منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 11 - 2013, 03:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

لقد وجدنا يسوع


دعوة تعارف
المحتويات

تعارف
مقابلات مع يسوع
دعوة إلي معرفة يسوع
معرفة يسوع أساس عبادتنا
معرفة يسوع و الكنيسة
صوت الآباء:
تعالوا إليه
إعطشوا إليه
إتحدوا


لقد وجدنا يسوع
تعارف

الاصحاح الأول من إنجيل ويحنا هو إصحاح للتعارف، يبتدئ فيه القديس يوحنا الرسول يعرَّف الناس من هو الرب يسوع، وكان تعريفه واضحاً، ومنذ ذلك الزمان والبشرية تعرف الرب أنه آبن الله الكلمة المتجسد؛ ثم علي مدي الاصحاح يسرد الرسول كيف تعرَّف الناس شخصياً، كيف تقابلوا معه، وكيف تعرَّف هو عليهم وقابلهم.
لابد من المقابلة الشخصية للتعارف بيسوع.
صحيح أن يوحنا الرسول عرَّفَنا من هو المسيح كما عرفه، ولكن لا يكفي أن نعرف من هو يسوع، يلزم جداً أن نعرف يسوع، وأن نتقابل معه.
يسوع هو المحبة فيلزم أن نأخذه، وهو الحق ويلزم أن نختبره، وهو الحياة ويجب أن نحياه.
يسوع هو الباب يلزم أن ندخله، وهو الطريق ويلزم أن نسيره، وهو الكلمة ويلزم أن نعقله.
إذن، لا يكفي يا أخوة أن نعرف من هو الرب بكثرة المعارف التي في الكتب، بل يلزم أن نعرفه شخصياً، ولا يمكن أن نعرفه شخصياً إلا إضا تقابلنا مع؛ نأخذه، ونختبره، نحياه، ندخله، نسلكه، نعقله. الرب متواضع، هو يسبقك إلي المقابلة ويسبقك إلي التعارف، هو يريدك قبل أن تريده، ويتمني أن تحبه كما يحبك.
كثيرون التقوا بيسوع ومن كثرة اتضاعه لم يعرفوه؛ وبعضهم عثروا فيه، ولم يعرف يسوع إلا المتواضعون.. وعلي قدر تواضعنا يُستعلنُ لنا الرب..


