منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 12 - 2016, 05:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

فتاة صغيرة

فتاة صغيرة
لانعرف عنها سوى القليل الذى ذُكر فى سياق الحديث عن نعمان السريانى وقصة شفائه من مرض البرص. وقد وردت هذه القصة فى سفر الملوك الثانى والأصحاح الخامس. ولم يُذكر عنها فى الكتاب سوى جملتين فقط: «وكان الأراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض اسرائيل فكانت بين يدى إمرأة نعمان. فقالت لمولاتها ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة فإنه كان يشفيه من مرضه» (عدد2،3) هذه الفتاة التى لانعرف عنها حتى اسمها كانت سبب بركة كبيرة لرجل عظيم ولأسرة ذات شأن بل، وشهادة فعالة لله فى أيام صعبة. تعال معى لنتتبع القصة :

ظروف قاسية

فى أحد الأيام دخلت جيوش الأراميين إلى السامرة فى أرض اسرائيل وأخذوا من ضمن مَنْ سبوهم فتاة صغيرة من أحد البيوت اليهودية. وكان الأمر صعباً جداً على الفتاة، ولاشك أنه كان مُحزناً أيضاً لعائلتها. مَنْ يستطيع أن يتصور آلامها وهى تؤخذ من وسط بيتها وأهلها بواسطة جنود قساة لايُشفقون ولايرحمون؟ ثم ماذا كانت مشاعرها وهى تؤخذ إلى بيت نعمان كإحدى السبايا ثم تعمل هناك كجارية؟

لاشك أنها فكرت وتساءلت : لماذا حدث هذا؟ ولِمَ هذا الظلم؟ وأين الله، وكيف يسكت على هؤلاء الناس المفترين؟ لماذا تُحرم من حنان والديها وتُذّل فى بيت غريب؟ ثم لماذا هى بالذات التى يحدث معها هذا؟ أكيد انها تساءلت هذه الأسئلة وكثيراً غيرها، ولكن دون جدوى. فلا إجابة على حيرتها ولا تغيير فى ظروفها. لكن صديقى الشاب؛ أيوجد شئ يحدث فى هذا العالم بالصدفة؟ أيوجد مايسميه الناس حظاً سيئاً أو حظاً حسناً؟ ربما يبدو أمامنا أن هذه الفتاة سيئة الحظ، لكن دعنى أوضح لك أن لله غرضاً وقصداً من كل مايحدث فى حياتنا «الرب صنع الكل لغرضه» (أمثال16: 4). فهو له خطة يريد أن يتممها ويحرك كل شئ: الناس والظروف لتنفيذ هذه الخطة. لقد «حتم الله بالأوقات المعينة وبحدود مسكننا» (أعمال17: 26). لذا قال له داود قديماً «فى يدك آجالى (أوقاتى)» (مز13: 51).

فلقد قصد الله أن تُسبى هذه الفتاة الصغيرة من بلدها ولم تكن بالمصادفة أن تؤخذ لبيت نعمان رئيس الجيش. ربما يبدو أنها الصدفة البحتة التى أوجدتها فى ذلك المكان. فعند تقسيم الأسرى كانت هى من نصيب رئيس الجيش لتكون خادمة لزوجته، لكن كانت يد الله هى التى تحرك الأمور، واتضح بعد ذلك أن الله أرسلها إلى هناك إلى هذه البلاد وإلى هذا البيت بالذات لأنه قصد أن يستخدمها فى خدمة عظيمة.

أصدقائى الشباب؛ هل نتعلم هذا الدرس الهام لحياتنا؟ هل أدركنا أن كل دقائق وتفاصيل حياتنا هى فى يد الله؟ أحياناً نتذمر على أماكن معيشتنا أو نوعية عائلاتنا. وقد يتولّد فينا شعور بالرفض للمستوى الاجتماعى أو المادى الذى نحن فيه ويغيب عنا تماماً أن لله قصداً وغرضاً عظيماً فى حياتنا.

