كتاب تأملات في حياة القديس أنطونيوس
البابا شنوده الثالث
مقدمة
كانت كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا هي الفرع الرئيسي، الذي أقوم فيه بخدمة التربية الكنسية قبل سيامتي راهبًا...
فلما شاء الله أن أنزل للخدمة، كان من الطبيعي أن أدعى من هذه الكنيسة، لألقى كلمة عن القديس الأنبا أنطونيوس، في الأسبوع الروحي الذي تقيمه هذه الكنيسة كل عام بمناسبة عيد الأنبا أنطونيوس، في 22 طوبة (آخر يناير).
وهذا الكتاب ثمرة عدة محاضرات، ألقيت في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا. وكان يحيرني في كل عام، اختيار الموضوع الذي أقوله، وقد غطى المتكلمون قبلي جميع النقاط! وأتذكر أنني قلت لشعب الكنيسة في أحد أعياد الأنبا أنطونيوس: أن القديس الأنبا أنطونيوس له فضائل عديدة. ولعلكم قد سمعتم الكثير عنه في حفلاتنا التي تقام في الكنيسة كل عام... وفى طريقي في هذه الليلة إلى ههنا، كان يجلس معي في العربة الأب الموقر القمص إبراهيم عطية. فقلت له:
لست أدرى عن آي شيء أحدث الناس في هذه الليلة، فقد سمعوا كثيرًا عن الأنبا أنطونيوس، وليس من جديد؟!
كل عام يسمعون كل شيء عن الأنبا أنطونيوس، أو يُخَيَّل لنا أن كل شيء قد قيل.
فما هو الجديد الذي يمكن أن يقال لهم عن الأنبا أنطونيوس؟ لست أعلم.
فأجابني.. أن المياه يشربها الناس كلهم، ولا يسأمونها أبدًا.
فقلت: ولكن المياه لا يشربها العقل. أن المعدة لا تسأم الشيء المتكرر، أما العقل فيسأمه. لو كان العقل يشرب الماء باستمرار، لتبرم منه..
حقا، ماذا نقول عن الأنبا أنطونيوس؟
ولعلني أكون قد اخترت بعض النقاط التي لم يتعرض لها المتكلمون.
هذه أقدمها لك أيها القارئ المحبوب، في هذا الكتاب.
شنوده الثالث