مقابلات مع يسوع

1- يقُص يوحنا الرسول قصة مقابلة المعمدان مع يسوع هكذا:
"وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه" (يو29:1)؛ ولكن لم يأتِ يسوع إلي المعمدان إلا بعد أن اعترف المعمدان بالمسيح وشهد له.
لابد يا إخوة من الاعتراف والشهادة حتي تحصل المقابلة وتتم الرؤيا.
2- ثم يقص الرسول قصة مقابلة تلميذين كانا مع المعمدان وتركاه ليتبعا يسوع:
" وفي الغد أيضاً كان يوحنا ( المعمدان) واقفاً هو وإثنان من تلاميذه... فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع" (يو35-37)
لقد صَّم التلميذان أن يتبعا يسوع لما سمعا كلامه، كلامه يبهج النفس ويجذب القلب، كل من يسمعه يود أن يحياه ويشتاق أن لا ينساه قط ويريد أن يتبعه، كلامه كان عن التلميذين كروح يدعوهم، فتركا يوحنا وتبعاه.
لابد يا أخوة أن نسمع كلام يسوع حتي نستطيع أن نترك كل شيء ونصير من التلاميذ. ولا يستطيع أحد أن يسمع كلام يسوع ويبقي للعالم.
"فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟" (يو38:1). إن المسيح يسأل دائماً الذين يتبعونه عن مطلبهم فيه وقصدهم من اتباعه؟ لأن كثيرين يطلبونه لأجل آية وكثيرين يتبعونه من أجل الطعام البائد. هو لا يشاء أن يأتي إليه إلا من يطلبه شخصياً، الروح يرشدنا أن نطلب شخص يسوع، وكل الذين يطلون يسوع بالروح يطلبونه كرَبَّ.
"فقالا: ربي الذي تفسيره يا معلم أين تمكث؟" (يو38:1) لقد صار واضحاً من كلاهما أنهما مدعوان بالروح لما نطقا بالكلمة "ربي" لأنه ليس أحد يقدر أن يقول رب إلا بالروح" (1كو3:12)... لذلك قال لهما المسيح "تعاليا وانظرا" (يو39:1). كل من يطلب يسوع بالروح لابد أن يسمع منه دعوة للمجيء ودعوة للرؤيا.
يقول الكتاب إنهما "أتيا ونظرا... ومكثا عنده." (يو39:1)
المسيح يطلب أن يتبعه الناس ليمكثوا عنده، ويصيروا له. كلام يسوع دعوة للتعارف معه.
3- ثم يقص يوحنا الرسول قصة مقابلة أخري لعلها تكون معك:
"وفي الغد أراد يسوع أن يخرج إلي الجليل فوجد فيلبس فقال به: اتبعني!" (يو43:1)
هل لم يكن يوجد في الجليل إلا فيلبس؟
إن جليليين كثيرين تقابلوا مع يسوع، ولكن إلي فيلبس، وإذا تتشاغل بأسئلة كثيرة تفوتك الدعوة.
إن كلام يسوع حينما تقرأه تجده يشير نحوك، كلامه كعين شاخصة إليك، لا تلتفت إلي غيرك ولا تنظر إلي الجليل المرفوض، أنت فيلبس، ألا تريد؟
خروج يسوع إلي الجليل كان ليلتقي بفيلبس ليدعوه، والآن خرج صوته إلي كل أقطار المسكونة ليدعو كل واحد؛ كلُّ واحد قد صار فيلبس، العالم كله صار عند المسيح مثل فيلبس لأنه مات عن العالم كله ليدعو العالم إليه.
فيلبس سُبكن العالم الراجع عن المسيح، لأن فيلبس قَِبل الدعوة تواً. هل تقبل أن تُبكن مع العالم الراجع عن المسيح؟
4- ثم يقص يوحنا الرسول قصة أخيرة عن دعوة المقابلة لعلها تكون دعوتنا:
"فيلبس وجد نثنائيل. وقال له وجدنا (يسوع) الذي كتب عنه موسي في الناموس والانبياء. (يو45:1)
فيلبس لما قَبل الدعوة وجد يسوع؛ هو يقول هكذا "وجدنا يسوع"، ما أعجبه اكتشاف وما أثمنه وجود، متي يا رب نجدك كفيلبس؟ فيلبس وجد المسيح بتحقيق. قد وجده وجوداً أكيداً، لقد راجع وجوده علي ناموس موسي والأنبياء جميعاً فوجده هو هو!! يا لفرحة الإكتشاف، يا ليقين الوجود، متي نفرح بيقين وجودك يارب. عبثاً تحاول أن تجد يسوع إن أنت لم تقبل دعوته. وأن تجد المسيح تجد التجديد والبعث بروح قيامة لحياة أبدية.
