ولكن من رحمة الله أن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، لأن الله أرسل إلينا مصدر الصلاح كله؛ المسيح، الذي قال عن نفسه: «أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا١٠: ١١)، والذي حين يسود على الحياة، يحوِّل قلب الإنسان الفاسد إلى قلب صالح، وتتم فيه الكلمات «الإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ... فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ» (لوقا٦: ٤٥).
وليس هذا فقط، ولكن حين يمتلئ المؤمن بروح الله، فإنه يفيض بكل الأخلاق الصالحة البديعة من داخله، وبدون أي قوانين خارجية تجبره على هذا، «وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ» (غلاطية٥: ٢٢، ٢٣)، بل وقد يصل به لحالة مؤمني رومية، الذي وصفهم بولس الرسل أنهم «مَشْحُونُونَ صَلاَحًا، وَمَمْلُوؤُونَ كُلَّ عِلْمٍ» (رومية١٥: ١٤).