رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإحتمال
توجد آلام طبيعية مثل الجوع والشعور بالتعب والمرض يشعر بها الانسان في جسده يحكم الطبيعة البشرية . وتوجد آلام قد نسميها سلبية يحتملها الانسان وليس له يد فيها مثل احتمال الشتيمة والاهانة والامتهان وتوجد يد فيها مثل احتمال الشتيمة والاهانة والامتهان وتوجد آلام قد تدعي ايجابية يحتملها الانسان في العمل مثل الأحزان والتجارب والشدائد . + قالت القديسة سفرنيكي : " أن حيل المحتال كثيرة ، فاذا لم تتذلل النفس بالفقر ، فانه يقدم لها الخديعة بالغني ، واذا لم يقدر علي اضرارها بالشتائم والتعييرات ، فأنه يقدم لها المديح والسبح الباطل ، وأن لم يغلب بالصحة ، فأنه يجلب علي الجسم أمراضاً ، وان لم يقدر أن يخدع باللذات ، فأنه يجرب أن يخزن بالأوجاع ، فأن كنت خاطئا وحل بك هذا ، فتذكر العذاب العتيد ، والنار الدائمة ، فلا تمل من الحاضرات ، بل أفرح بالحري اذا افتقدك الله ، ولسكن علي لسانك بارا ، فاشكر الله واذكر المكتوب : " أننا بتألمنا معه نتمجد أيضاً معه . + قال القديس برصنوفيوس : " كل شيء من أمور العالم هو فان وليس بشيء ، فاسبق وصور الله بين عينيك وكن حريصا في أن تتوب ، لأن زمانك في هذا الفعالم قليل . كن وديعا بقلبك واذكر الحمل الوديع وكم صبر ، ورغم أنه لم تكن له خطية ، احتمل الشتم والصبر وسائر الأوجاع حتي الموت ، اتعب وجاهد ليبعد عنك الغضب والحرد بمعونة الله الحق ، الهك المسيح الذي أحبك " . + قال راهب : " الذي يريد الخلاص فليتحمل الظلم ويصبر علي الاهانة والخسارة الجسدانية " . + قال القديس باسيليوس : " الحكيم لا يتاني غير المخوف ، ولا يرجو غير المدرك ، ولذلك لا يخاف الآلام ولا يرجو دوام اللذات العالمية ، لأنها سريعة الزوال ، فإذ لا يخاف هذه الآلام يحتملها ، وأذ يرجو هذه اللذات فلا يطلبها " . + قال الأب لوقيوس : " ان المرأة تعلم أنها حبلت عند توقف دمها ، كذلك النفس تعلم أنها قد قبلت الروح القدس عند انقطاع الآلام عنها السائلة منها من أسفل .. أما اذا دامت فيها ، فكيف يمكنها أن تثمر – وهي هكذا – ثمارا مثل ثمارها وهي عديمة الآلام ؟ + قال أحد الاخوة لشيخ سائلا : " قل لي يا أيتاه امرا واحدا لأحفظه وأخلص به " . فقال له الشيخ : " أن شتمت فلو أمكنك أن تحتمل ، فذلك من أشرف ما يكون " . وقال الشيخ أيضاً : " كل من استطاع أن يحتمل محقرة ، أو شتيمة ، أو خسرانا جسديا ، فأنه يخلص". أ – احتمال للآلام المادية الطبيعية الوجاع الجسمانية – التعب – المرض – الأماكن الأوجاع الجسمانية + قال شيخ : " يجب أن نشكر الله علي الوجاع الجسمانية ، فأن الرسول يقول " اذا ما فسد انساناً الخارجي ، فأن الداخلي يتجدد يوما فيوما " ، فلن نشارك المسيح في مجده الا اذا شاركنا أوجاعه ، ولا نقدر أن نشاركه في أوجاعه ، الا بالصبر علي الشدائد . الشكر في الشدة يعين علي الخلاص منها ". التعب + قال الشيخ : " من لا