رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حِينَئِذٍ تَرْتَدُّ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ، فِي يَوْمٍ أَدْعُوكَ فِيهِ. هَذَا قَدْ عَلِمْتُهُ لأَنَّ اللهَ لِي [ع9]. إذ يدعو البار الله ليختفي فيه، كما في ملجأ وحصن، يرجع الأشرار إلى الوراء في رعبٍ شديدٍ. "عند رجوع أعدائي إلى خلف يسقطون ويهلكون من قدام وجهك" (مز 9: 3). هذا هو ما عرفه (علمه) المرتل أن الله هو مخلصه من كل أعدائه، فإليه يلجأ، وبه يحتمي عندما يهرب إليه. * عند قبولك دعائي للوقت يهرب أعدائي، ويتحقق علمي بك أنك ناصري. الأب أنثيموس الأورشليمي يقدم لنا القديس أغسطينوس السيد مثالًا، حينما انتهره بطرس الرسول عندما تحدث عن صلبه، قال الرب لبطرس: "اذهب عني يا شيطان، لأنك تهتم بما لله، لكن بما للناس" (مت 16: 3). بهذا تحقق القول: "حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء" [9]. وهو بهذا لا يريد لبطرس أن يبقى إلى الوراء، إنما لكي ينسحب من تصرفه الخاطئ ويرجع عما هو عليه. [لهذا الهدف تثور التجارب، لكي يفرغ الإناء من الشر، ويعود فيمتلئ بالنعمة.] * يا لها من معرفة عظيمة! لا يقول: "لقد علمت أنك أنت هو الله"، وإنما "أنت هو إلهي" [9]. إنه لك، عندما يساعدك. إنه لك حينما لا تكون غريبًا عنه عندما يُقال: "طوبى للشعب الذي الرب إلهه" (مز 144: 15). لذلك لمن هو؟ ولمن ليس هو؟ فوق كل شيء، الله هو للناس الذين هو لهم على وجه الخصوص، الذين يحبونه، ويتمسكون به...، الذين يتعبدون له، كمن ينتمون لبيته: هم أسرته العظيمة، الذين يخلصون بدم ابنه الوحيد العظيم. يا له من أمرٍ عظيم يوهب لنا أن نصير خاصته، وهو خاصتنا! القديس أغسطينوس |
|