"فيلبس وجد نثنائيل، وقال له وجدنا يسوع... تعال وانظر". فيلبس يصير كارزاً، يدعو نثنائيل للمجيء إلي يسوع، فيلبس وجد المسيح حقاً بتأكيد، وتقابل معه شخصياً وتعرف عليه وصار من التابعين.
كل من يجد المسيح هكذا يستطيع أن يدعو الناس إليه. فيلبس يكرز بما وجد، يبشر بما رأي "تعال وانظر". قالها يسوع لتلميذي المعمدان، وقالها فيلبس لنثنائيل، هي سُنة الكرازة: مقابلة رؤيا، هي طريق الكارزين: مسير ثم قيادة، نظر ثم توجيه: "الروح والعروسان يقولان تعال، ومن يسمع فليقل تعال." (رو17:22)
فيلبس واسطة تعارف، يدعو كما دُعي، ليجد الماس ما وجد، وليري الناس ما رأي. هذه هي الكرازة: حقيقية، لا يدعو إليها إلا من وجدها.
"رأي يسوع نثنائيل مقبلاً إليه، فقال عنه هوذا إسرائيلي لا غش فيه؛ قال له نثنائيل من اين تعرفني؟
أجاب يسوع وقال له قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك." (يو47:1و48)
لقد أقبل نثنائيل ليري يسوع، ليتعارف عليه، ولم يكن يظن أبداً أن يسوع سبق فعرفه، سبق فرآه تحت التينة قبل أن يدعوه فيلبس.
كل من لم يجد يسوع بعد يظن أنه معروف عند يسوع، ولكن حينما نُقبل إليه ونعرفه حينئذ نعرف أنه كان يرانا، كان يتتبعنا، كان يرصد حركتنا، كان يتعقبنا في كل مكان.
دعوة إلي معرفة يسوع
يا أخوة إن كلماتي هذه هي أيضاً دعوة، ودعوة إلي معرفة يسوع. هي دعوة إلي الوحدة وهي دعوة إلي المحبة أيضاً، لأنه ليس حب دون معرفة، إن تعرفه تحبه، أو كيف تحب من لم تعرفه؟ حينما تكمل المعرفة يكمل الحب وتكمل الوحدة بالضرورة.
إذا انقسمت المعرفة وتشيََّّّّعت في المسيح، انقسم الحب وانفصمت الوحدة. إن انقسام الحب وتفُّتت الوحدة دليل تشيُّع المعرفة وتفرُّقها.
لا يمكن أن نتشيَّع في معرفة ربنا يسوع المسيح، ثم نبقي في الحب أو نبقي في الوحدة.
يسوع يدعو لملكوت واحد، ولا أحد يدخله إلا بيسوع؛ لأنه قد صار الطريق الوحيد إلي ملكوت الله لأنه هو الوحيد الذي صالح الإنسان بالله، وصارت لنا فيه المصالحة.
اثنان متخاصمان لا يدخلان ملكوت الله، لأنه لا يوجد ملكوتان. هو ملكوت واحد، وطريقه المصالحة.
التخاصم إغفال للصليب، امتهان لجهد المسيح وكرازته، احتقار لعمل المصالحة الذي لا يزال يكمله الرب يسوع لدي الآب بالشفاعة. التخاصم في المسيحية، ليس هو العراك الجسدي أو التراشق بالألفاظ التي تجرح أو القطيعة مع البغضة أو الانعزال مع النقمة، لأن هذه الأنواع ليست في المسيحية جملة وليس لها مدلول في المسيحية، هي اللامسيحية باختصار.
ولكن التخاصم في المسيحية هو الانقسام الفكري، هو التراشق بالمبادئ المتعارضة المتخالفة التي تجرح، لا المتخاصمين، بل المسيح! التخاصم في المسيح هو القطيعة والانعزال في المبادئ!
التخاصم في المسيح هو الاختلاف في معرفته، هو نعم ولا في المسيح الواحد!!
+ وحينما يختلف اثنان في أمر من أمور المسيح، يقف الصليب بينهما يشفع في اختلافهما. والذي يفضل الصليب علي الخصومة يغلب، أما إذا تشاغل الاثنان في الخصام وأهملا الصليب، يُرفع الصليب من بينهما فيواجهان معاً غضب الله.
حينما يختلف اثنان في معرفة المسيح، يتآمران علي المحبة.
معرفة المسيح ليس فيها اختلاف، لأن المحبة لا يختلف فيها اثنان.
لا يعرف المسيح إلا المحبون.
إذا اتفق اثنان في معرفة المسيح اتفقا في الحب، وصارا مَّتحدين بالروح، معرفة المسيح هي الإلتصاق بالرب التي تكلم عنها بولس. (1كو17:6)
معرفة يسوع هي المجال الإلهي، الذي انجذب إليه أحد انحصر في الحب وصار من التابعين.
كل الذين تحصرهم معرفة يسوع، يضمهم مجال منتظم من الحق والحب والوحدة.
نحن ندعو لمعرفة يسوع


