|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة لاتحتد, ولاتظن السوءولاتفرح بالإثم, بل تفرح بالحق بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث الذي يحب,لايحتد علي من يحبه,أي لايغضب عليه,ولايثور,ولايعامله بحدة,أي بشدة وعنف .بل علي العكس يعامله بوداعة,وبحب,وطيبة قلب. وحسنا قال القديس بولس الرسول عن المحبة إنها لاتحتد,بعد قوله إنها لاتطلب مالنفسها.. فطبيعي أن الذي لايطلب ما لنفسه,لايحتد.إنما يحتد الذي يطلب لنفسه كرامة ومعاملة خاصة,ولايجد ذلك.ويحتد الذي يطلب لنفسه طاعة وخضوعا,ولايعامل هكذا,أ ما أن كان لايطلب لنفسه شيئا من هذا كله وأمثاله,فطبيعي إنه لايحتد. كذلك فإن الاحتداد لايتفق مع الصفات الأخري للمحبة. فما دامت المحبةتتأني وتترفق,فإنها بالتالي لاتحتد,لأن الحدة ضد الرفق,والذي يتأني ويطيل أناته,فإنه لايحتد.ومادامت المحبةلاتنتفخ ولا تتفاخر,فطبيعي إنها لاتحتد كذلك مادامت المحبة لاتقبحفإنها لاتحتد لأن الإنسان يحتد بسبب مايراه قبيحا أمامه.كذلك مادامتتصدق كل شيء,وتصبر علي كل شيء,فإنها لا تحتد,لأن الحدة لاتتفق مع الصبر...ومادامت تصدق من تحبه,فلماذا إذن تحتد عليه؟! وهكذا نجد أن صفات المحبة تتفق مع بعضها البعض.. والإنسان بطبيعته قد يحتد علي عدو,أو علي مخالف ومعارض,أو علي مقاوم أو عنيد.ولكنه لايحتد علي حبيب.حتي إن أخطأ,يميل إلي مسامحته والتغاضي عن أخطائه.وكما يقول المثل العامي حبيبك يبلع لك الظلطأو كما يقول الشاعر في نفس هذا المعني: عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا. وأعظم مثل للمحبة التي لاتحتد,الله تبارك اسمه. الله محب البشر,الذي قيل عنه في المزمور إنهلم يصنع معنا حسب خطايانا,ولم يجازنا حسب آثامنابل إنهكبعد المشرق عن المغرب ,أبعد عنا معاصينامز103:12,10.. الله الذي قال عنه يوئيل النبي إنهرؤوف رحيم,بطيء الغضب وكثير الرأفةيوء2:13,وقال عنه يونان النبي إنهبطيء الغضب وكثير الرحمةيون4:2..وهكذا قال أيضا داود إنه رؤوف وطويل الروح وكثير الرحمةمز103:8. إنه الله الذي لم يحتد علي أحباء كلموه بأسلوب يبدو شديدا.. لم يحتد علي حبيبه إبراهيم حينما قال لهحاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم..حاشا لك ,أديان الأرض كلها لايصنع عدلا؟!تك18:25. بل لم يحتد أيضا علي حبيبه أيوب حينما قال له لاتستذنبني فهمني لماذا تخاصمني؟أحسن عندك أن تظلم؟!أن ترذل عمل يديك,وتشرق علي مشورة الأشرارأي10:2-3كف عني,فأبتلج قليلا-أي 10:20ماذا أفعل لك يا رقيب الناس.لماذا جعلتني عاثورا لنفسكأي7:20. ولم يحتد الرب أيضا علي حبيبه موسي حينما قال لهارجع يارب عن حمو غضبك,واندم علي الشرخر32:12.إنما استجاب له ولم يفن الشعب في عبادته للعجل الذهبي. ولم يحتد الرب علي أحباء له وقعوا في أخطاء شديدة: لم يحتد علي تلميذه بطرس الذي أنكره ثلاث مرات,بل كلمه بلطف بعد القيامة,ورفع روحه المعنوية بقوله لهأرع غنمي.أرع خرافييو21:15-17. ولم يحتد علي تلميذه توما الشكاك الذي قال إن لم أبصر في يديه أثر المسامير,وأضع أصبعي في أثر المسامير,وأضع يدي في جنبه لا أؤمنيو20:25.