نفس ناجحة

كان من الطبيعى أن يتولد فى نفس هذه الفتاة كراهية وحقد ضد سيدها نعمان، الذى هو، حسب الظاهر، السبب فى شقاوتها وتعاستها. لكن على العكس من ذلك نراها تتمنى شفاءه من البرص وتُخبر سيدتها بالوسيلة لهذا. لاشك أن هذه الفتاة تعلّمت عن الله وهى فى بلادها وكان لها إيمان حقيقى به وهى لازالت صغيرة. لذا فبفضل علاقتها مع الله ارتفعت فوق كل مرارة أو ضغينة كان من الممكن أن تتولد فى نفسها. لقد تم فيها القول «إن جاع عدوك فاطعمه. وإن عطش فاسقه. لايغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير»(رومية12: 20، 21)، وأكثر من ذلك فلأن قلبها كان صحيحاً أمام الله فهى لم تُعانِ من صِغر النفس أو الشعور بالنقص.

لقد كان سيدها نعمان أممياً وكانت هى يهودية مكروهة فى ذلك الوقت. كان نعمان رجلاً عظيماً. وكانت هى «فتاة صغيرة» وكان هو رئيـس الجيـــش وكانـــت هى جاريــة مسبية. ورغماً عن ذلك ارتفعت فوق أى إحساس بصغر النفس وامتلأ قلبها بالشفقة نحو سيدها والرغبة فى شفائه، يالها من مثال رائع!

اصدقائى .. هل عانينا أحياناً من الشعور بالنقص بالنسبة للآخرين وبالتالى كان بداخلنا رفض لهم؟ وهل حدث أننا شعرنا بالراحة فى داخلنا عندما رأينا مصائب من أساءوا إلينا؟ إن هذه الفتاة الصغيرة تُشبه إلى حد كبير الرسول العظيم بولس الذى وقف مرة أمام مَنْ يحاكمونه والسلاسل فى يديه وقال لهم: «كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير ... جميع الذين يسمعوننى اليوم يصيرون هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود»(أعمال26: 29).

لقد كانت آلام هذه الفتاة سبب بركة للآخرين وكأنها تقول مع الرسول بولس «فإن كنا نتضايق فلأجل تعزيتكم وخلاصكم..» (2كورنثوس1: 6)

خدمة مؤثرة

كانت الفتاة الصغيرة سبب بركة لمن عاشت بينهم وبدلاً من أن تشكو وتتذمر تكلمت بكلمات قليلة عن وسيلة الشفاء لسيدها وكان لكلماتها تأثير عظيم جداً. لاشك أنها كانت خادمة ممتازة تقوم بعملها جيداً وسلوكها الممتاز هيأ لها الفرصة لتشهد عن إلهها الحى الحقيقى وماقالته أخذه نعمان بعين الاعتبار.

كما أنها لم تبقَ صامتة بسبب الخجل أو صِغر سنها ولم تشعر أن مركزها الاجتماعى كخادمة يمنع الناس من الاستماع لها. لقد رأت إنساناً ذا حاجة وآمنت أن الله يستطيع أن يسد حاجته ويشفيه من مرضه المُخيف، لذا تكلمت ولم تسكت.

ماأقل كلماتها .. «ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة» لكن ماأعظم ايمانها «فإنه كان يشفيه من برصه». إنها متأكدة تماماً من قدرة الله بواسطة النبى اليشع لذا فهى تتكلم بكل يقين وليس لديها أدنى شك فى ذلك. «آمنت لذلك تكلمت» (2كو4: 13).

أصدقائى الشباب. إيمان هذه الفتاة الصغيرة يخجلنا وشهادتها الأمينة لله تحفزنا. ينبغى أن نفتح أفواهنا ونشهد عن محبة المسيح لكل نفس نلتقى بها أو نوجد معها.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شهادة فتاة صغيرة
أنها كانت فتاة صغيرة إسرائيلية
إيمان فتاة صغيرة
عطاء فتاة صغيرة
عطاء فتاة صغيرة


الساعة الآن 11:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024