رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* إذ جاء يسوع قاتل الموت، والتحف بجسدٍ من نسل آدم، وصُلب بجسده، وذاق الموت، وعندما أدرك الموت أنه قد جاء إليه ارتعب في موضعه، وارتبك إذ رأى يسوع. لقد أغلق أبوابه ولم يرد أن يلتقي به. عندئذ فجَّر أبوابه، ودخل إليه وسلبه غنائمه. وعندما رأى الأموات نورًا في الظلمة، رفعوا رؤوسهم من عبودية الموت، وتطلعوا ورأوا سمو المسيا الملك. عندئذ جلست قوات الظلمة في حدادٍ، إذ سُلبت سلطة الموت منهم. ذاق الموت الدواء القاتل له، وسقطت يداه، وتعلم أن الأموات سيقومون ويهربون من سلطانه. وإذ أصاب (يسوع) الموت بسلبه ممتلكاته ولول وصرخ عاليًا في مرارة، قائلًا: "أبعد عن مملكتي، لا تدخلها. من هو هذا الحي الذي يدخل عالمي؟" وإذ كان الموت يصرخ مرتعبًا (إذ رأى الظلمة بدأت تزول، وقام بعض الأبرار الراقدين ليصعدوا معه) أدرك أنه عندما يأتي في كمال الزمن، سيخرج كلالمحبوسين من تحت سلطانه، ويذهبون ليروا النور. لذلك عندما أكمل يسوع خدمته بين الموتى، أخرجه الموت من مملكته، ولم يسمح له بالبقاء فيها. وحسب أن افتراسه له كبقية الموتى ليس فيه مسرة، إذ ليس له سلطان على القدوس، ولا يقدر أن يحل به فساد... كما أن الإنسان متى أخذ سمًا في الطعام الذي يُعطَى للحياة، ويدرك في نفسه أنه أكل سمًا في الطعام، يتقيأ الطعام المختلط بالسم من بطنه، لكن تبقى فاعلية السم عاملة في أعضائه، حتى ينحل كيان الجسم قليلًا قليلًا ويفسد. هكذا موت يسوع أبطل الموت، إذ به تملك الحياة، ويبطل الموت، هذا الذي يُقال له: "أين غلبتك يا موت؟" (1 كو 55:15) . القديس أفراهاط |
|