مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يسمعون ...
" مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يسمعون و لا يفهمون، لان قلب هذا الشعب قد غلظ و آذانهم قد ثقل سماعها و غمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم و يسمعوا باذانهم و يفهموا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم"
(مت 15،13:13وإش 9:6)
هنا يفضح الرب نية السامعين كيف ظهروا كأنهم يقرأون وكأنهم يسمعون وصايا الله، وهم فى الحقيقة عقدوا النية أن لا يتأثروا، فغمضوا عيونهم وآذانهم حتى لا يبصروا ولا يسمعوا، والعلة كشفها الرب، إنهم يخافون، لئلا يضطرهم صوت الله وتأنيب الروح القدس فيتخلوا عن مواقفهم الخاطئة، وملكياتهم المغتصبة، وخططهم التى رسموها لمستقبلهم، وعلاقاتهم الآثمة التى باعوا أنفسهم لها، بل باعو الحياة الابدية والله من أجلها.
هؤلاء مثل كثير منا، لا يمانعون من قراءة الإنجيل و لا يمانعون من سماعه، ولكن عند مواضع معينة وعند آيات معينة وعند وصايا معينة يرتبكون ويسرعون ليغمضوا عيونهم ليتجاوزوا صوت الروح القدس فى قلق وتعب كثير. هنا تنكشف الأذن غير المختونة، إذ تتضايق من صوت الله وتتحاشاه.
آه!!!
هنا نتوقف قليلا ونعود معاً إلى المواضع والآيات والوصايا التى تجاهلناها عن قصد وإصرار وفى جبن، وكانت قلوبنا تحتج على عنادنا، فكانت تضطرب وتدق سريعاً مؤلما لتنبئنا أننا فى حالة مقاومة للروح القدس وأننا نجوز خطر الموت والبعد عن الله بسبب هذا التجاهل، هيا لعلنا نصحح وضعنا تجاه صوت الله.
أبونا متى المسيكن