في الهند فيلة ترد على اضطهاد المسيحيين على طريقتها!
تعرض المسيحيون في منطقة كاندامال في محافظة أوديشا في الهند لأسوأ اعتداء شهدته البلاد في الأزمنة الحديثة بحق المسيحيين وذلك منذ 9 سنوات. خسر ما يقارب المئة شخص حياتهم وأكثر من 56 ألف منازلهم ودور العبادة خلال سلسلة من أعمال الشغب العنيفة التي أطلقها المسلحون الهندوس والتي دامت لأشهر طويلة. لكن ومنذ تلك الحادثة، شهدت المنطقة تزايداً غير مسبوق في الدعوات الدينيّة ومنها دعوة الأخت ألانزا ناياك التي أصبحت أوّل امرأة من منطقتها تنضم الى رهبنة الأخوات المحرومات. وتشير الراهبة الى أنها قررت تكريس حياتها للّه من خلال الفقراء والمحتاجين بعد ان سمعت كيف ان ” قطيع من الفيَّلة انصف ضحايا أحداث الشغب التي طالت المسيحيين في كاندامال.” وتتذكر الراهبة التي كانت لا تزال في المدرسة خلال تلك الفترة انها هربت الى غابة مجاورة لإنقاذ نفسها من القتل. وبعد سنة على الهجمات، عاد قطيع من الفيَّلة الى البلدة ودمّر مزارع ومنازل أولئك الذين اضطهدوا المسيحيين. وتقول: “اقتنعت انها كانت يد اللّه القويّة التي أتت لمساعدة المسيحيين العُزل.” وأُطلق على القطيع، منذ ذلك الحين، اسم “فيَّلة المسيحيين”. وتجدر الإشارة الى أن ما يقارب 3 آلاف شخص من مسقط رأس الراهبة، أي بلدة ماندوبادي، قد شاركوا، في 26 يناير الماضي، بذبيحة إلهيّة واحتفالات أخرى على شرف الراهبة. وصرّحت والدتها بعد القداس انها “محظوظة جداً” لأن اللّه دعا ابنتها للإنضمام الى هذه الرهبنة العظيمة التي تأسست في 19 مارس 1927 على يد الأخ فارغيزي بيابيلي والتي تضم اليوم 1700 راهبة يعشن في مئتَي جماعة ممتدة على 6 محافظات. وقد شهدت كاندامال الأحداث العنيفة لأسباب دينيّة بدأت في أغسطس 2008 بمقتل الراهب الهندوسي وزعيم المجلس الهندوسي العالمي لاشمانانادا ساراسواتي وأربعة من معاونيه. وعلى الرغم من ثبوت التهمة على الماويين لا المسيحيين إلا ان المسلحين الهندوس أرادوا الانتقام واستخدموا السيوف والأسلحة والكيروسين بحق المسيحيين خلال هجمات استهدفت المنطقة مدار اشهر طويلة امتدت حتى العام 2015. ويفيد الكاهن أجايا كومار وهو كاهن كاثوليكي يترأس منتدى أوديشا للعمل الإجتماعيّ ان حوادث العنف هذه شائعة حيث ان النخبة هي من الهندوس والفقراء معظمهم من المسيحيين وقبائل السكان الأصليين. “تكون الكراهيّة في هذه الحالة مضاعفة كون المسيحيين من الطبقة الفقيرة وكونهم ينتمون الى دين آخر يجعلهم أنصاف مواطنين، فالكراهيّة بحقهم لا وصف لها.”