إنما ظهر له الرب,وحقق له ما أراد دون أن يحتد عليه وقال له في رفقلاتكن غير مؤمن,بل مؤمنا.. ومن قبل الصلب,لم يحتد علي التلاميذ الذين لم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة في أشد الأوقات.بل في رقة أوجد لهم عذرا بقولهأما الروح فنشط,وأما الجسد فضعيف...ناموا الآن واستريحوامت26:45,41. فعل الرب هذا لأنه يحبهم,والمحبة لاتحتد. توجد أمثلة أخري لهذه القاعدة في حياة القديسين منها موسي النبي,الذي لم يحتد علي هارون ومريم لما تكلما عليه في زواجه بالمرأة الكوشية,إذ كان الرجل موسي حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرضعد12:3...بل إنه لما عاقب الرب مريم بسبب جرأتها علي موسي,تشفع فيها موسي وطلب من الرب مسامحتهاعد12:13. هذه هي المحبة التي ليس فقط لاتحتد بل تشفع. مثال آخر هو داود النبي في معاملته لأبشالوم.. أبشالوم الذي خان آباه داود,وأساء إليه,وقاد جيشا ضده ليستولي علي ملكه..لم يحتد عليه داود,بل قال لرجال جيشهترفقوا بالفتي أبشالوم2صم18:5,ولما انتصر جيش داود ,كان كل همه لمن بشروه بالانتصار أسلام للفتي أبشالوم 2صم18:32,29.ولما علم بموته,بكي عليه وأبكي الشعب كله. مثال آخر هو أبونا أسحق الذي لم يحتد علي يعقوب لما خدعه.. خدعه يعقوب أباه وقال لهأنا عيسو بكركتك27:19ونال البركة بمكر.ولما عاد عيسو,واكتشف أسحق الخدعة,لم يحتد علي يعقوب,بل قالنعم,ويكون مباركاتك27:33...إنها المحبة التي لاتحتد. يذكرنا هذا كله وغيره بمحبة الأم لطفلها ورضيعها ما أكثر ألوان الإزعاج التي يسببها الرضيع لأمه بحيث لاتعرف معني الراحة والنوم,ولكنها لاتحتد عليه لأنها تحبه.وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لاتحتد بالنسبة إلي رضيعهالكي يمكنها أن تهتم به وتربيه... المحب لايحتد علي حبيبه,لأنه يود الاحتفاظ بمحبته. لايريد أن يفقد محبته,أو أن يعكر جوها بالحدة وكذلك لأنه يحبه,فلا يريد أن يخدش شعوره بأي لون من الاحتداد.وأيضا لأنه يأخذ كل تصرفاته بحسن نية,ولا يظن به السوء,لأن المحبة لاتظن السوء. المحبة لاتظن السوء ,فلا تحتد.. حتي في الأخطاء الواضحة,لا تري أن من ورائها قصدا سيئا,ربما تعزوها إلي الجهل أو عدم الفهم,أو لنية طيبة...المحبة أن تعيش مع من تحبه في جو من الثقة,ولا تشك في تصرفاته ولا في نواياه,مهما بدا التصرف غريبا. السيد المسيح لم يفقد الثقة في محبة تلاميذه علي الرغم من أخطائهم. ناموا في بستان جثسيماني وقت جهاده.وهربوا وقت القبض عليه,واختفوا في العلية خائفين من اليهود وشكوا في قيامته.ولم يصدقوا المجدلية ولا تلميذي عمواسمر16:9-12.كذلك لما تحدث النسوة عن القيامة تراءي كلامهن لهم كالهذيان,ولم يصدقوهنلو24:11وعلي الرغم من كل ذلك بقيت محبة السيد الرب لهم كما هي.ولم يحط إخلاصهم بشيء من سوء الظن,حسبما يحكم الآخرون..!