13 - 09 - 2021, 11:03 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
فقال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب...
فقال لرجاله حاشا لي من قِبَل الرب
أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب
( 1صم 24: 4 ،6)
الأسباب التي تحمله على الصفح عنه بل وحمايته أيضاً أقوى من تلك التي كانت تحمله على قتله. من هذه الأسباب أن داود لم يقف عند حد أفكار البشر، بل سما في مستواه حتى أمكنه أن يكون له شركة في أفكار الله، فاستطاع وهو تحت الناموس أن يطبق على نفسه القول الوارد في الإنجيل "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم". فمعاملة الرحمة والنعمة هذه الموجودة أزلياً في قلب الله من نحو الإنسان انسكبت في قلب داود وظهرت في حياته، فكانت تصرفاته تليق بأولاد الله. وفي هذا نرى أن نعمة الله كانت باعثاً قوياً على إضعاف بل وإماتة تأثير البواعث الأخرى التي كان ينتظر أنها تدفع داود لينتقم لنفسه. وعلى قدر ما كانت هذه البواعث قوية ووجيهة، فبذات القدر أظهرت النعمة أمجادها في الانتصار عليها.
|