قتيل بتجدد الاحتجاجات على الإساءة للإسلام وسط حالة تأهب وقرارات بمنع المظاهرات
سقط قتيل وأصيب عدد من الأشخاص بجراح في خضم الاحتجاجات التي تجددت اليوم في عدد من المدن والعواصم العربية والإسلامية للتنديد بالإساءة للإسلام من خلال فيلم "براءة المسلمين" الذي تم إنتاجه في الولايات المتحدة ونشْر صحيفة فرنسية رسوما مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقد احتدمت المظاهرات التي خرجت اليوم في مدن باكستانية عدة واتخذت طابعا عنيفا حيث اشتبك متظاهرون مع الشرطة في مدنية بيشاور مما تسبب في مقتل سائق كان ضمن طاقم تلفزيوني يصور المظاهرات. وحسب مسؤول في القناة التلفزيونية التي كان طاقمها في عين المكان، فإن السائق ربما أصيب برصاصة أطلقها أحد رجال الأمن عندما أضرم متظاهرون النيران في قاعة سينما. وفي المكان نفسه أصيب نحو 15 من المتظاهرين بجروح. وفي العاصمة إسلام آباد انطلقت مظاهرة ضد المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" التي نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للإسلام. واستعدادا لمواجهة الاحتجاجات المتوقعة اليوم بعد صلاة الجمعة، أوقفت الحكومة الباكستانية خدمات الهواتف المحمولة في أكثر من عشر مدن. وتجددت الاحتجاجات في باكستان رغم بث التلفزيون الباكستاني إعلانا أميركيا مسجلا للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، ويظهر في ذلك التسجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. كما شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور خروج مسيرتين شارك فيهما الآلاف احتجاجا على الإساءة للإسلام، إحداهما لجناح الشباب في ائتلاف أحزاب الجبهة الوطنية الحاكمة، والأخرى لحركة شباب أحزاب المعارضة. وأفاد مراسل الجزيرة نت في ماليزيا محمود العدم أن المسيرتين جرتا وسط تعزيزات أمنية مشددة. كما شهدت إندونيسيا مظاهرات عدة أمام البعثات الأميركية والفرنسية في عدد من مدن البلاد وذلك احتجاجا على الإساءة للإسلام، وخلال المظاهرات جرى ترديد شعارات غاضبة بينها "الموت لأميركا" و"الموت لفرنسا" ورفعت لافتات تطالب بمقاطعة المنتجات الأميركية. وفي مدينة بنغازي (شرق ليبيا) تباين الموقف بين دعوة كتائب أنصار الشريعة إلى احتجاجات على الإساءة للإسلام وبين دعوة كتائب مناوئة إلى مسيرة من أجل "إنقاذ بنغازي"، وذلك لمطالبة الحكومة المركزية بتحجيم الجماعات المسلحة التي لا يزال نفوذها كبيرا بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وتكتسي الاحتجاجات في بنغازي بعدا خاصا وذلك لكونها كانت مسرحا لأكثر فصول التنديد عنفا حيث تطورت الاحتجاجات يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري إلى أعمال عنف قتل فيها السفير الأميركي وثلاثة من الموظفين الأميركيين.
وتحسبا لتجدد الاحتجاجات، وضعت دول إسلامية عدة قواتها الأمنية في حال التأهب، وعززت إجراءات حمايتها للسفارات الغربية. كما منعت بعض هذه الدول تنظيم المظاهرات مخافة أن تتحول إلى أعمال عنف، وأغلقت بعض الدول الغربية سفاراتها في إجراء احترازي. فقد شددت الحكومة المصرية الخميس على أنها ستطبق القانون بكل حزم وقوة ضد من يتعرض للسفارات والبعثات الدبلوماسية والممتلكات الأجنبية في مصر. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري هشام قنديل في بيان إن الدولة مسؤولة عن هذه المقار وحمايتها وعدم المساس بها، وإنها ستطبق القانون بكل حزم وقوة ضد من يتعرض لها، معربا عن استنكاره الشديد لقيام مجلة فرنسية بنشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وفي اليمن عززت وزارة الداخلية إجراءات الحماية حول البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في العاصمة صنعاء تجنبا لتعرضها لأي اعتداء. وفي تونس قررت وزارة الداخلية منع مظاهرات كان من المقرر خروجها اليوم الجمعة للاحتجاج على نشر تلك الرسوم. وكانت المظاهرات التي شهدتها العاصمة التونسية الأسبوع الماضي احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام، قد أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص خلال محاولة اقتحام السفارة الأميركية هناك. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية خالد طروش للجزيرة إن الأمن التونسي سيتعامل بحزم لتنفيذ قرار الوزارة بمنع مظاهرات الجمعة, وأضاف أن هنالك نوايا لدى البعض للقيام بأعمال عنف في إطار المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية تنديدا بالإساءات المتكررة للإسلام.