رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معيته للخدام... "لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك. تشدد وتشجع. لأنك أنت تُقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أُعطيهم" [5-6]. إن كان الله قد دعى يشوع للعمل، إنما ليكون الله نفسه هو العامل به وفيه... "كما كنت مع موسى أكون معك". كأنه يقول له: "إن كان موسى قد نجح في تحقيق رسالته فأنا سرّ نجاحه، وأكون أيضًا معك كسرّ نجاحك! خلال هذه المعية الإلهية لا يكون للخادم عدو شخصي، فيرى كل الناس أحباء له، يشتهي خلاصهم. وإن وجد مقاوم فهو عدو الخير الذي يُهيج الناس، وليس الناس أنفسهم، لذلك يقول له: "لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك" [5]. لا يعني هذا أن الخادم لا يجد من يقاومه، إنما يدرك أن المقاوم الحقيقي هو رئيس مملكة الظلمة! في هذا يقول الرسول: "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12). وخلال المعية مع الله أيضًا يدرك الإنسان أنه مختف في الله قائد المعركة الحقيقي فلا يخاف ولا يرهب قوات الظلمة، لأنها ليست ثائرة عليه وإنما على القائد الإلهي نفسه. لهذا يؤكد الله ليشوع: "لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع". فالله يُريد في خدامه أن يكونوا مملوئين رجاء وثقة فيه، كما يثق الجند في قائدهم. هذا ما نلمسه بقوة في كلمات معلمنا بولس الرسول الذي أدرك أن سيده هو الغالب الحقيقي، الذي غلب كرأس حين جاءنا بالجسد، ولا يزال يغلب قوات الظلمة خلال الجسد أي خلال خدامه وكنيسته، إذ يقول: "شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2 كو 2: 14). كما يقول: "في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو 8: 37). |
|