رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْمُزَعْزِعُ الأَرْضَ مِنْ مَقَرِّهَا، فَتَتَزَلْزَلُ أَعْمِدَتُهَا [6]. إن كانت الأرض تبدو كأنها مستقرة على أعمدة ليس من يقدر أن يزعزعها، فإنها بأمر خالقها تتزعزع، وليس ما يوجد من يدعمها. من الجانب الرمزي، رأينا أن الجبال تتزحزح بمعنى أن المتشامخين الذين يسكنون قمم الجبال يتعرضون للدمار خلال البروق الإلهية. هذا ومن جانب آخر، فإن الناموس والآباء والأنبياء هم جبال مقدسة عالية، تتحرك من أيدي اليهود الحرفيين في فهمهم إلى أبناء العهد الجديد الذين انكشفت لهم الحكمة الإلهية، وتعرٌفوا على سٌر المسيح المكتوم. بنفس المنطق بالنسبة للأرض فإنها تشير إلى الأشرار الذين صاروا ترابًا كأبيهم آدم الأول، حيث قيل له: أنت تراب، وإلى التراب تعود". الآن إذ نزل السماوي إلى أرضنا، وحل بيننا، صار كواحدٍ منا، صرنا نتمتع بالحياة السماوية، فنسمع الصوت الإلهي: "أنت سماء وإلى السماء تعود". وحل بيننا، وصار كواحدٍ منا، صرنا نتمتع بالحياة السماوية، فنسمع الصوت الإلهي: "أنت سماء وإلى السماء تعود". * قائد المئة الغريب يعرف، بينما اللاوي الذي من خاصته لم يعرف. الأممي سجد له، والعبراني جحده. لهذا فإنه ليس بالأمر غير المعقول أن أعمدة العالم قد تحركت (أي 9: 6) عندما لم يؤمن رؤساء الكهنة. لقد تحركت الأعمدة لكي تحتل مكانها أعمدة جديدة. كما لو أن الله نفسه حسب ذلك لائقًا أن يقول:" أنا أقمت أعمدتها" (مز 75: 3). تعلموا أية أعمدة أقامها: "يعقوب وصفا ويوحنا المعُتبرون أنهم أعمدة أعطوني وبرنابا يمين الشركة" (غلا 2: 9). القديس أمبروسيوس * أريدكم أن تحفظوا أذهانكم في هذه الأمور على الدوام (كو 1:3). فإن اهتمامنا بها يحررنا من الأرض وينقلنا إلى السماء. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس إكليمنضس السكندري بالحق لم تكن هجرة جسدية - كما أظن - إنما كانت تُعدهُ لمعرفة تلك الأمور التي تكتشفها الروح. بتركه وطنه، أي خروجه من ذاته، خارج دائرة الأفكار الدنيئة والأرضية، رفع إبراهيم ذهنه قدر المستطاع فوق الحدود العامة للطبيعة البشرية، وتخلي عن ارتباط النفس بالحواس. هكذا إذ لم تعقه تعلقات الحواس، صار عقله نقيًا، يدرك ما هو غير منظور، ولم يعد السمع والنظر يسببان لذهنه خطأ بسبب المظاهر . القديس غريغوريوس أسقف نيصص العلامة أوريجينوس * حقًا لقد جاء السيد ليُلغي الأمور القديمة ويدعونا إلى وطن أعظم. إنه يصنع كل شيء ليعتقنا من الأمور غير الضرورية، ومن عاطفتنا نحو الأرض. لهذا السبب أشار إلى الوثنيين أيضًا قائلًا: "إن هذه كلها تطلبها الأمم" (مت 33:6)؛ التي تقدم تعبها كله من أجل الحياة الحاضرة، ولا تبالي بالأمور المقبلة، ولا بأي فكر سماوي. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|