كتاب هناك كنت معه - أ. حلمي القمص يعقوب
لقاء وإهداء
*إلى أبي الحبيب القمص بيشوي كامل..
الذي غيَّر نظرتنا للصليب من مجرد ظلمٍ وقهرٍ إلى حب وفخار..
الذي فجَّر لنا طاقات الحب اللانهائية من جنب المصلوب..
الذي جثا تحت أقدام الصليب فارتوى، ثم روى نفوسنا العطشى..
*منذ ثمانية وثلاثين عامًا أقبلتُ إلى الإسكندرية، وبشغف زائد ركضت إلى كنيسة مارجرجس باسبورتنج، وفي أول لقاء مع أبونا بيشوي (الذي طالما سمعتُ عنه) سلَّمت عليه وشدَّدت على يده، ولوقته أدرك أنني أُريدُ أن أقول له شيئًا، فشدَّ على يدي..
التقيت معه، وأعطاني الله حسب اشتياقات قلبي، إذ صار (أبونا بيشوي) أب اعترافي، وقد أوصاني بتدريبين، نجحتُ في أحدهما وفشلتُ في الآخر.. راق لي التدريب الأول كثيرًا وهو كتابة تأملاتي اليومية حول آية من آيات الكتاب المقدَّس، وفشلتُ في التدريب الثاني وهو التأمل لمدة عشرة دقائق يوميًا في صورة يسوع المصلوب..
هل كان قلبي أغلظًا إلى هذه الدرجة؟!..
وهل مازال هكذا؟!..
همست لأب اعترافي بإحساسي، فلم يثقل عليَّ..
*واليوم، وبعد مرور عشرات السنين اسمح لي يا أبي أن أُهديك روايتي هذه، فهي من نبع فيضك.. مُلتمسًا منك أن تمسحها بيدك المباركة التي بها شدَّدتُ على يدي من قبل، لكيما يلتقي إلهك المصلوب عنا بالقارئ عبر السطور والمشاعر والأحاسيس، وليفجر في قلوبنا طاقات الحب التي أودعها إيانا..
صلِ من أجل ضعفاتي وزلاتي وخطاياي الكثيرة.