لنصِغ إليهم ونقدّر قيمّهم وأفكارهم
ليت كل والد ووالدة، كل كاهن ومرشد، يتطلعون إلى المراهقين ككنز الجماعة الحىّ، كأناس يريدون الحياة النامية الحرة فيحتضنوهم بالحب المتزن غير القاتل، يُنمّون فيهم شخصياتهم وإرادتهم بتعقل وروحانية.
هنا أود أن أوضح أمرًا هامًا يمس تعاملنا مع المراهقين، وهو حاجتهم إلى من يصغي إليهم بروح الحب والاهتمام والتقدير. هم أناس ربما لم يكمل نضوجهم بعد، لكنهم في دور النضوج، يعتزون بشخصياتهم وحريتهم وقدراتهم ومواهبهم وامكانياتهم، لا يقبلون التعامل معهم بكونهم لا زالوا أطفالًا يعتمدون على البالغين تمامًا، إنما يطلبون من يحبهم ويقدر نموهم. أقول في صراحة، هم في حاجة إلى أناس بالغين حكماء، ونحن في حاجة إلى التعامل معهم، فإن هذا يعطي لأعماقنا فرصة ممارسة الحياة الشابة الراغبة في النمو غير المتوقف والتجديد المستمر، ينزع عنها روح الشيخوخة اليائسة، كأننا نحن في عوز إليهم لنمارس نمونا معهم، نتفاعل معًا بروح الحب الجاد كأعضاء في جسد المسيح الواحد. والمراهقون في حاجة إلى بالغين حكماء يسندونهم لكي يحسنوا استغلال هذه المرحلة الثمينة والفريدة ليتمتعوا بالنضوج المستمر.