الأنبا رافائيل يرد على من ينكرون دوام بتولية العذراء مريم

[walaa farouk]

الأنبا رافائيل يرد على من ينكرون دوام بتولية العذراء مريم!

سؤال:
"لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر"..
هل معنى ذلك أنه عرفها بعد الولادة؟

الإجابة:
لا طبعًا العدرا هي عذراء دائمًا.. دائمة البتولية قبل أن تحبل بالمسيح وأثناء الحبل وبعد الولادة، ولم تتزوج طبعًا لأنها صارت أم الله ومكرسة لله!

أما كلمة "حتى" دي معناها بيركز على أن المسيح ولد بدون زرع بشر "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" هو مركز على المسيح أكتر ما مركز على دوام بتولية العدرا

لكن "حتى" دايما بتبقى مسئولة عن ما قبلها مش ما بعدها، يعني مثلا لما نقول "فلان قعد يذاكر لغاية مانجح" ..هل معنى كده بعد ما نجح ذاكر ولا مذاكرش دي قصة تانية!

"فلانة مولدتش لغاية ما ماتت" هل معنى أن بعد ما ماتت ولدت!!.. فكلمة "لغاية" اللي هي "حتى" بالعربي بالفصحى تختص بما قبلها.

فهنا الكتاب المقدس بيركز على أن المسيح ولد بدون زرع بشر، اما العدرا فهي دائمة البتولية حسب ما الكنيسة أستوعبت منذ اول يوم والآباء شرحولنا هذه العقيدة.

ليه العدرا دائمة البتولية؟ لأنها مكرسة لله وكلمة (مكرس) معناها مُخصص
فإحنا في الفكر الأرثوذكسي بنبقى فاهمين كويس جدًا يعني ايه تخصيص.

إذا جبنا صينية والأسقف دشنها بالميرون صارت مُخصصة لجسد المسيح، مش ممكن تستخدم لغرض اخر إلا لجسد المسيح في الإفخاريستيا!

الكاس بتاع التناول ده مخصص لدم المسيح.. اللمذبح مخصص للافخاريستيا.. التدشين والتكريس معنها التخصيص والتقديس.

فعلشان كده مش ممكن أنا أتجاسر وأخد الصينية بتاعة الجسد وأستخدمها! حتى لو في غرض مقدس! يعني مقدرش أعمل فيها زيت القنديل أهو ده سر برضو بس الصينية دي مش بتاعة القنديل دي بتاعة التناول!

فإحنا لما نقول العدرا دي قدسها الروح القدس علشان تبقى أم الله خلاص بقت مخصصة لله! مينفعش بعد ماتحبل بالمسيح تحبل بإنسان آخر علشان كده هي كانت دائمة البتولية.

السؤال اللي سألته العدرا للملاك جبرائيل في وقت البشارة بيدل على نيتها انها تكون بتول.. هي كانت مخطوبة، أي بنت مخطوبة في الدنيا معناها في خطة انها بعد شهر او سنة هتتجوز وبعد ماتتجوز هتخلف.

فلو جالها ملاك وهي بنت مخطوبة وقالها أنتي هتبقي أم عظيمة وعندك ابن كويس تقوله شكرًا على الأخبار الطيبة دي.. مش هتتسأل كيف يكون لي هذا!

لكن هي لأنها كان في نيتها تعيش دائمة البتولية عذراء لله، لما جه الملاك يبشرها قالت له "كيف يكون لي هذا وانا لست أعرف رجل" معناها أن هي مش في نيتها تتجوز!

فقالها " الروح القدس يحل عليكي وقوة العلى تظللك ولذلك المولود منك يدعى ابن الله" فاطمأنت على أن هي هتستمر في البتولية "هوذا أنا امة الرب ليكن لي كقولك"

واضح أنها متفقة مع يوسف انها تعيش في البتولية، وهو راجل كان كبير في السن.. والبابا شنودة حقيقي كان حريص جدًا مش ممكن كان يمضي على صورة يكون فيها يوسف النجار بدقن سودا، لازم تكون الدقن بيضا معناها انه شيخ كبير أخدها علشان يحميها في بيته.

والتدبير الإلهي أن العدرا مريم تبقى في بيت يوسف النجار كخطيبة ليه والخطوبة وقتها زي عند اخواتنا المسلمين كتب الكتاب يعني هي شرعيًا مراته، عمليا لسه مش مراته.

يعني عند أخواتنا المسلمين بيبقى في خطوبة وكتب كتاب ودخلة
فهي كانت مخطوبة بمعنى مكتوب كتابها على يوسف النجار.

دي تدبير إلهي ليه؟ لأن لاسمح الله لو في بنت مخطوبة ومكتوب كتابها على واحد، وجت أخطأت تبقى الوحيد اللي من حقه يحاسبها هو زوجها ده لكن المجتمع مش هيحاسبها.

مش مخطوبة خالص المجتمع هو المسئول على انه ياخدها ويحطها ويرجمها.. فالعدرا كانت عرضه انها تترجم لو انها مش مخطوبة.. وهي من وداعتها وقداستها مجابتش سيرة الظهور بتاع الملاك ليها مقالتهوش ليوسف النجار.

هو التاني لما شاف عليها علامات الحمل شك فجه الملاك طمنه "لا تخف ان تأخذ مريم لأن الذي حبل فيها هو من الروح القدس" فهو احتفظ بيها وبقى فاهم السر الإلهي، بنسميه خادم السر الإلهي.

فالعدرا دائمة البتولية وفي نبوات كتيرة عن دوام بتولية العدرا يعني مثلا في سفر النشيد بيقول "أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم"
الباب اللي شافه حزقيال ناحية المشارق النبوة في منتهى الوضوح يقول
"هذا الباب يكون مغلقًا لان الرب إله إسرائيل دخل فيه فلا يفتح" فده باب مقفول .

فالعدرا دائمة البتولية، والعقيدة دي بنشترك فيها مع جميع الكنائس التقليدية جميعها يعني الكاثوليك والارثوذكس الآخرين اللي هما الخلقيدونين الروم كلهم بيؤمنوا بدوام بتولية العدرا.


نيافة الأنبا رافائيل