رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا نعمد الأطفال؟ الأطفال إذ يدخلون إلى مياه المعمودية يقتربون من سرّ العماد الذى قدمه ربنا بصليبه، فينعمون بالخلاص المجانى الذى لا فضل لإنسان فيه. فالطفل كالبالغ فى المعمودية يُغرس كنبت جديد فى جسد الجماعة أو جسد المسيح المصلوب، فيصير له حق الاحتفال مع الجماعة بسرّ موت المسيح ودفنه وقيامته. فهل نضيع على الطفل فرصة الغرس والنمو ليشترك مع كنيسة المسيح فى سرّ الخلاص المجانى؟! ليس ممكناً للإنسان الذى اختبر فاعلية المعمودية فى حياته أن يحرم أولاده من مياه المعمودية الشافية. فالمسيحى يؤمن أنه لا فضل له فى شئ حتى فى قبوله الإيمان. إنها نعمة الله الغنية التى تغمره وتجتذبه، فكيف يحرم ابنه من التمتع بهذه النعمة العظيمة التى تسنده فى تربيته لطفله بفكر إيمانى مسيحى؟! إن اهتمام الكنيسة منذ العصر الرسولى بعماد الأطفال إنما يحمل إيمانا بعمل النعمة الغنية فى حياة الناس، بغض النظر عن أعمارهم أو ظروفهم أو إمكانياتهم. إن كانت المرأة غير المؤمنة مقدسة فى الرجل، وأولادهم مقدسون (1كو7: 15)، هذا بالنسبة للرجل الذى يقبل الإيمان وهو متزوج وترفض زوجته الإيمان، فهى مقدسة فيه، ليس من حقه أن يتركها إلا إذا طلبت ذلك، فكيف يحرم الأولاد المقدسون من نوال سر العماد الذى يهب للنفس تجديداً، على إيمان ومسئولية أحد والديهم؟! هذا وإن كان الكتاب يهتم بالأولاد ويقدم لهم وصايا مثل: “أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا حق” (أف6: 1)، فكيف نحملّهم مسئولية الطاعة ونحرمهم من العضوية فى جسد الرب الذى يسندهم فى تنفيذ وصيته؟! يقول القديس غريغوريوس النزينزى: [هل لك طفل؟ لا تسمح للشر أن يجد له فيه فرصة، بل ليتقدس وهو رضيع وليتكرس بالروح منذ نعومة اظافره. إنك تخافين أيتها الأم من الختم بسبب ضعف الطبيعة لأنك ضعيفة الروح وقليلة الإيمان. أما حنة فقبل أن تلد صموئيل وعدت الله به (1صم1: 10)، وبعد ميلاده كرّسته له فى الحال. وبالحلة الكهنوتية ربّته، ولم تخف من الضعف البشرى بل وثقت فى الله. سلّمى ابنك للثالوث القدوس فإنه حارس عظيم ونبيل]. جاء الاعتراض على معمودية الأطفال انعكاساً للنظرة الفردية المبالغ فيها، فالطفل وإن كان له كيانه الخاص، لكنه ليس بمنعزل عن الجماعة الكنسية المقدسة، بل هو عضو متفاعل مع الجماعة. فى العهد القديم كان الطفل الذكر يُختتن فى اليوم الثامن من ميلاده، فإن كانت المعمودية هى ختان العهد الجديد لنوال البنوة لله، فلا يليق بنا ان نحرم أطفال العهد الجديد لنوال البنوة الله، فلا يليق بنا أن نحرم أطفال العهد الجديد من هذه النعمة، ولا أن نحرم والدى الطفل من الالتزام بتقديم الإيمان السليم لأطفالهم بكل وسيلة ممكنة. يقول الرسول: “وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح” (كو2: 11). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا التركيز على نعمي؟ |
نمو الأطفال العاطفي وعلى الرجاء المسيحي |
لماذا نعمد الأطفال؟ |
لماذا نعمد الأطفال؟ |
فلماذا نعمد الأطفال وهم لم يؤمنوا بعد؟ |