يقتني تعب الرهبنة فلن يقتن فضائلها ، ومن لا يقتني فضائلها فلن يقتن مواهبها " . + وقال آخر : " مناجل المرض لسنا نفلح ، لأننا لا نعرف أقذارنا ، وليس لنا صبر في عمل نبدأ فيه ، ولكننا نريد أن نقتني الفضائل بلا تعب " . المرض + قال الأنبا يوسف التبايسي : " توجد ثلاثة أمور كريمة أمام الله : أولها ، أن يؤدي الانسان عملا خالصا لوجه الله ، ولا يرئي فيه بشريا ، أما ثانيها ، فهو أن يكون الانسان في مرضه ، وحين تتواتر المحن عليه ، راضيا شاكرا . وثالثها ، فهو وجود الانسان مداوما علي طاعة أب روحاني ، هاملا بحسب مشوراته . فبهذه الأمور الكريمة ، يؤهل الانسان لاكليل فاضل ، وأني لذلك أحب المرض ، اذ قيل عن شيخ كان في كل زمانه يشتكي ، الا أنه في سنة من سني حياته وجد غير مشتك ، اذ لم يصبه خلالها مرض ، فمكث تلك السنة حزينا جدا ، وكان يبكي ويقول : " لقد أسلمتني يا الله ، ولم تتعهدني بالطعام ، الذي كنت قد عودتني عليه ، من الأمراض التي كنت تجلبها علي " . + قال الشيخ : " من يخاف من مرض الجسد ، فهو عادم الفضيلة ، واذا انعتق بالكمال من الآلام ، فحينئذ يسير بغير مانع " . + حدث أن اعتل أخ علة عزيمة ، لدرجة أنه كان يري من تحته دما ،فصنع له أحد الأخوة طعاما وجاء به اليه ، فلم يذقه ، فألح عليه ذلك الأخ ، أن يتناول منه قليلا بسبب مرضه ، فأجابه : " صدقني يا أخي ، اني أشاء ، لو أن السيد المسيح يتركني في هذه العلة ثلاثين سنة " ، فأخذ الأخ الطعام الذي أحضره وانصرف . الأماكن + قالت الأم تاؤدوره : " أن راهبا كان يسكن في موضع حار ، فكثرت عليه الهوام ، وتعب من جدا ، لأن لم يكن من ذوي المراتب أو الغني ، فأتاه الشيطان في صورة مفتقد وقال له : " كيف تستطيع الاقامة ، بهذه القلاية التي تصنع الدود من شدة حرارتها ؟ فقال له : " أما الدود ، فأني أصبر عليه لأفلت من الدود الذي لا ينام . وأما الحر ، فاني أصبر عليه كذلك ، لأنجو من نار جهنم ، فأن هذين زائلان ، وأما ذلكما فباقيان وبصبره هذا فهو الشيطان " . + سأل أخ شيخاً : " لماذا أضجر من قلايتي ؟ " . فقال له : " ذلك لأنك لم تحس بعد بنعيم القديسين وعذاب الخطاة ، ولو عرفت ذلك لصرت بلا ضجر حتي ولو كنت منغمسا في الدود والنتن في قلايتك لحد حلقك لان قوما بسبب ضجرهم يتمنون الموت ، ولا يعلمون شدة الصعوبة عند ملاقا الله مع خروج القضية اللازمة عليهم ، وشدة العقوبة الحالة بالخطاة " . ب- احتمال سلبي لآلام الاضطهاد الشتيمة – الاهانة – الامتهان – الضرب + قال مار اسحق : كن مطرودا لا طاردا . وكن مظلوما لا طالما . + قال قديس : متي أحزنك أحد في شيء ، فلا تنطق البتة الي أن تسكن قلبك بالصلاة بعد ذلك استعطفه . + قال أنبا اغاثون : لو أن الغضوب أقام أمواتا فما هو بمقبول عند الله . ولن يقبل اليه أحد الناس + قال أنبا بيمن : عندما كان ايسيذورس قس الاسقيط يعظ الاخوة في الكنيسة كان يقول لهم : يا أخوتي مكتوب : أغفروا لكم ( لو 6 : 37 ) للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي ( مت 6 : 14 ) . + قال القديس باسيليوس : علامة من غلب الشيطان أن يحتمل شر أخيه ولا يدينه . + قال شيخ : حامل الأموات يأخذ الأجر من الناس ، وحامل الاحياء اعني المحتمل ، يأخذ الاجرة من الله . + قال أنبا زوسيما : انه يجب علي الانسان الشكر لا التحقيق ، ويعتقد في شاتمه ، أن كان ذا الم وانفعال ، كأطباء يداوون جراح نفسه ، وأن كان عديم الانفعال والألم ، انهم محسنون يسببون له ملك السموات . سؤال : أني أريد أن استشهد من أجل الله . الجواب : من احتمل رفيقه في وقت الشدة فذاك أصبح داخل آتون الثلاثة فتية . الشتيمة + قال أنبا أفراطس : يليق بالمتقدمين الي الله أن ينظروا اليه وحده ، ويلتجئوا اليه بتورع هكذا ، حتي لا يعيروا الشتيمة التفاقا ، حتي ولو كانوا مظلومين ربوات من المرات . + قالت الأم تاؤدوره : حدث ان أنسانا سمعته غير جيدة ، شتم أخا عفيفا ، فقال له : " كنت قادرا ان أجيبك بما يوافق كلامك هذا ، ولكن ناموس الهي يغلق فمي " . + قال انبا تيموثاوس : من أحتمل عدوه عند شتميه أياه ، فهو قوي وحكيم ، أما من لا يحتمل الشتكية فلن يحتمل الكرامة كذلك ، لأن الشتيمة أقل ضرر من الكرامة . + قيل عن راهب انه اذا شتم كان يجري نحو شاتمة أقل ضرر من الكرامة . + قيل عن راهب أنه شتم كان يجري نحو شاتمه ويقول له ، اغفر لي . + قال القديس يوحنا ذهبي الفم : اذا ما أخطأنا ، فان الله قد ينهض علينا أعداءنا ليؤدبونا ، وعلي هذا فلا ينبغي أن نحاربهم ، بل يجب أن نحاسب نفوسنا ونثقفها ، ولكونه أطلقهم علينا لأجل خطايانا ، فمتي حاربناهم ، ننصرهم علينا ، ولهذا أمرنا ان لا نكافيء أعداءنا . فلنقبل الامتحانات ، كقبول الأدوية من الحكيم لنخلص . وكقول التأديب من الأب لنتشرف فلهذا قال الحكيم ابن سيراخ : " أيها الأبن أن تقدمت لخدمةربك ، فهيء نفسك للتجارب " . + وقال الطوباوي زوسيما : ان انسانا أخبره بأنه كان له معلم وديع جدا ، وقال أنه لعظم فضيلته والآيات التي كان يعلمها ، اعتقدت فيه تلك الكورة انه ملاك الله ، فدخل عدونا في وقت ما في أحد الناس ، وجاء اليه وشتمه شتيمة كثيرة في غاية القباحة ، بمشهد من الكل ،والشيخ ناظر الي فم شاتمه لا غير ، وقال له : " أن نعمة الله علي فمك يا أخي " ، فأجابه ذاك : " أيها الشيخ الرديء ، يا من كل شيمته أن يقول هكذا ، حتي متي تتصنع بذلك أمام الناس ؟ " فقال له الشيخ : " بالحقيقة يا أخي ، ما تقوله هو حق " ، وبعد ذلك سأله سائل : " الآن ، أما انزعجب يا راهب ؟ " ، فقال : " لا ، بل كنت أحس في نفسي بما يثيرها " وكان هذا الطوباوي يقول مرارا كثيرة : " ما قد عرفنا نحن البشريين لا المحبة ولا الاكرام ، بل قد ضيعنا عقولنا ، لأنه لو أحتمل الانسان أخاه قليلا وقت حرده وغضبه ، ثم عاد بعد قليل الي نفسه ، وعرف كيف أحتمله أخوه ، فأنه يصنع نفسه من أجله " . + وسئل أيضاً : " كيف السبيل للانسان كي لا يحرد وقت شتيمته وتعييره من بعض الناس ؟ " فقال : " أن ازدري الانسان بنفسه وحقرها فلن يقلق ولن يضطرب وذلك حسبما قال القديس بيمن : " ان ازدريت بنفسك وحقرتها ، فقد أرحت نفسك ونيحتها " . الاهانة + قال شيخ : أن لم يعتقد الانسان في ظالمه كاعتقاده في الطبيب فأنه يظلم نفسه ظلما عظيما فسبيلك أن تتذكر ظالمك كتذكرك طبيبا نافعا لك ، مرسلا من قبل المسيح اليك كما يلزمك أن تتالم من اجل اسمه . + قال أنبا سيصوي الصعيدي : صر مهانا واطرح مشيئتك وراءك وصر بلا هم تجد نياحا . الامتهان + قال شيخ تن لم يكن قد صار عندك الامتهان كالاكرام والخسران كالربح والغربة كالقرابة والعوز كالفضيلة ، فامض واعمل ما شئت . الضرب + قال أحد لآباء : ان شئت معرفة الطريق فعليك بأن تعتقد في ضاربك كاعتقادك فيمن يحبك ، وفي شاتمك كمن يمجدك وفي ثالبك كمن يكرمك ، وفي مخزيك كمن ينيحك . + أتي أخوة الي الأنبا أنطونيوس وقالوا له : يا أبانا . قل لنا كيف نخلص . فقال لهم : هل سمعتم مكا يقوله الرب ؟ فقالوا من فمك أيها الأب . فاجابهم قائلا : من لطمك علي خدك الأيمن حول له الأيسر . فقالوا له : ما نطيق ذلك . قال لهم : أن لم تطيقوا ذلك فأصبروا علي اللطمة الواحدة . فقال له : ولا هذه نستطيع . فقال لهم : ان لم تستطيعوا فلا تكافئوا من يظلمكم .. فقالوا له : ولا هذا نستطيع . فما كان من القديس الا أن دعا تلميذه وقال له : أطلح لهم مائدة واصرفهم لأنهم مرضي . أن هذا لا يطيقون وذلك لا يستطيعون ووصايا الرب لا يريدون . فماذا أصنع لهم ؟ ! حـ – احتمال ايجابي لآلام الشدائد الشدائد والضيقات – الأحزان والتجارب – البلايا – الصبر الشدائد والضيقات + قال مار اسحق : لا تكره الشدائد فباحتمالها تنال الكرامة وبها تقترب الي الله . لأن النياح الألهي كائن داخلها ومحب الاصلاح هو الذي يحتمل البلايا بفرح . توكل علي الله وسلم نفسك له وادخل من الباب الضيق وسر في الطريق الكربة ، فذاك الذي كان مع يوسف ونجاه من الزانية وجعله شاهدا للعفة . والذي كان مع دانيال في الجب ونجاه من الأسود ، والذي كان مع الفتية ونجاهم من آتون النار ، والذي كان مع أرميا وأصعده من جب الحماة ، والذي كان مع بطرس وأخرجه من السجن ، والذي كان مع بولس وخلصه من مجامع اليهود .. وبالجملة فان الذي كان في كل زمان وفي كل مكان مع عبيده في شدائدهم ونجاهم وأظهر فيهم قوته هو يكون معك ويحفظك . فخذ لك يا حبيب غيرة الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين قبالة الأعداء الخفيين و أقتن غيرة الذين ثبتوا قائمين في النواميس الألهية ، فطرحوا الدنيا وأجسادهم الي ورائهم وتمسكوا بالحق فلم يهزموا في الشدائد التي أنتابتهم في أنفسيهم وأجسادهم اذ فازوا بالقوة الألهية وكتبوا في سفر الحياة وأعد لهم ملكوت السموات التي تؤهل لها كلما برأفته وتحننه تعالي . + وقال أيضاً : كما ان الأدوية المسهلة تنقي الكيموسات الردية من الأجساد هكذا شدة