رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مُلُوكُ الأَرْضِ وَكُلُّ الشُّعُوبِ، الرُّؤَسَاءُ وَكُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ، الأَحْدَاثُ وَالْعَذَارَى أَيْضًا، الشُّيُوخُ مَعَ الْفِتْيَانِ، لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ. إن كان المزمور تكلم أولًا عن الملائكة المسبحين لله في كل حين في السموات، فهو يختم المزمور بالتكلم عن تسبيح البشر، الذين ينبغى أن يتشبهوا بالملائكة في التسبيح، وإن كانت أجسادهم تعطلهم جزئيًا، ولكن هدفهم الذي ينبغى أن يكون أمامهم دائمًا هو تسبيح الله. إن كانت الخليقة الجامدة المذكورة في (ع7-10) تسبح الله بخضوعها للنظام الذي خلقها الله عليه، فإن الإنسان يسمو عنها، إذ له عقل واختيار، فتظهر محبته لله عندما يسبحه، ولا يتعلق بماديات الأرض الزائلة. يدعو المزمور كل فئات الشعب لتسبيح الله؛ سواء الملوك، أو الرؤساء، أو القضاة، وعلى الجانب الآخر المرؤوسين، أو المحكومين، الذين تحت قيادة هؤلاء السابق ذكرهم، فالكل يشكر الله على ما رتبه ووهبه له. فالشعوب في كل مكان تسبح الله الذي نظم لها دولًا، ورؤساء، وملوك، وقضاة يحكمون حياتهم بقوانين منظمة. وكذلك كل من له مكان قيادى يسبح الله على نعمة القيادة والحكم. يدعو أيضًا المزمور الشعب بأعماره المختلفة؛ سواء الشباب ذكورًا وإناثًا فهؤلاء ينبغى أن يسبحوا الله أولًا، لإمتلائهم بالحيوية والنشاط، وكذلك أيضًا الشيوخ ذوى الخبرة مع الله، والفتيان الذين لم يبلغوا سن الشباب ولكنهم يدركون عظمة الله، فيسبحوا مع الشباب والشيوخ؛ إذ أن الإنسان ينبغى أن يسبح الله في كل مراحل حياته؛ لأنه يتمتع في كل مرحلة برعاية الله. إن الله وحده هو الذي يستحق التسبيح من كل البشر؛ لأنه أعلى من كل ما يدعى إله، وفوق كل ما على السماء والأرض؛ لأنه هو خالقها ومدبرها كلها. فالخلائق العظيمة كلها تعلن أن خالقها أعظم بالطبع منها. |
|