|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللهُ ظهرَ في الجسَدِ «وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ المَلاَئِكَةِ ... لِكَي يَذوقَ بِنعمَةِ اللهِ المَوتَ» ( عبرانيين 2: 9 ) بينما يتحدَّث الأصحاح الأول من رسالة العبرانيين عن لاهوت المسيح، فإن الأصحاح الثاني يُحدّثنا عن ناسوت المسيح، ويستعرض أمامنا عدة دوافع لتجسُّده: أولاً: «لِكي يَذُوقَ بنعمَةِ اللهِ الموتَ لأَجلِ كلِّ واحِدٍ» (ع9): إن أُجرة الخطية هي موت. وما كانت هناك وسيلة لرفع هذه العقوبة عنا إلا موت بديل عنا، وأن تكون متوفرة فيه كل الشـروط المطلوبة لأن يكون فدية عن الجميع. وهكذا جاءنا المسيح، الذي تمَّت فيه كل الشـروط، وذهب إلى الموت باختياره، وذاق - بنعمة الله – الموت، بكل مرارته وقسوته. إن رئيس الحياة عرف الموت في رهبته، ليُقدِّم خلاصًا لكل مَن يؤمن. ثانيًا: «لكي يُبيدَ بالمَوتِ ذاكَ الذي لَهُ سُلطَانُ الموتِ، أَي إِبليسَ» (ع14): لقد ظل إبليس يُشهر ويُلوّح بسيف الموت باعتباره عقوبة الخطية، أمام كل البشـر، إلى أن أتى الرب يسوع المسيح. وهناك في الصليب أخذ من إبليس هذا السيف، وطعنه به، ووضع الأساس لإبادته النهائية في بحيرة النار والكبريت. والآن أصبح إبليس فاقد الشكوى ضد المؤمنين، ولا يستطيع أن يُرعبهم مرة أخرى بالموت. ثالثًا: «لكَي ... يُعتقَ أُولئِكَ الذينَ - خَوفًا من الموتِ - كانوا جميعًا كلَّ حيَاتِهِم تحتَ العُبوديَّةِ» (ع15): وهذا أيضًا نتيجة للبركة السابقة؛ فالمسيح بموتهِ حرَّر كل المؤمنين من عبودية الخوف من الموت. في العهد القديم، كان أولاد الله يخافون من الموت، ويجزعون أمامه، حتى إن حزقيا الملك التقي بكى كثيرًا عندما علِم أنه سيموت. لكن الرب بموته وقيامته «أَبْطَلَ الموتَ وأَنارَ الحياةَ والخلودَ بواسِطةِ الإِنجيلِ» ( 2تي 1: 10 ). رابعًا: «لكي يكونَ رحيمًا، ورئيسَ كهَنةٍ أَمينًا فِي مَا للهِ حتى يُكفِّرَ خطايَا الشعبِ. لأَنهُ فِي ما هوَ قد تأَلَّم مُجرَّبًا يقدِرُ أَن يُعِينَ المُجَرَّبينَ» (ع17، 18): لقد تجسَّد الرب يسوع، وجاء إلى عالمنا، واختبر كل ما فيه من ألم ومُعاناة وتجارب، وجُرِّب من الشيطان، وجُرِّب أيضًا من البشر، وكان لكل هذا وقْعه الأليم جدًا عليه، لأنه القدوس ذو العواطف الرقيقة الحساسة. وهكذا اكتسب خبرة بكل الآلام والتجارب التي نتعرَّض لها الآن. وهو الآن بكل هذه المشاعر موجود في المجد لأجلنا، باعتباره رئيس الكهنة العظيم، القادر أن يُعين المُجرَّبين. يا لروعة بركات تجسُّد الرب يسوع المسيح! |
|