رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ، فَلاَ يَرْجِعُنَّ إِلَى الْحَمَاقَةِ [8]. جاءت الترجمة القبطية عن السبعينية: "سأسمع ما يتكلم به فيَّ الرب الإله. لأنه يتكلم بالسلام على شعبه وعلى قديسيه وعلى الراجعين إليه بكل قلبهم". إذ كان المرتل يصلي لأجل الشعب كما لأجل كل مؤمنٍ تقيٍ ولأجل الخطاة الذين يتوقون إلى الرجوع إلى الله بكل قلوبهم، سمع الصوت الإلهي يجيب طلبته، فيتكلم بالسلام على الفئات الثلاثة: الشعب ككل، والأتقياء كأعضاء في الجماعة، والراجعين إلى الله بالتوبة الصادقة من كل القلب. ما قدمه لله في قلب النبي لكي يسمعه بأذنيه الداخليتين، يقدمه لكل كاهنٍ محب للبشرية كسيده، كما يقدمه لكل مؤمنٍ صادقٍ في اتساع قلبه نحو الكل. الله يتكلم في أصحاب القلوب الكبيرة والمتسعة لكل البشر! السلام الذي تكلم به الرب في النبي ليس السلام الزمني الزائل، والمقدم لكل البشرية خلال الصليب. وكما قال الرسول بطرس: "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البرَّ مقبول عنده، الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل" (أع 10: 34-36). * (بخصوص موسى) في تلك العزلة كان ذاك الواحد (الله) ليس ببعيدٍ عنه، يتكلم معه. أيضًا يقول داود: "إني اسمع ما يتكلم به الله الرب فيَّ" (LXX). أي شيء أعظم من أن يتكلم الله مع أحدٍ عن أن يتكلم الإنسان مع نفسه؟! القديس أمبروسيوس * يقول إشعياء: "الرب يعطيني أذنًا" (راجع إش 50: 5). لتدركوا ما يعنيه: "الرب يعطيني أذنًا". لأنني لا أملك تلك الأذن التي للقلب، وهبني قلبًا لكي أسمع به رسالة الله. فما يسمعه النبي يسمعه في قلبه، وذلك كما نصرخ نحن في قلوبنا "يا أبا، الآب". هذه الصرخة صامته يسمعها الرب. بنفس الطريقة يتكلم الرب إلى قلوبنا لكي نصرخ "يا أبا، الآب". هنا أيضًا يقول النبي: "إني أسمع ما يعلنه الله الرب فيَّ". مثل هذا المعنى نجده أيضًا في حبقوق: "على مرصدي أقف، وعلى الحصن انتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي وماذا أجيب" (حب 2: 1)، فأسمع ما يعلنه الله الرب فيّ... (هذه الكلمات) تشير إلى ما يقوله الرب في القلب وفي الفهم. * "لأنه يعلن السلام لشعبه" [8]. سلام يتضمن وجود حرب. * "إني أسمع ما يعلنه الرب الإله فيَّ" (راجع مز 85: 9). يصلي النبي من أجل الشعب، ويتكلم، بينما يتكلم الله فيه... إنكم تدركون أن الله لا يتكلم في الأذان بل في القلب، وذلك كقول زكريا: "الملاك الذي تكلم فيَّ أجابني" (راجع زك 1: 9). يُفهم الملاك هنا أنه ربنا الذي يُعلن إرادة الآب، والذي دُعي في إشعياء: "ملاك المشورة العظيم" (إش 9: 6). إنني أنصت إلى صوت الرب الإله في داخلي. أنصت إليه بآذان قلبي، لكي أسمع ما يتحدث به الرب الإله فيّ. * لأنه يتكلم بالسلام لشعبه وللمؤمنين والراجعين إليه بقلوبهم" (راجع مز 85: 8) ألاحظ هنا ثلاث طبقات: شعبه، وخدامه المخلصين، والراجعين إليه في رجاء. إنه يتكلم بالسلام لشعبه لا لليهود الذين يقول عنهم هوشع: "لأنكم لستم شعبي" (هو 1: 9). القديس جيروم * "إني أسمع". النبي تكلم: الله تكلم فيه، ولعالم جلب ضوضاء في الخارج. لذلك فإن الانسحاب إلى قليل من ضجيج العالم، وعودة الإنسان إلى نفسه، ومن نفسه إلى الله الذي يسمع صوته في داخله، يختم أذنيه، كما لو كانت ضد صخب هذه الحياة المملوءة ضجيجًا، وضد النفس المثقلة بالجسد القابل للفساد، وضد التصورات، حتى خلال الخيمة الأرضية التي تضغط عليه يفكر في أمور كثيرة (حك 9: 15)، ويقول: "إني أسمع ما يتكلم به فيَّ الله الرب" [8]. إنه يسمع، ماذا؟ "لأنه يتكلم بالسلام لشعبه. * إخوتي، أتريدون أن تنتموا أنتم إلى ذلك السلام الذي ينطق به الله؟ وجهوا قلوبكم إليه، وليس إليّ، أو إلى هذا الإنسان أو ذلك. فإن أي إنسان يوجه نفسه إلى قلوب البشر، يسقط معهم. ما هو الأفضل: أن تسقط مع ذاك الذي توجه نفسك إليه، أم تثبت مع ذاك (الله) الذي توجه نفسك إليه، أم تثبت مع ذاك (الله) الذي توجه نفسك إليه؟ فرحنا، وسلامنا، وراحتنا، ونهاية كل أتعابنا ليس أحد سوى الله. طوبى لأولئك الذين يحولون قلوبهم إليه. القديس أغسطينوس * يأتي الفكر من الله عندما يهبنا الله أن يفتقدنا بإنارة الروح القدس، رافعًا إيانا إلى تقدم عظيم... ويقوم الله بتأديبنا تأديبًا نافعًا متى تباطأنا في النمو أو غُلبنا بالكسل. إنه يكشف لنا أسرار السماوات، ويحوِّل أهدافنا إلى الأعمال الفضلى، وذلك كما فعل بأحشويرش الذي أدبه الله، والذي حثه أن يسترجع ما قد كتب في الأخبار بخصوص أعمال مردخاي العظيمة... كذلك يقول النبي: "أني اسمع ما يتكلم بهِ الله الرب.." (مز 8:85). ويخبرنا آخر: "فقال لي الملاك الذي كلمني.." (زك 14:1). ويقول الرب: "لان لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت20:10). ويقول الإناء المختار: "إذ انتم تطلبون برهان المسيح المتكلّم فيَّ" (2 كو 3:13) . الأب موسى |
|