رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعمال البابا أثناسيوس فى منفاه الإختيارى الثالث
لقد سقط كل جبابرة الإيمان فى الشرق والغرب بالترغيب والترهيب الذى مارسة الأريوسيين والأمبراطور قسطنطيوس ووقعوا على قبولهم فى الدخول مع شركة الأريوسيين كما وقع غالبيتهم على حرم أثناسيوس وخلعه من كرسيه ، أما فى مصر فقد عزلوا تسعين أسقفاً من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية التابعين لأثناسيوس ونفوا حوالى 16 أسقفاً مات واحد منهم فى الطريق وأحلوا محلهم اساقفة آريوسيين ، ولم يعد أسقف واحد فى كرسيه يؤمن بأن الأبن مساو للآب فى الجوهر وأنه فيه ، وبدا العالم كله أريوسياً ، وبقى الأسقف البابا الأنبا أثناسيوس وحيداً ولكنه لم يشعر بالأنهزام لأنه كان وطيد الصلة بالمسيح ورفض أن ينفى مثل باقى الأساقفة وأختار الإختفاء عن أنظار الأريوسيين والنضال فى ضدهم يتنقل من بلدة إلى أخرى كأسقف أصبح مسئول عن رعيته بعد أن أستولى الأريوسيين على كراسى الأساقفة المصريين وكنائسهم ويطلق المؤرخون على هذه الحقبة أسم " المنفى الإختيارى " للنضال ضد الهرطقة الأريوسية فى معركة بلا هوادة ليلاً ونهاراً ضد كل الأريوسيين وكل الذين إنضموا إليهم فى مصر ، ووقف أمام رؤسائهم وأساقفتهم وكهنتهم فى مصر والعالم وعلى رأسهم الإمبراطور قسطنطيوس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية بأجمعها وكل سلطاته المدنية وقوة جيشة وضد كل المجامع الأريوسية التى عقدت فى غيابه والحروم التى وقعت ضده فى هذه المجامع بالإجبار وخوفاً من النفى . لم يخنة أحداً من المصريين وظل أثناسيوس هارباً يعمل فى الخفاء فى منفاه الإختيارى من أجل بث الإيمان القويم ويرسل الرسائل لتثبيت الإيمان ويقيم القداسات والصلوات والجيوش تلاحقة فى كل مكان يبثون العيون والجواسيس من الحكومة والأريوسيين والمليتيين فهو عدو الأريوسيين والأمبراطور الأول مع أنه لم يكن يملك سلاحاً من أسلحتهم إلا قوة الرب يسوع ، الذى أستطاع إخفاءه عن العيون ويعمى بصيرتهم عنه ، وكان حراً فى تنقلاته على مدى ست سنين لم يخنه واحداً من كل الذين إلتجأ إليهم ! وأثبت المصريين أنهم يقفون مع الحق دائماً فى شجاعة بلا خوف أو تردد مهما كان الثمن . قانون الإيمان الأريوسى المعروف بقانون " سيرميم الثانى " قانون الإيمان الأريوسى المعروف بقانون " سيرميم الثانى " قام الأسقف الأريوسى بوتاميوس أسقف لشبونة بأسبانيا بحشوه بالهرطقة الأريوسية وقد أطلق عليه العامة فى ذلك العصر بقانون " التجديف " أو " الكفران " Blasphemia ، وفى سنة 357 م إنهار إيمان ألأسقف هوسيوس أسقف قرطبة العظيم أكبر أساقفة العالم سناً ، ووقع على هذا القانون ، ويقول ألأب العلامة والمؤرخ المتنيح متى المسكين (1) " غير أن هوسيوس العجوز جداً ظل أميناً للأشخاص الأمناء بعد أن فقد قدرة الأمانة على الأمانة ذاتها ، فلم يقبل التوقيع ضد أثناسيوس بأى حال من ألأحوال حتى بعد أن تهرأ جسده من الضرب !! ولعل هذا الإمتناع (على التوقيع بحرم أثناسيوس) يتشفع له لأنه يحمل بصفة علنية أمانة لمن ظلوا على الأمانة !! " مجمع أريمينم وقانون الإعتراف الأريوسى المبهم وفى سنة 358م سقط ليبريوس أسقف روما الشجاع من إيمانه القويم ووقع على قانون الإيمان الأريوسى ويقول المؤرخ وليم برايت أستاذ التاريخ الكنسى فى أكسفورد (سنة 1900) فى قاموس سيرة الآباء المسيحيين : [ ولكن الكنيسة الرومانية فى شكل رئيسها حصلت بهذا التوقيع على إحتقار شنيع .. وإن كان مؤقتاً .. ولكن فى السنة التى تليها سنة 359م حدث أيضاً أن كل هيئة أساقفة الغرب فى مجمع أريمينم نُكبوا وغْرر بهم أيضاً عندما ثَبتوا قانوناً للإعتراف مبهماً ولكنه كله أريوسى تماماً ، وهو الذى نبناه أيضاً أيضاً أساقفة الشرق سنة 360م فى مجمع سلوقيا ] (3) رسائل البابا اثناسيوس كانت تصل للأديرة ويذكر تاريخ حياة القديس باخوميوس (بالعربية) أن الدوق أرتاميوس [ ( كان للدولة الرومانية عشرة دوقات منهم ثلاثة مخصصون لمصر وحدها * كان يقتفى أثر أثناسيوس على طول الصعيد كله حتى وصل دير بافو ، وهناك رد عليه الرئيس واسمه بسارفى المسئول على الدير أن : أثناسيوس أبونا كلنا ولكنى حتى الان لم أرى وجهه ، فدخل الدوق .. وكان بصحبته أسقف أريوسى إلى الدير ، وظل يفتش عنه فى كل مكان ، ولما أعيى لم يجده قال لـ باسارفى ( أب ورئيس الدير) وهو خارج : " صلى من أجلى " ولكن بسارفى نظر إلى الأسقف الأريوسى الذى يرافقه وقال لهما : " إن الأب ( يقصد البابا ) أثناسيوس قد اوفد وصية للرهبان أن لا يصلوا مع الأجانب الذين لهم شركة مع الأريوسيين ] من هذه الفقرة يتضح أنه وصل إلى الدير أمر من البابا أثناسيوس ( اب الكنيسة ) فى رسالة خاصة بذلك !! المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 271- وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) Dict. of Chr. Biogr., I, pp. 196. 196. |
|