|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أنطونيوس ينزل من الجبل إلى الإسكندرية لمساعدة البابا أثناسيوس
أشاع الأريوسيين أن كثيرييين من رهبان مصر يؤمنون بالأريوسية وتمادوا فى إشاعاتهم وقالوا أن القديس العظيم أنطونيوس أب رهبان العالم قد آمن بما يقولون من جهة المسيح , وسرعان ما أرسل بعض الأساقفة الأرثوذوكس وأراخنة الشعب بلحون على الأنبا أنطونيوس بالحضور (1) ليدحض أقوالهم , فإستجاب لدعوتهم ونزل من الجبل ودخل إلى الإسكندرية وهى فى قمة إضطرابها , .. وكانت مفاجأة أن قديساً عظيما يقف فى وسط الشعب فى الكنيسة بمظهرة المهيب وشهرته فى القداسة وإتيان المعجزات , فجذب إليه وبالتالى للمسيحية جموع الوثنيين ومن المسيحيين من الذين كانوا قد إنضموا للأريوسيين وكانوا يتزاحمون لرؤيته يتلهفون لسماع كلمات النعمة الخارجة من فمه وكان الناس يجتهدون للمس ثوبه , وكان أنطونيوس هدفه دحض الأريوسية كأردأ هرطقة خرجت ضد الكنيسة وأستمر يومين , ثم غادر الإسكندرية فى 3 مسرى الموافق 27 يوليو سنة 338م (3) بصحبة البابا القديس أثناسيوس ووسط جموع الشعب . وقد كتب البابا أثناسيوس ما حدث كشاهد عيان ومسجل لأقوال القديس أنطونيوس : [ ومرة ايضاً إدعى الأريوسيين بتأكيد أن آراء أنطونيوس مثل آرائهم , فلم يرتاح غلى ذلك وغضب عليهم , فلما دعاه الأساقفة وكافة الإخوة نزل من الجبل , ولما دخل الإسكندرية فضح الأريوسيين قائلاً : إن هرطقتكم هى آخر الكل والسابقة لمجئ المسيح الكاذب , وعلم الشعب أن إبن الإله ليس هو مخلوقاً ولم يجئ إلى الوجود من العدم , ولكنه كان الكلمة والحكمة الأزلى من جوهر الآب , لذلك هو كفر أن يقال : " أنه كان يوجد وقت لم يكن فيه موجوداً لأن الكلمة كان دائماً مساوياً للآب فى الوجود , ولهذا لا يكن لكم شركة مع الآريوسيين الكقرة لأنه ليست شركة بين النور والظلمة , وأنتم مسيحيون صالحون , وأما هم فلأنهم يقولون إن إبن ألاب كلمة الإله هو مخلوق لا يفترقون شيئاً عن الوثنيين لأنهم يعبدون شيئاً مخلوقاً وليس الإله الخالق . وصدقونى إن الخليقة نفسها فى سخط عليهم لأنهم يحسبون الخالق سيد الكل الذى به كان كل شئ مع الأشياء التى خلقت . وتهلل كل الشعب لما سمعوا أن الهراطقة التى هى ضد المسيح قد حرمها مثل هذا الإنسان وكل شعب المدينة كان يتدافع ليرى أنطونيوس , حتى اليونانيون ( الوثنيون ) مع من يسمونهم كهنتهم , حضروا فى كنيسة طالبين هكذا : " نحن نسأل أن نرى رجل الإله لأنهم كانوا يدعونه هكذا , وحدث فى ذلك المكان أن الرب طهر كثيرين من الذين عليهم شياطين وشفى مجانين , وكثير من اليونانيين ( الوثنيين ) سألوا حتى يسمح لهم أن يلمسوا الشيخ فقط لأنهم كانوا يؤمنون أنهم ينتفعون . ويؤكد لكم أن كثيرين صاروا مسيحيين فى هذه الأيام القليلة ( يبدو أن أنطونيوس مكث فى الإسكندرية أكثر من يومين ) بما يساوى ما يراه الإنسان يحدث فى سنة كاملة . وعندما ظن البعض أن الإزدحام الكثير قد أزعجه وحاولوا ان يفضوا الجموع عنه قال لهم بدون إنزعاج إن هذا الجمع ليس بأكثر من الشيايطين الذين صارعهم فى الجبل . ولما كان يغادر المدينة ( يتضح من هذه العبارة أن البابا أثناسيوس كان حاضراً وشاهداً وسامعاً ومسجلاً ) كنا معه نهديه الطريق , وبينما نحن نقترب من الباب ( باب مدينة الإسكندرية المعروب بـ " باب الشرق " ) وإذ بإمرأة تصرخ خلفنا : " أنتظر يا رجل الرب الإله فإبنتى تتعذب مصروعة بشيطان , أنتظر أتوسل إليك لئلا أنا أيضاً تصاب نفسى من الجرى " فلما سمعها الشيخ ( القديس أنطونيوس ) وسألناه فى ذلك , وقف بسرور , فلما اقتربت المرأة إنطرحت الطفلة معافاة , لأن الروح النجس كان قد خرج منها , فباركت ألم الرب أما نحن فقد قدمنا شكراً للرب , وانطونيوس نفسه خرج ايضاً وإنطلق إلى الجبل وكأنه ذهب إلى بيته الخاص " ] (4) المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 126 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) ترك هذا التاريخ أحد المؤرخين المجهولين فى نهاية القرن الرابع أن بعد نياحة أثناسيوس بفترة قصيرة , وفى أيام باباوية ثاؤوفيلس 23 - وتعتبر هذه الوثيقة من أهم الوثائف التاريخية فى تاريخ الكنيسة قاطبة وهى تنطبق على ما جاء فى سيرة أنطونيوس بقلم اثناسيوس تمام الإنطباق . (4) Life of antony 69- 71. |
|