منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2023, 07:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

مريم | لا خمر ولكن ايمان أكثر






لا خمر ولكن ايمان أكثر

ان مقولة مريم ليسوع:” «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ»(يوحنا3:2) يظهر أيضا ايمانها العظيم. ان يسوع ببساطة ضيف في حفلة العُرس ولم يكن مسؤلا عن ذلك الإحتفال وليس لديه مكان لتخزين النبيذ، لذلك ومن الوجهة البشرية لم يكن يسوع هو الشخص الذي يمكن طلب المساعدة منه. ان الأختيار الطبيعي سيكون طلب المساعدة من الخادم المسؤول عن العُرس وكذلك الخدام او عائلة العريس او العروس. مهما كان الأمر كان لغريزة مريم ان تتجه ليسوع في ذلك المأزق وتقول له:” «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». انها تؤمن ان يسوع يمكنه ان يفعل شيئا في هذا وتترحى انه سيعمل نوع ما من عمل غير عادي لتجنب تلك الكارثة.

ما الذي يجعل إيمان مريم في يسوع يظهر بهذه الصورة هو في الحقيقة انه حتى تلك اللحظة كما أشار الأنجيل انه لم يصنع اية آية أمام الجموع. انها مازالت مؤمنة في قوة ابنها الفوق الطبيعة وتؤمن انه قادر على المساعدة. بهذه الطريقة توقعت الأيمان الكبير الذي سيتكلم عنه يسوع لتوما الرسول “طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»(يوحنا29:20). ولقد علّق احد مفسري الكتاب المقدس قائلا:” ان كلمات الرب يسوع لتوما تنطبق تماما على اقتراب مريم في عُرس قانا الجليل فهي لم ترى معجزة ولكنها آمنت”، والبابا يوحنا بولس الثاني علّق بنفس المعنى قائلا:” ان مريم هنا انطلقت بإيمان الرسل الذين سيأتوا ليؤمنوا بيسوع فقط بعد ان يشهدوا معجزة تحويل الماء الي خمر”هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ”(يوحنا11:2). مريم من ناحية أخرى آمنت بقوة ابنها الفوق الطبيعة قبل ان تراها منفذة

“وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»(يوحنا3:2-5).

بعد ذلك نأتي الى اكبرتوتر محيّر وُجه الي مريم جاء ذكره في الأنجيل، فبعد ان قالت مريم ليسوع “ليس لهم خمر”، اجابها يسوع قائلا: “ما لي ولكِ يا امرأة لم تأت ساعتي بعد”(يوحنا4:2). من اول وهلة تبدو تلك الكلمات من يسوع قاسية-كما لو ان يسوع يدفع امه بعيدا. تخيل في عالم هذا القرن الـ 21 ام تدعو ابنها على مائدة العشاء والإبن يجيب:” «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». من منظور عالمنا الحديث فتلك الكلمات تشابه الي حد كبير كلمات متوقعة من ابن مراهق متهور وليست كلمات من ابن الله القدوس. ولكن اذا اعتبرنا ما الذي يقوله يسوع على ضوء الثقافة اليهودية القديمة ومن سياق ارحب لحفل عُرس في قانا هناك اربع حقائق تلتقي تجعل الأمر واضح كلية من ان تلك الكلمات لا تعكس معارضة عدوانية بين يسوع ومريم ولكن بدلا

من ذلك شيئ إيجابي وفي الحقيقة شيئ جميل عن علاقتهما معا.

أولا، في انجيل يوحنا استعمل يسوع لقب “امرأة” ليوجهه بأدب نحو نساء لهن مكانة إيجابية معهن، وهذا يمكن مشاهدته مثلا عندما ظهر يسوع لمريم المجدلية في صباح احد القيامة:” قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟»(يوحنا15:20)، وعندما غفر يسوع الخطايا لإمراة قد أمسكت في زنا”قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»(يوحنا10:8)، وعندما وجه المرأة السامرية للإيمان بالمسيّا قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ”(يوحنا21:4).

اذا ما اعتبرنا تلك الطريقة الإيجابية التي يدعو فيها يسوع والتي تظهر في انجيل يوحنا فدعوة يسوع لمريم “امرأة” لا تشير الى نقص في الإحترام او تقليل الشأن.

ثانيا، في الزمن الأنجيلي يمكن للرجل ان يوجه لأنثى لقب “امرأة”، ولكن لا يوجد في أي موقع في العالم اليوناني-الروماني القديم او في اسرئيل القديمة نجد مثال لإبن يوجه لأمه بهذا اللقب. يسوع يوجه لأمه ويناديها “امرأة” يبدو فريدا بكل هذا الغموض، ولكن هذا يمكن ان يقترح بأن يسوع له غرض خاص في فكره عندما ناد امه ب”أمرأة”- غرض يكون ابعد عن طريقة عادية متواضعة يوجهها لنسوة آخرين. عندما يطبق هذا على مريم هذا اللقب “امرأة” على الأرجح له بعض الأهمية وله معنى رمزي.

ثالثا، لنضع في الإعتبار كيف ان مريم قد فسّرت كلمات يسوع، فهل هي ابتعدت من المشهد شاعرة بالحزن او الأذى او بالرفض بأي طريقة؟ لا ولكن كان العكس فلقد سمعت كلمات يسوع وعلى الفور قالت للخدام :”مهما قال لكم فافعلوه”(يوحنا5:2). ان مريم قد فسّرت رد المسيح بطريقة إيجابية وبإيمان كله ثقة ان يسوع سيحقق طلبها وقالت للخدام ان يكونوا مستعدين ان يفعلوا مهما ما يأمر به ابنها.

أخيرا، ان الإجراءات اللاحقة التي هي تبدو في صالح طلب مريم وليس فقط ان يسوع قام بالعمل ولكنه اعد كميات كبيرة من النبيذ اكثر مما طلبته أمه منه او أي شخص في العُرس يمكن تصوره. كل من الأجران الستة والمستخدمة في التطهير (يوحنا6:2) ستحمل حوالي 15-24 جالون من الماء، وهكذا عندما سأل يسوع ان تملأ تلك الأجران بالماء ثم يتحول كل هذا الماء الي نبيذ فهو بهذا قد وفّر حوالي 120 جالون من النبيذ لحفل الزواج. اذا ما كان ذلك النبيذ الرائع والأكثر وفرة يعني شيئ فهو قد يعني للبعض رقض لطلب مريم فمن الصعب ان نتخيل ماذا يعني الإنجاز اذا لم يكن تحقيق الطلب وبأكثر مما قد تم طلبه. بعيدا عن رفض الطلب لمريم فإن إجابة يسوع بطريقة فاقت كل التوقعات.

صلاة: أيّها الإله الأزليّ القدير، الذي أوحيت إلى القدّيسة مريم البتول، وهي حامل بابنك المتجسّد، أن تخرج إلى زيارة أليصابات وهي حامل بيوحنا وتخدمها، إجعلنا ننقاد إلى صوت الرّوح القدس، فتعظمك نفوسنا وتبتهج بك أرواحنا مع البتول أمّنا للأبد. بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

اكرام: استعد استعدادا حسنا للاعتراف والتناول

نافذة : ياشفاء المرضى اشفي امراضنا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يظهر ايمان المسيحيون الأوائل في إنتقال مريم العذراء الى السماء
ايمان مريم في البشارة نموذج لإيماننا
القديسة مريم المصرية من أكثر خاطئة إلى أكبر تائبة
ايمان مريم
ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه


الساعة الآن 01:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024