|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النظرة الآبائية للأعضاء الجسدية رأينا كيف تطلع آباء الكنيسة الأولون إلى الجسد بكل أعضائه في قدسية بكونه خليقة الله الصالحة. لذلك إذ هاجم الغنوسيون الجسد -خاصة الأعضاء الجنسية- كعنصر ظلمة، اهتم الآباء بإبراز النظرة الإنجيلية المقدسة، موضحين الَّلبس الذي يسقط فيه البعض من تسمية الرسول بولس هذه الأعضاء "قبيحة"، إذ يقول: "والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أفضل" (1كو13:12)، إذ سبق فقال "إذ تُحسب" (1كو13:12)... كأن هذا التعبير إنما هو التعبير الدارج، إذ يحسبها الناس هكذا أنها قبيحة لكنها في قدسيتها "لها جمال أفضل". + يُظهر المسيح -بطريقة نافعة جدًا- أنه لا يوجد في جسم أمه شيء معيب بل هو طاهر (13). + لا يمكن لله أن يخلق شيئًا قبيحًا inhonestum بين أعضاء الجسم البشرية بأي طريق، خاصة قبل الخطية (14). + كون هذه الأعضاء مُكرَّمة honesta في البداية أمر لا نقاش فيه... لكن الرسول يدعوها "قبيحة inhonesta"... هكذا ما صنعها الله مكرمة يدعوها الرسول قبيحة إنني أتساءل عن السبب. إن لم يكن السبب هو الخطية فماذا يكون؟ إنه الاستخدام الخاطئ، استخدام هذه الأعضاء بطريقة لا تخضع لقوانين ضبط النفس، هو الدنس وليس الأعضاء نفسها. فإن هذه الأعضاء عينها تُحفظ بواسطة البتوليين والعذارى باستقامة فائقة، بل وأيضًا بواسطة المتزوجين، فإن الآباء والأمهات يستخدمونها فقط من أجل الإنجاب، فيكون الاستخدام الطبيعي لها ليس دنسًا، لأنها تخضع للعقل لا للشهوة (15). القديس أغسطينوس + حسنًا يقول (القديس بولس) "إذ تُحسب"، "نحسبها هكذا" مشيرًا إلى أن هذا الوصف لا يقوم على طبيعة الأشياء (الأعضاء) نفسها، بل على الرأي السائد،إذ لا يوجد فينا شيء قبيح، ناظرين أنها عمل الله، هكذا أي شيء فينا يبدو أقل كرامة عن أعضائنا التناسلية؟ ومع ذلك فلها كرامة أعظم. فإن الفقراء جدًا، حتى إن تركوا بقية الجسد عاريًا لكنهم لا يقرون أن يتركوا هذه الأعضاء عارية... ويل للمسرفين الذين يلومون صنعة الله! لا تنسب الخطية للشيء نفسه (العضو) من أجل طبيعته، إنما بسبب العصيان النابع عن الإرادة الإنسانية. القديس يوحنا ذهبي الفم (16) |
|