رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"بَلْ كُنْتُ أُشَدِّدُكُمْ بِفَمِي، وَتَعْزِيَةُ شَفَتَيَّ تُمْسِكُكُمْ". [5] في صراحة تحدث أيوب مع أصدقائه أنهم حتى على المستوى الاجتماعي العادي لم يراعوا أبسط قواعد الصداقة. وأنه لو حدث تبادل في المواقف لكان يمكنه أن يفعل معهم ما فعلوه معه، وهو تقديمه تعزيات بالفم واللسان والتظاهر بكلمات الحكمة دون مشاركة المشاعر الصادقة. وكأنه يطالبهم أن يبادلوه موقفه ولو إلى برهة حتى يشعروا بالسهام التي يصوبونها ضده بكلمات تعزية فارغة. كان يليق بهم أن يجبروا عظامه المكسورة بكلماتهم اللينة مع قلب محبٍ، لا أن يكسروا عظامه بعنف قلوبهم. يقول إشعياء النبي: "أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المعيي بكلمة" (إش 50: 4). فالذي انهار وصار مريضًا جدًا يحتاج إلى دهن طيب يسنده، لا إلى كلمات لاذعة تحطمه بالأكثر. |
|