رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في احدى المناسبات، أفهمني يسوع أنه لمّا أصلّي على النّيات التي اعتاد الناس أن يعهدوا بها إليّ، فهو دائمًا على استعداد أن يعطيهم نعمه ولكن ترفض النفوس دائمًا قبولها. «يطفح قلبي برحمة كبرى للنفوس ولا سيّما الخطاة المساكين. لو استطاعوا فقط أن يفهموا أنني أفضل أب لهم وأن الدم والماء قد فاضا لأجلهم من قلبي كما من نبع تتدفّق منه الرحمة. لأجلهم أمكث في بيت القربان كملك الرحمة. أرغب أن أغدق نعمتي على النفوس ولكنها لا تريد أن تقبلها. تأتين أنت، على الأقل، كل ما استطعتِ وتتقبّلين تلك النِّعم التي ترفضها تلك النفوس. هكذا تعزّين أنت قلبي. آه! كم هي غير مبالية بنعم غزيرة كهذه وببراهين عديدة لمحبتي. يشرب قلبي فقط من نكران الجميل ومن النسيان الذي تبديه النفوس العائشة في العالم. عندها الوقت لكل شيء ولكن ليس عندها الوقت لتأتي وتقبل النِعم. لذا أتّجه نحوك، أنت النفوس المختارة، فهل أنت أيضًا تختلّفين عن فهم محبة قلبي؟ هنا أيضًا يخيبُ أملي فلا أجد انصياعًا كاملًا لمحبتي. هناك الكثير من التحفّظ، من فقدان الثقة ومن الحذر. دعيني أقول لكِ، بغية تشجيعك، أن هناك نفوسٍ تعيش في العالم وتحبّني كثيرًا ولكنها قليلة، إنني أسكن قلبها بفرح. وفي الدير أيضًا نفوس تملأ قلبي سعادة. فهي معجزة الملائكة والبشر ولكن عددها هو قليل. وهي حماية للعالم أمام عدالة أبي السماوي. وسبب الحصول على رحمة له. إن محبة وتضحية تلك النفوس تدعم بقاء العالم. إن خيانة نفس اخترتها خصيصًا، تجرح قلبي بألم أكثر إيجاعًا. تلك الخيانات هي أشبه بسيفٍ يجتاز قلبي». |
|