طبعا بالنسبة للسيد المسيح لانستعمل عبارة الظن,لأن كل معرفته يقينية,لكن نقول إن ثقته فيهم بقيت كما هي,علي الرغم من سوء موقفهم وكثرة أخطائهم. ونحن في علاقتنا مع الرب نفعل هكذا.. مهما أصابتنا التجارب والضيقات والأحزان من كل ناحية,لانشك في محبة الله لنا,ولانظن السوء كأن الله قد تخلي عنا,بل نقول في ثقةكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون اللهرو8:28,جاعلين أمامنا قول القديس يعقوب الرسولأحسبوه كل فرح يا إخوتي,حينما تقعون في تجارب متنوعةيع1:2. وبالمثل في علاقتنا مع الآباء الروحيين والجسديين. لانظن السوء في أي أمر منهم أو أي تصرف,مهما بدا لنا غريبا.إنما نقول لعل هناك حكمة وراء ذلك لاندركها الآن.وهكذا نفعل مع إخوتنا ومع زملائنا في الخدمة,لأن المحبة لاتظن السوء. وبهذا المبدأ يسود السلام في الأسرة وفي المجتمع. لأن ظن بالسوء,بالإضافة إلي كونه ضد المحبة والثقة,فإنه يشيع الشك والتخوف ,مما يسبب تفكك العلاقات ,وعدم القدرة علي التعاون,وكذلك عدم تصديق أية كلمة ,والشك في أي تصرف,كما قد يحمل لونا من الظلم للآخرين وقد يكونون أبرياء,عدم ظن السوء وهو من صفات المحبة,يعطي شعورا بالأمان والاطمئنان. ننتقل إلي صفة أخري من صفات المحبة وهي: المحبة لاتفرح بالإثم,بل تفرح بالحق. إن العدو هو الذي يشمت في عدوه,ويفرح بما يحل به من ظلم,أمام ما يرتكبه من أثم يسيء إليه.ولكن المحب ليس هكذا إنه يعامل حتي العدو بمحبة حسب وصية الربأحبوا أعداءكممت5:44ويضع أمامه قول الكتاب: لاتفرح بسقوط عدوك.ولايبتهج قلبك إذا عثرأم34:17. إن يعقوب لم يفرح,لما انتقم شمعون ولاوي من شكيم لما أذل اختهما دينه وقال لهماكدرتمانيتك34:30.وداود النبي لم يسر بمن بشره بموت أبشالوم,بل بكي2صم18..عموما الشماتة شيء رديء. علي أن عبارةالمحبة لاتفرح بالإثم,توجد في بعض الترجمات هكذاالمحبة لاتفرح بالظلمفإن تعرض عدوك لظلم,لاتفرح بهذا,لأنه شماتة لئلا يري الرب ذلك فيستاء,بل إن استطعت أن تنقذ عدوك إذا سقط ,يكون هذا نبلا منك ومحبة.إن السامري الصالح,لما رأي يهوديا من أعداء جنسه وقد اعتدي عليه اللصوص وتركوه ما بين حي وميت,لم يفرح بأذيته ولا بالظلم الذي وقع عليه,بل في محبة عالجه وأنقذهلو10:23. المحبة تفرح بالحق,لأنه يوافق مشيئة الله.لذلك يسرها أن كل إنسان ينال حقه,ولايحيق به ظلم,حتي إن كان عدوا.لذلك فالإنسان المحب يدافع عن المظلومين,ولو كانوا من خصومه أو مقاوميه ويمكن أن نأخذ هذه الوصية من جهة محبتنا لله.فإذا نحن أحببنا الله,لانفرح بالإثم,بل نفرح بالحق.لأن الإثم عداوة لله الذي نحبه.والحق هو الله.وقد قال الرب وتعرفون الحق والحق يحرركميو8:23.ففي محبتنا لله,لابد أن نلتصق بالحق.ولذلك فإن الذي يدافع عن الباطل,ولو باسم الشفقة,هو بعيد عن الحق,وبالتالي هو بعيد عن الله... نكتفي بهذا الآن,وإلي اللقاء في العدد المقبل إن شاء الرب وعشنا. |
24 - 08 - 2016, 11:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المحبة لاتحتد, ولاتظن السوءولاتفرح بالإثم, بل تفرح بالحق
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة لاتسقط أبدا 1كو13 :8 |
المحبة لاتحسد1كو13:4 |
المحبة العملية لا بالكلام و لا باللسان,بل بالعمل و الحق(1يو3:18) |
المحبة.. أهميتها, عناصرها وشمولها 17/07/2011 |