الضوايق تقلع الآلام من القلب . + قال شيخ : ان كل انسان يسلم نفسه لشدة بهواه من أجل الله فلي ايمان أن الله يحسبه مع الشهداء ، وذلك البكاء الذي يأتيه في تلك الشدة يحسبه الله عوض الدم . + قال القديس سمعان العمودي : لا تنحل في الشدائد لتنكون مرضيا لله ، عالما أنه لو أراج لرفع عنك الشمع لا يقبل الانطباع بالصورة الملكية بدون تليين ، هكذا النفس لا تصلح لأن تنقش فيها صورة المسيح الملك بدون ادب كثير ظاهر وباطن ، ورياضة وافرة ، ومحن شدسدة . + قال أنبا بولا السايح : من هرب من الضيقة فقد هرب من الله . + قال دوروثنيئوس : من يضجر من شدائد هذا الدهر ، فهو جاهل بشدائد الدهر العتيد ، وافتراق النفس من الجسم ، والصعوبات التي تنالها ، وكيف تنسي تصرف هذا الدهر ، فينبغي لنا أن نذكر الأعمال التي ندان عليها ، بلا نسيان . الأحزان والتجارب + قال مار اسحق : يا بني ان أسلمت ذاتك لله ، أسلمت ذاتك لجميع التجارب ، فأصلب ضميرك وأفكارك مقابل الآلام بواسطة عمل الوصايا بتغصب وقسر . الذي يماحك قبالة التأديب تبعد عنه المراحم الأبوية . الذي يتذمر التجارب ، تتضاعف عليه ، الذي لا يتأدب ههنا ، ويمقت التجارب ، بتعذب بلا رحمة . + قال أنبا أغاثون : الذي يجد طريق القديسين ويمشي فيها يسر بالأحزان ، لأن سبيل الخلاص مملوةء أحزاناً . + من المعلوم لدينا أننا أن أغضبنا من هواعظم منا ، فأننا نبيت ونحن في خوف ورعدة ، ولكن مع الأسف فهوذا نحن نغضب الله وننام بلا مخافة . + اذا قمت للصلاة قدام الله احرص أن تجمع عقلك طارحا عنك الأفكار المقلقة ، ضع نصيب عينيك كرامة الله ، ونق حركاتك من الميول الشريرة .فأن شعرت بحرارة النعمة تقدم ولا تضعف ، فإذا أبصر الله صبرك فأنه بسرعة يسكب فيك نعمتك ويتقوي عقلك وينشط للعمل بواسطة السخونة ( مرارة النعمة ) فتضيء أفكار نفسك ويسمو بك الشعور الي تمجيد عظمة الله كل حين ، ولن يكون لك ذلك الا بطلبات كثيرة وفكر نقي ، كما أنه لا يليق أن يوضع البخور الطيب في أناء نتن كذلك الله لا يظهر فظمته في فكر رديء . ( د ) السهر + قال شيخ : " أحب السهر فأنه ينير العقل " . + قال القديس لنجيوس : " السهر يطهر العقل : . + وقال القديس ابيفانيوس عند خروج نفسه : " أيقظوا قلوبكم بذكر الله ، فتخف قتالات الأعداء عنكم " . + وقال شيخ : " كل من يحاربه أبليس وجنوده بالقتال ، وهو لأجل ذلك ينوح ويبكي ساهرا ، طالبا معونة ، فهو يستجاب لأن السهر يحل الخطية ، والبكاء يحل الذنوب " . + قال أنبا أنطونيوس : " لا يليق بنا أن نتذكر الزمان مضي . الأحري بنا أن نكون كمن يبدأ عمله حتي يكون التعب المفرط الذي سنحس به لفائدتنا 000 ليقل كل واحد ما قاله بولس الرسول : " انسي ما هو وراء وامتد الي ما هو قدام " ( فيلبي 3 : 13 ) ولنتذكر أيضاً كلمات ايليا " حي هو الرب الذي وقفت أمامه اليوم " ( مل 17 : 1 ) لنلاحظ أنفسنا بالحكمة التي تجعلنا نقف أمام الله " . + وقال أيضا: " إذا قمنا