24 - 08 - 2021, 12:58 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أ ألخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟
الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا
( أي 1: 21 )
مواجهة أعاصير الحياة
أربع زوابع هاجت على حياة أيوب بالألم: السبئيون والكلدانيون، وريح عاصفة هبَّت عبر الصحراء وحرمته من غنمه وخدامه، ثم زادت عليه التجربة بحرمانه من جميع أولاده. وهكذا أصبح حزينًا إلى أقصى حدود الحزن فجأة، وبلا سبب ظاهر، وفي يوم واحد. ثم ذهبت صحته ونضارته. وأمام هذه الخسائر التي هي بالجملة، ماذا عساه فعل؟ هل صدرت عنه شكوى من سوء حظه؟ هل لعن الأعاصير واللصوص؟ هل تذمَّر على الرب واتهمه بالظلم، وهو العادل؟ هل قال للرب: لماذا؟ .. ولماذا أنا بالذات؟؟
تأمل ـ عزيزي القارئ ـ في كلماته الرزينة: «الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مُباركًا». لقد تأمل، وبتفكير عميق، جحافل السبئيين والكلدانيين، والرياح العاتية الشديدة، وإذ به يرى يد الرب. وهو ليس فقط تبيَّن سلطان الله وإرادته، بل وتقبَّلها مُباركًا اسم الرب «فقام أيوب ... وخَرَّ على الأرض وسَجَد» ( أي 1: 20 ). لقد واجه أيوب هذه المِحَن كساجد. وبهذا التصرف أعطانا تعبيرًا بديعًا للخضوع لإرادة الرب. وفي شدة ساعة الظلمة التي اكتنفته، استطاع أن يبارك الرب.
«في كل هذا لم يُخطئ أيوب ولم يَنسب لله جهالة» ( أي 1: 22 ). في وسط تجاربه الحارقة، كان يتأمل الرب كمَنْ هو صالح، وكمَن فيه كل الكفاية. وإذ أنه متيقن من كل هذا، لم ينسب لله جهالة في صفاته الإلهية الكاملة، ولم يتحدث عن نفسه كمن فقد كل شيء، حتى صحته. بل نراه لا زال يؤمن بكفاية الرب له، وكيف أن كل رجائه أصبح مرتبطًا به. وحينما وبّخته زوجته، واقترحت عليه أن يتخلى عن إيمانه، ويلعن الله ويموت، حيث أن الموت في عينيها أفضل من حالة اليأس المُحيطة به، كان جوابه: «أَ أَلخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟».
إن أيوب في تساؤله المهيب، يتخذ طريقًا ساميًا، وكأن به يقول: الله الذي يعطي الصحة، الثروة، الأولاد، القوة، الشهرة، يستطيع أيضًا أن يأخذ كل شيء إذا اختار ذلك، لأنها في حقيقة الأمر ملكه. فإذا كنا نقبل أشياء صالحة من بين يديه، فيجب علينا أن نكون مُهيئين لقبول أشياء يمكن أن توصف بأنها شر، والإيمان يقبل بسرور كل شيء من الله.
|