معرفة يسوع ... أساس عبادتنا

يسوع ليس هو مجرد موضوع للمعرفة وليس هو مجرد موضوع للإيمان، ليس هو مجرد موضوع للعبادة؛ إن كنا نظن ذلك فنحن نلغي شخصية يسوع ولا نستطيع أن نحبه، نجعل بيننا وبينه هوة عميقة من العبادة الفكرية.
الله ذات، ولا يمكن أن يُعبَد الله إلا في ذاته، يسوع هو آبن الله تشخَّص للبشرية ليعلن لنا الله وليكشف لنا عن ذاته.
يسوع هو استعلان لذات الله، حتي نستطيع أن نعبد الله في ذات قريبة حبيبة، في شخصٍ يُظهِر لنا حبه ويقبل منا حبنا، لا في موضوع مُبهَم لا يدركه العقل.
إذا لم نأتِ إلي المسيح كشخص حبيب ونطلب حبه كمل يطلب حبنا، لا نستطيع أن نعرفه ولا نستطيع أن نعبده.
الذين يبحثون عن المسيح في العقيدة الفكرية فقط يتوه عنهم شخص يسوع، فيستبدلون عبادة الله الحي في شخص يسوع بعبادة موضوعية في حدود الفكر والتصور يمكن أن تنازعها عبادة أخري غريبة وتطردها غذا استطاعت هذه أن تستولي علي الفكر والتصور.
كل عبادة موضوعية تخلو حتماً من الحب، وكل ما ليس فيه حب ليس عبادة، ومآله حتماً إلي النكران والضياع.
إذا لم تكن عبادتنا علي أساس معرفتنا ليسوع المسيح ولبره الشخصي تنقلب إلي عبادة مزيفة وإلي محاولة تثبيت بر الذات كما فعل اليهود: "إني اشهد لهم أن لهم غيرة لله ولكن ليس حسب المعرفة، لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله." (رو2:10و3)
إذا لم يكن تمجيداً وتسبيحناً الذي نقدمه في عبادتنا ناتجاً عن حب يسوع لنا ينقلب فيصير تمجيداً للنفس، سواء كان في الظاهر أو الخفاء، أمام الناس أو أمام أنفسنا.
إذا لم يكن صومنا ونسكنا ودموعنا مرتكزة مباشرة في شخص يسوع ومعبرة عن انفعالات حبية نخوه، فإنها ترتد إلي الذات كعبادة تعذيبية حيث تكون لذاتها واكتفاؤها في الألم نفسه.
إذا لم تكن قراءتنا في الكلمة عن اشتياق لمعرفة يسوع وحبه، يتحول الإنجيل إلي مصدر لتغذية الذات علي الكبرياء بدل العزية والفرح والامتلاء.
باطلة كل عبادة لا تقوم حسب معرفة يسوع المسيح وتوجَّه نحو شخصه.
عبادة اليهود رُفضت، مع أنها كانت ذات غيرة ملتهبة، وذلك لأنها لم تكن حسب المعرفة.


معرفة يسوع ... والكنيسة

إن عمل الكنيسة الوحيد هو ان نقدم لك شخص يسوع المخلص لتعرفه، تقدمه لك في الإنجيل، تقدمه في الأسرار وفي الطقوس وفي التراث والقوانين... غاية الكنيسة أن تعرَّفك شخص يسوع المحب؛ رسالة الكنيسة تبتدئ عند هذا وتنتهي فيه. عملك في الكنيسة هو التعرف علي يسوع شخصياً في كل وسائط النعمة.
عبادتك لا بد أن تنبثق عن محبة، حبك لا بد أن يتفتح عن الإيمان، إيمانك لا بد أن يكون عن تعرُّف بشخص من تعبده. لا يمكن أن تعرف يسوع إلا بالكنيسة لأن الكنيسة تعرفه، هو استودع نفسه للكنيسة.
الكنيسة تقدم لك يسوع كما قدمه يوحنا المعمدان للشعب "حمل الله الذي يرفع خطية العالم." (يو29:1)
تقدمه لك حملاً مذبوحاً، مذبوحاً حباً، حباً لك، لك أنت شخصياً ليشهد له، يوحنا رأي الروح نازلاً ومستقراً عليه لما باشر صلاة التعميد.
والكنيسة تعرف المسيح وتشهد له وتقدمه في سراً في المعمودية وعلي المذبح وفي الصلاة، الروح يرافق أسرار الكنيسة وصلواتها سراً، ولكنه لا يُستعلن ظاهراً لأحد حتي يُعرف المسيح بالإيمان لا العيان.
المسيح ظاهر في تواضعه، تواضع لتجده.
ليس هو في كبرياء الاختفاء.
"لقد وجدنا يسوع"!!!



