رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أدلَّة تاريخية على صحة الميلاد العذراوي تمت كتابة الأناجيل في وقت قريب من وقت ميلاد المسيح، فلم تمض فترة بين الميلاد وبين تسجيل قصته لتسمح للأساطير بأن تُنسَج حولها. ولو أن قصة الميلاد العذراوي لم تكن صحيحة، فإن سؤالين يعترضاننا: (ا) لو أن قصة الميلاد العذراوي لم تكن مؤسسة على حقائق، فكيف كانت تنتشر بمثل السرعة التي انتشرت بها؟ (ب) لو لم تكن الأناجيل صحيحة تاريخياً، فكيف حدث قبولها في العالم كله في هذا التاريخ المبكر؟ يقول جريشام ماتشن: لو أن العهد الجديد لم يذكر قصة الميلاد العذراوي فإن الشهادات التي جاءتنا من القرن الثاني عن انتشار عقيدة الميلاد العذراوي قبل أواخر القرن الأول الميلادي، تكفي لإِثبات هذه الحقيقة (15) ولقد كانت هناك طائفة مسيحية اسمها الأبيونيون رفضت تصديق أن العذراء تلد ابناً (إشعياء 7: 14) وقالوا إن ترجمتها هي سيدة شابة تلد ابناً ولكن الثابت أن الكنيسة رفضت فكرة الأبيونيين! وقد آمن كل المسيحيين بالميلاد العذراوي، ما عدا الأبيونيين وقليلين من الغناطسة (العارفون باللّه)، فقد كان الإيمان بالميلاد العذراوي جزءاً لا يتجزأ من إيمان الكنيسة. ومما يؤيّد ذلك تاريخياً، شهادة الآباء الأقدمين، فأغناطيوس (110 م) يقول في رسالته لأهل أفسس: إلهنا يسوع المسيح حُبل به بالروح القدس في رحم العذراء مريم . ويقول عذراوية القديسة مريم والمولود منها... أسرار أجراها اللّه في الخفاء، والعالم كله يتحدث عن ذلك . وقد أخذ أغناطيوس هذه الحقيقة عن معلّمه يوحنا الرسول. وكانت هذه العقيدة معروفة. وقد هاجمها كيرنتوس عدو الرسول يوحنا، ويقول جيروم إن كيرنتوس علَّم أن المسيح وُلد من يوسف ومريم كأي إنسان آخر. وقد التقى الرسول يوحنا بكيرنتوس في حمام عام، فصرخ يوحنا: لنخرج كلنا من هنا قبل أن ينهدم الحمام على كيرنتوس عدو الحق . وقد كتب أرستيدس (125 م) عن الميلاد العذراوي، قال: إنه ابن اللّه المتعالي، الذي وُلد بالروح القدس من مريم العذراء. إنه حسب الجسد من الجنس العبراني، بزرع اللّه في مريم العذراء (4). ويقدم جستن الشهير (150 م) برهاناً قوياً على الميلاد العذراوي، فيقول: معلمنا يسوع المسيح، ابن اللّه الوحيد، لم يولد ثمرة لاتصال جنسي... ولكن قوة اللّه حلَّت على العذراء وظللتها، وجعلتها تحبل مع بقائها عذراء... لأنه بقوة اللّه حُبل به من العذراء... فبحسب مشيئة اللّه وُلد يسوع المسيح، ابن اللّه، من العذراء مريم . وكتب ترتليان، المحامي، أول مسيحي عظيم ممن يتكلمون باللغة اللاتينية. وهو لا يقول لنا فقط إن عقيدة الميلاد من عذراء كانت معروفة في عصره (200 م) بل يزيد بأن يقول لنا إن الاسم اللاهوتي لهذه العقيدة هو تسيرا . ونحن نعلم أن العقيدة لا يصير لها اسم لاهوتي إلا بعد أن تكون قد رسخت فترة من الزمن. ويقتبس ترتليان نصّ العقيدة أربع مرات، وفيها العبارة: إكس فيرجين ماريا (أي من مريم العذراء) (13). |
|