|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذين انتقلوا, قد سبقونا إلي الحياة الأبدية للقديس كبريانوس الشهيد أسقف قرطاجنة [لا ينبغي علينا أن نبكي إخوتنا الذين قد اجتذبتهم دعوة الرب من هذا العالم, لأننا نَعْلَم أنهم لم يَفْنَوْا, بل فقط سبقونا في الارتحال. إنهم قد تركونا – كمسافرين مُرتحلين - وأسرعوا في الإبحار قبلنا. فلا ينبغي, إذن, أن نبكيهم؛ بل أن نَغِيرَ منهم. ولا أن نلبس هنا ملابس الحداد الداكنة؛ بينما هم, هناك, قد لبسوا ثياب الفرح البيضاء. لا يليق بنا أن نُعطي فرصةً لغير المؤمنين أن يُعيِّرونا, بسبب أننا نحزن علي أولئك الذين نُصرِّح بأنهم أحياءٌ عند الله, كما لو أنهم تلاشوا وفَنَوْا. نحن نخون رجاءنا وإيماننا, فيبدو أنَّ ما نقوله ونُنادي به وكأنه خيالٌ واختلاقٌ وخداع. إنه لا يُجدينا شيء أن نتشبث بالشجاعة بالكلام, وننقض الحقيقة بالأعمال ... فالمسيح ربنا وإلهنا يُنبِّهنا بهذه الأقوال: "أنا هو القيامة والحياة. مَنْ يؤمن بي, ولو مات, فسيحيا. ومَنْ آمن بي, فلن يموت إلي الأبد" (يو11: 25, 26). فإن كُنَّا نؤمن بالمسيح, وإن كان لنا ثقة في كلامه وفي مواعيده, وإن كان لا يمكن أن نموت أبداً؛ فلنتقدَّم بفرحٍ واثق نحو المسيح, الذي معه سنحيا ونملك إلي الأبد. عندما نموت, فنحن في الواقع نعبُر – بالموت – إلي حياة الخلود. والحياة الأبدية لا يمكن أن تُعطَي لنا, إلاَّ إذا خرجنا من هذا العالم. فالموت ليس محطَّة نهاية؛ بل هو طريق العبور. فنهاية رحلتنا, في هذا الزمان, هي نقطة انطلاقنا إلي الأبدية] [القديس كبريانوس الشهيد أسقف قرطاجنة (205 – 258م] |
|