يعتبر القديس كيرلس أن السيد المسيح عندما أجاب اليهود بهذه الآية ” مَن يقبل إليّ فلا يجوع، ومن يؤمن به فلا يعطش أبدًا كأن به يقول “أجل إنى اتفق معكم أيضًا أن المن قد أُعطى بواسطة موسى، لكن الذين أكلوا آنذاك جاعوا، وأقر معكم أن من جوف الصخر خرج لكم ماء، لكن الذين شربوه قد عطشوا، وتلك العطية التي سبق الحديث عنها لم تعطهم سوى تمتعًا مؤقتًا، لكن ” من يقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا“[12]. فالمسيح كما سبق القول هو خبز الحياة .. لأن فيه الحياة من ذاته وأيضًا هو الخبز الحى (يو51:6)، الواهب الحياة للآخرين. فمن يقبل إلى المسيح ومَن يؤمن به يعده “بذلك (السر) البركة ـ الألوهية ـ في شركة جسده ودمه الأقدسين، الذى يستعيد الإنسان بكليته إلى عدم الفساد فلا يحتاج أبدًا إلى أى شئ من تلك التي ترفع الموت عن الجسد أعنى الطعام والشراب” وأخيرًا يعطى القديس كيرلس بُعدًا خرستولوجيًا في تفسيره لهذه الآية.