صوت الآباء...
• تعالوا إليه...
للقديس أثناسيوس الرسولي
• إعطشوا إليه ...
للقديس أثناسيوس الرسولي
• إتحدوا ...
لأبا يوسف الطوباوي من آباء إسقيط مصر


تعالوا إليه...
للقديس أثناسيوس الرسولي

"من يعطش فليأتِ." (رؤ17:22)
لماذا نتأخر، لماذا نتباطأ، لماذا لا نقوم ونذهب إليه بحماس كلي، مستعدين أن نبذل جهدنا لحضور الوليمة؟ ألا نصدق أن يسوع هو الذي يدعونا؟
يسوع هو كل شيء لنا، لقد تحمل مسئولية خلاصنا بآلاف الطرق، جاع وعطش لنا، مع أنه يعطينا طعاماً وشراباً في مواهبه الخلاصية. وفي هذا مجد له، هذه في الواقع عجيبة ألوهيته، كونه يجعل آلامنا ومكايداتنا عليه، ويعتبرها مسرة له...
فمع أنه "الحياة" ذاتها، مات! ليمكننا نحيا...
ومع أنه "الكلمة"؛ صار جسداً (يو14:1) حتي يجعل أجسادنا تتعقل "الكلمة"...
ومع أنه الينبوع الذي يفيض حياة، عطش كما نعطش نحن حتي يدعونا بإلحاح إلي الوليمة "إن عطش أحد فليُقبل إلي..." (يو37:7)
لا يقول أن نذهب إلي شخص آخر بل إليه "إليَّ..."
أنت تسمع من الآخرين عني وعن مجيئي، ولكن لا يجب من الآن أن تشرب من الآخرين بل مني!!
حينما تأتي إلي الوليمة، فلتسرع! فهي ليست كولائم الناس بل هي الرب، الرب نفسه هو الوليمة، ووليمة الرب لا ننظرها انغماساً ولذة في الجسد ولكنها استعلان الحق!!
وليمة الرب ممارسة الحق، مزاولة التعفف...، التوفر علي الصلاة بحرص ويقظة، دراسة الأسفار الإلهية، التوزيع علي الفقراء، تدعيم السلام مع أعدائنا، ضم أشتات المتفرقين عنا في الخارج، إخضاع روح الكبرياء والعودة إلي اتضاع الفكر، السلام مع جميع الناس، محَّضرين الإخوة علي المحبة.

إعطشوا إليه....
للقديس أثناسيوس الرسولي

ليكن فينا حرص شديد أن نجمع أنفسنا معاً، لأننا تشتتنا، وقد وضِعنا وتبددنا في الأزمنة السالفة؛ وهو ذا الآن قد وُجدنا!... كنا مبتعدين خارجاً، وقد صرنا الآن قريبين، كنا متغربين والآن نحن له...
إن عطشنا إليه فهو يريحنا "إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب" (يو37:7). العطش هو الحب الذي عاش به القديسون في كل زمان، ولم يكفُوا عنه قط، عطشهم كان ذبيحتهم الدائمة التي كانوا يقربونها للرب بلا انقطاع، ما كفُوا عن عطشهم أبداً، وما هدأوا عن إلحاحهم في طلب الشرب.
إنه يوافقنا للغاية، في هذه الأيام، أن ننهض مع القديسين ونتصل بالرب بكل النفس، في طهارة جسد، باعتراف، بإيمان صادق؛ حتي إذا شربنا وامتلأنا بالماء الإلهي النابع منه، نؤهل لشركة الجلوس مع القديسين علي مائدة السماء، ونشترك معاً في صوتٍ واحدٍ للفرح هناك.


