توبيخه لتلميذه تادرس لاستسلامه للراحة الجسدية وشكواه من ألم:
حدث بينما كان الأخوة يقومون بالحصاد وتادرس يعمل معهم وهو صائم أن شعر بارتفاع حرارة رأسه. ومن بعد انتهاء العمل جلس يستظل، فمر به الأب باخوميوس وقال له بوجع قلب: أتستظل يا تادرس؟ فقام تادرس بسرعة. ولما كان المساء تقدم تادرس اليه وقال: يا أبي أني أشعر بألم في رأسي بسبب ضربة الشمس. فقال له الأب: يا تادرس، إن رجلاً راهباً يسلك في طريق الكمال اذا مكث يعاني مرضاً في جسده عشرين عاماً وهو متألم يجب ألا يشكو لأحد من الناس الا من تلك الأمراض التي لا يمكنه أن يخفيها، وهذه الأخرى أيضاً عليه أن يحتملها علي قدر قوته وألا يعطي نفسه راحة الا في أمر يفوق طاقته، لأنه مكتوب أن الروح مستعدة والجسد ضعيف. هل تظن أن تقطيع الأعضاء والحريق وحده شهادة؟ لا! بل أيضاً تعب النسك والضربات التي من الشياطين والأمراض، فمن يحتمل كل ذلك بشكر فذلك هو الشهيد وألا فما الحاجة لان يكتب بولس الرسول: (اني أموت كل يوم) فانه لم يكن يموت في الظاهر كل يوم بل كان بصبر يحتمل ما يأتي عليه وكذلك رجال الله اليوم اذا كانوا في أمراض ويخفونها عن الناس فانهم يعتبرون شهداء أيضاً.