في الصباح لنذكر ربما لا نبقي للمساء . وعندما نرقد لنفكر اننا ربما لا نمكث حتي الصباح لأننا لا نعرف ما هي أيام حياتنا . أنها معروفة لدي الله . ونحن أن مارسنا هذا العمل يوميا لن نخطيء ، لن نفعل شرا أمام الله ، لن نشته أشياء هذا العالم ، لن نغضب أحدا ونكون كمن ينتظرون الموت " . + قالت الأم تاؤدورة : كان انسان راهبا ، من شدة التجارب والمحن المتكاثرة عليه ، قال ، لنمض من ههنا . فبينما هو يلبس نعاله ، أبصر رجلا مقابله يلبس نعاله كذلك ، لأني من أجلك أنا مقيم في هذا الموضع . فإذا أردت الانتقال من ههنا ، فسوف انتقل بدوري لأني ملازم لك حيثما سكنت . + قال شيخ : في كل التجارب التي تأتي عليك ، لا تلم انسانا ولكن لم نفسك قائلا : " انه من أجل خطاياي لحفني هذا " . + وقال أحد الآباء : كما تنقلع الأشجار من شدة جريان الماء ، كذلك محبة العالم تنقلع من القلب من حدة التجارب الحادثة علي الجسد . + قال مار افرام: ليخطر ببالك أن القديسين كلهم بمكابدة الآلام ارضوا الله ، لأن الأحزان والمحن هي موافقة للانسان ، لأنها تجعل النفس مختبرة وصلبة منتظرة بايمان لا ارتياب فيه ، الفداء من لدن المسيح ورحمته . + قال أنبا بيمن : نعم التجربة ، هي تلك التي تعلم الانسان . + قال شيخ : لا تضعف عن مقاومة التجارب التي توافيك ، بل اطلب من الله المعونة ، قد سمعنا الله يقول : " أنا معكم فلا تجزعوا " ومن ذلك قد تحققنا انه ليس بقوتنا نقاتل ، بل بقوة الله الذي ألبسنا سلاح الظهر وأعطانا الروح القدس . + قال أنبا ارسانيوس : اذ وضع قالب من الطوب غير المحروق في اساس بناء مجاور للنهر فانه لا يسنده ، أما حرق في التنور فانه يسند البناء كما لو كان حجرا . وهكذا الحال مع الانسان صاحب التفكير الجسداني الذي لم يلتهب ويحترق بالحرارة كما فعلت كلمة الله في يوسف فأنه لا يقف اذا ما حلت به الفرصة ، فكثيرون اضمحلوا وسقطوا سريعا أمام التجارب ولذلك يجب علي الانسان ان يعرف أهمية سلطانه علي نفسه واحتمال التجارب التي هي مثل سقوط مياه كثيرة حتي يثبت . + وقال أيضاً هذا الطوباوي : ان يوسف لم يكن ترابيا بدليل موقفه من التجربة الشديدة في بلد لم يكن فيها أثر لخوف الله الا ان اله آبائه كان معه في كل ضيقاته وهو الآن مع آبائه في السماء. فلنلح الآن في الصلاة بكل قوتنا حتي نكون نحن أيضاً قادرين علي الخلاص من دينونة الله العادلة . + قال القديس مقاريوس الاسكندراني : انه في يوم من الأيام جلس علي باب قلايته فحضر بين يديه رجلا عليه أثمال بالية ، وسيجد بين يديه قال : يا أبتاه اسألك أن اكون تحت ظلك ، وىخذ بركة صلواتك المقدسة . وقال له القديس حبا وكرامة . ثم سكن بقرب قلاية القديس وكان فقيراً جداً من امور العالم ، غنياً بنعمة ملكوت السموات . وفي أحدي ليالي الشتاء القارصة البرد ، وقع ثلج ورعد وبرد شديد ولم يكن له شيء يتغطي به غير قطعة عباءة مخرقة . فتذكر القديس مقاريوس ذلك الراهب وضعف حاله