إتحدوا ...
لأبا يوسف الطوباوي من آباء إسقيط مصر

توجد أنواع كثيرة من الزمالة والألفة يرتبط بها الماس بنوع من المحبة. فعند البعض تنشا الصداقة بعد شيء من المساومة أو الاتفاق علي تبادل المنفعة بالأخذ والعطاء ينتهي بشيء من المحبة.
وعند الآخرين تنشأ الصداقة بحكم الزمالة، أو الاشتراك في خدمة، أو اتفاق العلم أو الفن أو الدراسة.
هذه كلها ظروف تهيئ للنفوس التعارف والتآلف والملاطفة، حتي وبين العتاه ذوي النفوس الشرسة، وفي الغابات والجبال نري مثل هذا التآلف يتم باتفاق ومسرة وإنما علي السلب والعربدة وسفك الدماء، وباتفاق الزمالة تتم الجرائم!!
وتوجد أسباب أخري للمحبة، حيث تتم الوحدة ويتم التآلف بسبب الغرائز الطبيعية وناموس رباط الدم؛ كما هو حاصل في الأسرة عند الزوجات والآباء والأخوة حيث يُفضل الأبن علي الغريب.
وحتي هذا المنوع من التآلف والوحدة لا نجده فقط عند بين الإنسان بل وفي الطيور والوحوش نراه... حيث نجد أنه بتلقائية الغريزة الطبيعية يقوم الحيوان بالدفاع عن صغاره وحمايتها، معرَّضاً نفسه للخطر من أجلها، دون أن يجفل حتي من الموت!!
والعجب أن الوحوش والثعابين والطيور الجارحة التي انفصلت من تلقاء نفسها عن بقية الحيوانات بسبب شراستها وسُمها القاتل نجدها فيما بينها مسالمة مترفقة حانية بعضها علي بعض بسبب وحدة أصلها وألفة شعور الجنس الواحد!!!
ولكن كل هذه الأنواع عن المحبات يشترك فيها الصالح والشرير، وهي موجودة في الحيوان كما في الإنسان، وهي جميعاً قابلة للانحلال ثم الزوال.. فبمجرد أن ينفصل الواحد عن الآخر وتباعد، تنفصم الوحدة وتنفصم الآلفة!! وبمرور الزمان تتلاشي المحبة وتتلاشي الصداقة...
وحدة الحب الذي لا تنحل رُبُطه:
ولكن للحب نوع آخر قد يبقي إذا التأمت وحدته يوماً، فلا يحل عُراها الزمن وهو يبقي خالداً إلي الأبد...
وحدة هذا الحب لا تنشأ عن المديح والإطراء والتعارف السطحي...
وحدة هذا الحب لا تنشأ بسبب الإفراط في إظهار الحنان والود والملاطفة وتقديم الهدايا الكثيرة.
وحدة هذا الحب لا تنشأ بسبب مساومة رابحة، ولا بسبب أمر بشري مهما كانت الحاجة إليه.
وحدة هذا الحب ينشئها شيء واحد:
الانسجام والتوافق في الحق.
مثل هذا الحب لا يفكُه أي سبب كان!
رباط هذا الحب لا يحله الزمن، لا يقلقه بُعد المكان، بل ولا الموت نفسه يستطيع أن يفصل فيه!!!
وحدة هذا الحب حقيقية غير قابلة للانحلال، تنمو علي قدر مت ينمو المتحابون في الكمال والصلاح.
وحدة هذا الحب بمجرد أن تكمل، فلا اختلاف الهوي، ولا تعارض الرغبات مهما بلغت في شدتها تقدر أن تفصم هذه الوحدة.

تحذير:
غير أننا نعرف كثيرين انعقد الحب بينهم بادئ الأمر علي مثل هذا الغرض (الحق)، وكانت أُلفتهم نابعة من اشتعالهم بمحبة المسيح، إلا أنهم لم يصونوا هذه الألفة وهذه المحبة طويلاً فجرحوها.
ذلك إنما يكون بسبب عدم احتفاظهم بالغرض الذي دخلوا به في وحدة هذا الرباط بنفس الحماس الأول، فلا تستمر وحدة محبتهم إلا قليلاً!!
واقطاع الوحدة ينهم إن هو إلا دليل علي عدم تغذية هذه المحبة وتقويمها بصلاحهم كلَّ كالآخر!! واستمرار مثل هذه المحبة إلي مثل هذه الفترة القصيرة لم يكن إلا بسبب عامل الصبر من طرف واح فقط!!
ولكن قيام وحدة محبة نتيجة لجهد يبذله طرف واحد مهما سكب فيه من جهد وبطولة بلا ملل، فمآل هذه الوحدة إلي الانهيار حتماً بسبب تفاهة وضعضعة الطرف الآخر!
لأن العلة إذا اصابت نفس من يسعي لبلوغ الكمال أقعدته حتي عن أن يساير الضعفاء، مهما بذل الأقوياء من صبر في احتماله. لذلك قلنا إن الوحدة غير المنفصمة والألفة الدائمة يقوم رباطها الوحيد علي الانسجام والتوافق في الحق: "الرب يجعل ذوي الشكل الواحد في بيت." (مز6:68)
والمحبة تدوم بغير قلقلة أو اضطراب عند من اتحدوا في الفكر واهتموا أن يريدوا معاً وأن يرفضوا معاً نفس الأمور.

(للأب متي المسكين)

مجداً للثالوث الأقدس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وجدوا يسوع في الهيكل
يا يسوع سنكون وحدنا
يا ربى يسوع المسيح نجينا من كل قلق
لقد وجدنا يسوع
لقد وجدنا يسوع لابونا متى المسكين


الساعة الآن 03:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024