؛ 2: 4).
نحن مدعوِّين إلى "هناك" حيث نسكن أو نثبت في المسيح وهو فينا (يو 15: 4-7؛ أف 1: 3)...
في وقت الجفاف حيث يمكن للباطل الجسداني أن يجف فيه، يدخل إلى معرفة الله بالأكثر. لقد ذهب إلى نهر كريث (1 مل 17: 3)، التي تعني "معرفة"، حيث يقدر أن يشرب من فيض معرفة الله.
لقد هرب من العالم بطريقة بها لم يطلب حتى الطعام لهذا الجسد، إلاَّ ما تقدِّمه له الطيور الخادمة (1 مل 17: 6)، مع أن طعامه غالبًا لم يكن من الأرض (1 مل 17: 5-7). بالحقيقة سار أربعين يومًا في قوَّة الطعام الذي تقبله (1 مل 17: 5).
للتأكيد لم يهرب مثل هذا النبي العظيم من امرأة، بل من هذا العالم. ولم يخف الموت، بل تقدَّم لمن يطلب نفسه وقال للرب: "خذ نفسي". لقد عانى من متاعب هذه الحياة، لكنَّه هرب من إغراءات العالم، من عدوى السلوك الدنس والأعمال الشرِّيرة التي للجيل الخاطئ الشرِّير.
القديس أمبروسيوس