وأخذ عكازه وخرج يفقده فوقف علي باب القلاية وكان الظلام شديدا فسمع صوته من داخل وهو يتهلل ويفرح ويشكر الرب يسوع المسيح ويقول : يارب أشكرك اذ وهبتني هذه النعمة العظيمة الجزيلة والمواهب الجليلة الفاخرة التي هي العافية . ياربي كم من الملوك والكابر والسلاطين مقابل أعدائهم الأن ومنهم من كسروا ونهبت أموالهم وأملاكهم ، واولادهم يباعونه ، وقوم منهم علعت حصونهم وقلاعهم وهربوا . وغيرهم في السجون . وقلوبهم مملوءة أحزاناً . أما أنا يارب خالي القلب والفكر من جميع هذه الشرور . أشكرك ياربي يسوع المسيح . وكم من الأغنياء ذوي الأموال الجزيلة فيهم مرضي وبرص وبعلل شديدة ، وغيرهم عيونهم تالفة وبأصناف أوجاع كثصيرة لا تنفعهم أموالهم وليس لهم شفاء ويشتهون أن يكونوا مثلي بغيرهم . أشكرك ياربي يسوع المسيح ، وكم في السجون الآن ينتظرون قطع أعضائهم ، وربما موتهم وقلوبهم مملوءة هموما وأفكاراً . وأنا يارب بعيد عن كل هذه . أشكرك ياربي يسوع المسيح . وكم في العالم من المسجونين في هذه الساعة ، مثقلين بالحديد لا يستطيعون مد أرجلهم . وأنا يارب أمد رجلي هكذا ، ثم مد رجليه وقبل الأرض شكرا لله ثم قال : أشكرك ياربي يسوع المسيح كم من انسان قطعت يداه أو رجلاه ، أما انا فسألم اليدين والرجلين وسائر العضاء . أشكرك ياربي والهي يسوع المسيح علي هذه النعمة العظيمة التي أعطيتني . ثم قام ليصلي واذا بالمسكن قد أضاء كله من نوره . فلما رأي القديس العظيم مقاريوس ذلك تعجب من كثرة افراز هذا الانسان وأنصرف وهو يسبح الله له المجد . البلايا + قال شيخ : اذا حلت بلية بإنسان فأن الأحزان تحيط به من كل ناحية لكيما تضجره وتزعجه وبيان ذلك في أنه كان أخ قي القلالي ، جاءت عليه بلية لدرجة أنه اذا أبصر أحدا ما كان لا يسلم عليه ولا يدخله قلايته ، وان احتاج إلي خبز ، ما كان أحد يقرضه ، واذا جاء من الحصاد ، ما كان أحد يدعوه للكنيسة لأجل المحبة كالمعتاد ، وحدث أن جاء مرة من ذلك الحصاد فلم يجد في قلايته خبزا ، ومع ذلك كله ، كان يشكر الله علي ما ياتي عليه من الأحزان ، فلما أبصر الله صبره رفع عنه قتال البلية . واذا انسان قد جاء فضرب باب قلايته ومعه جمل موثق خبزا جاءه من مصر ، فبدأ الأخ يبكي ويحزن ويقول : يارب ما أنا بأهل أن تتركني أحزان قليلا ، لكني يارب أنا مستوجب لذلك ولست أهلا لشيء من النياح . فلما جازت عنه تلك البلية ، صار الأخوة يأخذونه وينيحونه في قلاليهم وفي الكنيسة . + قال أنبا بيمن : علامة الراهب أنما تعرف من البلايا . + سأل أخ شيخاً : ماذا يصنع الانسان في بلية تأتي عليه ؟ . فأجابه : ينبغي له أن يبكي قدام الله ، ويطلب منه أن يعينه كالمكتوب : " أن الرب عوني فلا أخشيي ، ماذا يصنع بي الانسان " . + قال احد الآباء : قبل البلايا يصلي الانسان لله كغريب فماذا قبلها من أجل حب الله حينئذ يصير من أحباء الله وخواصه المحاربين لعدوه حبا في رضاه ويصبح كمن وجب حقه عليه . الصبر + قال أحد الآباء : " ان لم تهز الشجرة ، فلن تنشأ لها أغصان ، ولن تنم فروعها ، هكذا الراهب أن لم تنله محن ، فيصبر شاكرا ، فلن يصر متجلداً ولا شجاعاً " . + قال شيخ : " استعد كل حين لأن تقبل الاتعاب والشدائد مع الضيقات الآتية عليك ، ولا تصغر نفسك ، ويضعف جسدك فتهلك تعبك ، بل اقتن لك صبراً ، وثبت أفكارك قائلا : " أن هذه انما أتت علي بسبب خطاياي " ، فإن صنعت هكذا ، فأن معونة الله ونعمته تدركك سريعا .. + كذلك قيل : " طوبي لمن يصبر علي هذه الثلاثة بشكر وهي : " أن لا تأكل حتي يجوع ، ولا ينام حتي ينعس ، ولا يتكلم حتي يسأل " . + قال مار اسحق : أساس تدبير الوحدة ، هو الصبر والاحتمال بالتغصب ، وبها يبلغ الانسان إلي كمال تام ، وهي تصلح سلما يصعد بها إلي السماء . - بدء تدبير سيرة الصلب هو التغصب ، والانقطاع من كل محادثات الوجوه ، علي أن يكون بغير أهتمام ، وعدم ذكر كل جيد ورديء ، وبغضة الكرامة ، والصبر بشجاعة علي الظلم والعار والهزء ، متمثلين بذلك الذي هزأوا به بالصلب ، ذاك الذي يعطي الحياة للعالم . - أن كنت مشتاقا لسلامة القلب ، ونياح الضمير الذي هو اثمار شجرة الحياة ، فاخلع من قلبك شجرة تمييز الجيد والرديء ، تلك الشجرة التي أمر مبدأ جنسنا ( آدم ) الا يتذوق منها لئلا يموت ، لأنها أنما تولد سجسا في النفوس وتقلع السلامة من القلب . + قال القديس مقاريوس الكبير : ان طول الروح هو صبر . والصبر هو الغلبة ، والغلبة هي الحياة ، والحياة هي الملكوت ، والملكوت هو الله سبحانه وتعالي . البئر عميقة ولكن ماءها طيب عذب .الباب ضيق والطريق كربة ولكن المدينة مملوءة فرحا وسروراً . البرج شامخ حصين ولكن داخله كنوز جليلة . الصوم ثقيل صعب لكنه يوصل الي ملكوت السموات . فعل الصلاح عسير شاق ولكنه ينجي من النار برحمة ربنا الذي له المجد . + قال انبا باخوميوس : ما أكثر فخر الصابرين علي التجارب ! جميع المعلمين والآباء والكتب المقدسة تأمر بالصبر الكثير وتحت عليه فكن صبوراً وتجاد لأن القديسين صبروا فنالوا المواعيد . كن واسمع القلب لتكلل مع عساكره الأطهار . دوام علي الصوم وصل ولا تمل واصبر للبلايا حتي يرفعها الرب عنك . وأنظر لأي حتي اللعاب الذي ييبس في فمك وأنت عاسم لا ينساه الله . وتجد ذلك عند شدتك في وقت انتقالك . + قال القديس برصنوفيوس : أحلب لبنا فسوف يصير سمنا ، فاذا ضغطت بيدك علي الضرع أخرج ماً ، وأيضاً قال الرسول : " صرت مع الكل مثل الكل لأربح الكل " . هذه هي طريق المسيح لأنه بكل وداعة وسكون جاء ليخلص الناس ، فإن يقارع الأنسان فكرة قريبة ، إذا لم يكن الانسان متجلداً صبوراً فلن يستطيع أن يكون مع الناس في هدوء وسلام . أتعب لتقتني الصبر ، لأنه مكتوب هكذا : " بصبركم تقتنون أنفسكم " . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
على قد الإحتمال بيكون الفرح |
الإختلاء للصلاة |
الإمتلاء يأتى من الإختلاء |
الإحتمال |
أقوال عن الإختلاء |