رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
♡ لماذا يُدعى أحد القديس توما ب "الأحد الجديد" ؟ في الكنيسة الأرثوذكسية يُعتَبر أحد الفصح العظيم المقدس مع أيام الأسبوع التي تليه كأنها يومٌ واحد ، من حيث القيمة اللاهوتيّة والليتورجية. وذلك يُشير إلى خبرة الكنيسة الإيمانية العميقة لنهار الفصح المقدس، على أنه "يومٌ أبدي" لا ينتهي، لأنه بالحقيقة هو "النهار الذي لا مساءَ له". وهذا يدلّ عليه العدد 7 الذي يُشير إلى الملء والكمال. وهكذا يأتي يوم الأحد التالي للفصح في ترتيب "اليوم الثامن"، راسِمَاً رمز الأبدية وحياة الدهر الجديد الآتي، الذي يخترق الزمن الحاضر ويتخطّاه ، وقد أدخلَنَا المسيح فيه بقيامته المُحيية. وعليه، فإن يوم الفصح هو حلقة الوَصل بين الدهر الحاضر الذي نحيا فيه الآن (المُمَثّل ب 7 أيام الأسبوع) وبين الأبدية الآتية التي لا تنتهي (المُشار اليها باليوم الثامن، أي الدهر العتيد). ويُدعى هذا الأسبوع في التقليد الأرثوذكسي "أسبوع التجديدات". ويُسمّى الأحد الأول الذي يلي أحد الفصح المجيد بأحد القديس توما أو "الأحد الجديد"، ولهذه التسمية ثلاثة أسباب رئيسيّة: 1- لاهوتياً: لأن المسيح بقيامته من بين الأموات قد جدّد طبيعة الإنسان الساقط، التي فسدَت بسبب الخطيئة. فبالقيامة نلنا الفداء والتقديس، ومُنحنا نعمة التألُّه والحياة الجديدة، وقد تجدّدت الطبيعة والخليقة بأسرها بنفحات القيامة المُحيية «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.» (2 كورنثوس 5: 17). ولأنّنا في هذا الأحد أيضاً نُقيمُ تذكار ظهور السيد المسيح لتلاميذه المجتمعين في العليّة حيث كان توما معهم، وفيه جدّد إيمان توما التلميذ المرتاب، وقوّاه وأحياهُ وأنعشَهُ بعدما شكّك بقيامته أولاً وطلب الدليل الحسيّ الملموس، بوضع يده واصبعه في مكان المسامير وأثر الحربة في جنب المسيح المطعون. 2- ليتورجياً: إعتباراً من هذا الأحد تبتدئ دورة جديدة من "الألحان الثمانية" التي يتضمّنها الكتاب المعروف باليونانية بإسم «الأوكتو إيخوس» {ΟΚΤΩΗΧΟΣ} (أي الألحان الثمانية) وهو من أهم الكتب الطقسيّة في كنيستنا الارثوذكسية، ويسمى أيضاً "كتاب المعزي". وتستغرق هذه الدورة ثمانية أسابيع، حيثُ في عشيّة كل أحد، في صلاة الغروب، يبتدئ لحنٌ جديد يرتكز على إحدى طروباريات القيامة الثمانية المعروفة، ويمتدّ هذا اللّحن لكل أيام الأسبوع حتى غروب السبت الذي يليه، فيبتدئ معه لحنٌ جديد وهكذا دواليك... كما في هذا الأحد تبتدئ دورة جديدة من سلسلة الأناجيل المعروفة ب «أناجيل الايوثينا» {ΤΑ ΕΝΔΕΚΑ ΕΩΘΙΝΑ ΕΥΑΓΓΕΛΙΑ} وهي عبارة عن فصول القراءات الإنجيلية الأحد عشر لصلاة السَّحَر في صباح كل يوم أحد، وتستغرق الدورة أحد عشر أسبوعاً، وموضوع هذه القراءات الإنجيلية يتحدّث عن ظهورات السيد المسيح من بعد قيامته من بين الأموات، وسلسلة هذه الفصول الإنجيلية تُتلى بالتتابع على مدار آحاد السنة الطقسية (الّا إذا وقع في الأحد عيدٌ سيديّ كبير مُبطِل للخدمة القيامية، حينئذٍ يُقرأ الإنجيل السَّحَري الخاص بالعيد المتّفق). 3- تاريخياً: في القرون الأولى للمسيحية كان جموع الموعوظين الذين تلقّنوا الوَعظ والتعليم المسيحي بكثافة خلال زمن الصوم الأربعيني الكبير، كاستعداد وتهيئة لنيل سرّ المعمودية المقدسة، يعتمدون في يوم السبت العظيم المقدس (ليلة أحد الفصح) وكانوا يرتدون ثوباً جديداً أبيض اللون، إشارة إلى الاستنارة والتنقية والتجديد بالمعمودية، ثم يظلّون لابسين هذا الثوب الأبيض الجديد، دون أن يخلعوه، طيلة أيام الأسبوع الذي يلي أحد الفصح حتى أحد توما (أي أسبوع التجديدات)، حيث كانوا يحضرون في هذا الأحد إلى الكنيسة ويشتركون في الذبيحة الالهية، فيتلو الكاهن في نهاية الخدمة فوق رؤوسهم إفشيناً خاصّاً (باليونانية: ευχή) ثم ينزعون الثوب الأبيض الجديد ويعودون إلى إرتداء ملابسهم العادية. ☦︎♡ المسيح قام … حقاً قام ☦︎♡ ♡ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأحد الجديد أو أحد توما الرسول |
الأحد الجديد تردّد توما وثباتنا |
طقس عيد الأحد الجديد (عيد احد توما) |
لماذا اليوم الثامن بالذات ! الأحد القادم هو أحد توما |
الأحد الجديد – أحد توما الرسول |