|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إلى إِنصافِهم. ولكِن، متى جاءَ ابنُ الإنسان، أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟ "أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟" فتشير إلى الإيمان المشار إليه هو الإيمان بالله وبفاعلية الصلاة، الإيمان الذي يجعل شعب الله يُصلّون كل حين ولا يملُّون، الإيمان الذي يتَّسم بالإلحاح والثقة والذي ينتظر بأمل عناية الله الأبوية. وفي الواقع سنجد الارتداد عن الدين الذي يحصل في نهاية الأزمنة كما صرّح بذلك بولس الرسول " لا يَخدَعَنَّكم أَحَدٌ بِشَكْلٍ مِنَ الأَشكال. فلا بُدَّ قَبلَ ذلِكَ أَن يَكونَ ارتِدادٌ عنِ الدِّين، وأَن يَظهَرَ رَجُلُ الإِلْحاد، اِبْنُ الهَلاك" (2تسالونيقي 2: 3)؛ أمَّا متى الإنجيلي فيشير بعبارة "أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟" إلى الخطايا التي تزداد على الأرض "يَزْدادُ الإِثْم، فتَفتُرُ المَحَبَّةُ في أَكثرِ النَّاس" (متى 24: 12). يعلق القدّيس قِبريانُس، أسقف قرطاجة " كان يفكِّرُ في زمنِنا الحاضر وها نحن نرى هذه النبوءة تَتحقَّق. مخافة الله، وشريعة العدالة، والمحبّة، وأعمال الرحمة... لم تعدْ هذه القِيَم موضوع إيمان"(عن الوحدة، 26-27). وهكذا يحثنا السيد المسيح على الصَّلاة الدائمة بلا ملل، النابعة عن الإيمان بالله، مستجيب الصلوات، لأنه في أواخر الأزمنة يجحد الكثيرون الإيمان وتبرد المحبة وتتوقف أيضًا الصَّلاة، فيفقد الإنسان صلته وصداقته مع الله. لأنه إن بطل الإيمان بطلت الصَّلاة، لأنه من يصلي لمن لا يؤمن به؟ كما جاء في تعليم بولس الرسول " كَيفَ يَدْعونَ مَن لم يُؤمِنوا بِه؟" (رومة 10: 14). ويُعلق البابا فرنسيس "عبر هذا السؤال قد تمّ تحذيرنا جميعًا: لا ينبغي أن نتوقّف عن الصَّلاة حتى وإن كانت غير مستجابة. فالصَّلاة هي التي تحفظ الإيمان، وبدونها يتزعزع إيماننا! " (مقابلة عامة 25/5/2016). وفي هذا الصدد يتحدث القديس أوغسطينوس عن الإيمان الكامل، "يكون الإيمان نادرًا على الأرض". لكن الصَّلاة تسمح لنا بأن نواصل إيماننا وأن نحافظ على علاقة الثقة مع الله ونقاوم وننتصر عندما نتعرض إلى التجربة أو الألم أم إلى الشك، لانَّ الإيمان بإنصاف الله لنا يتم من خلال الصَّلاة. لذلك أوصى الرسول بولس على الصَّلاة قائلا " كُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص " (رومة 10: 13). |
|