|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«عاصفة الحزم» ترسم خريطة التحالفات وسط مخاوف روسيا والصين
التحرير لا شك أن المواقف السياسية الكبرى تساهم إلى حد كبير في رسم صورة التحالفات الاستراتيجية في العالم، وما تعانيه اليوم منطقة الشرق الأوسط من صراعات سياسية واستراتيجية وطائفية، أسهم بحد كبير في وضع الخطوط العريضة للتحالفات التي يشهدها العالم. خريطة التحالفات ولعل أبرز هذه الصراعات هي العملية العسكرية التي شنتها المملكة العربية السعودية برفقة عدد من الدول الحليفة مثل "الإمارات والكويت والمغرب ومصر والجزائر وباكستان"، على مواقع جماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، ووضعت هذا الصراع بعض الدول أمام ضرورة اختيار أي الجهات التي ستذهب لها، حيث أعلن البعض مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي تأييدهم التام لعملية "عاصفة الحزم"، أو على النقيض كانت إيران هي القوة العسكرية الرافضة بشكل قاطع لهذه العملية العسكرية، فيما كان للبعض رأي آخر. روسيا في مأزق وواجهت دول مثل الصين وروسيا أزمات حقيقية في تحديد موقف واضح إزاء هذه الضربة العسكرية، حيث أعلنت موسكو، التي اكتفت بالتشديد على ضرورة الحوار الوطني في اليمن، أنها ترفض دخول كافة الأطراف في صراعات عسكرية، مطالبة كافة أطراف الأزمة بالتهدئة، ومواصلة السعي لحل سلمي يضمن سلامة الأوضاع في البلاد. وتبدو روسيا عند تبنيها لهذا الموقف في قمة الحرص، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تتمتع بعلاقات طيبة مع كافة أطراف الصراع في اليمن، حيث تواصل دعمها للملف النووي لإيران، التي تدعم العناصر الحوثية بشكل كبير، وهو الأمر الذي يجعلها تميل لرفض العملية العسكرية على الحوثيين، وفي الوقت نفسه ترى موسكو في مصر، التي أعلنت دعمها الفوري والعسكري غير المشروط للعملية، مدخلها لمزيد من النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي أخرج موقفها من "عاصفة الحزم" بهذه الصورة غير الواضحة، والتي تنم على معاناة الروس لصياغة موقف محدد لهم من الأزمة. وتداركت روسيا موقفها سريعًا، عندما أعلنت أنها لن تتخذ موقفًا معاديًا، مؤكدة أن تدفق السياح الروس إلى مصر سيستمر دون توقف، وهو ما يعد محاولة لطمأنة القاهرة على العلاقات الثنائية. الصين ضد واشنطن وامتنعت الصين، التي باتت معادية لأي قرار أمريكي، عن إعلان دعمها للعملية العسكرية في اليمن، وذلك بعدما انتظرت ظهور موقف واضح للولايات المتحدة، التي أعلنت دعمها اللوجيستي للعملية العسكرية السعودية. واكتفت الصين بالدعوة إلى حل الأزمة في اليمن عن طريق الحوار السياسي، معربة عن قلقها البالغ إزاء إمكانية تطور الأحداث بشكل سلبي في اليمن. |
|