8 أغسطينوس ورحلته مع الكتاب المقدس:
* بدأ أغسطينوس في قراءة الكتاب المقدس، وهو في التاسعة عشر من عمره فلم يجد فيه مبتغاه، ولم يرتكن إليه، إذ وجد أسلوبه غامضًا صدمته المفاهيم المشبهة الكثيرة في العهد القديم، والتي تنسب لله.
9 أغسطينوس والدور الكبير الذي لعبته والدته في حياته:
* تأثرت شخصية أغسطينوس بتوجيهات أمه وسلوكها إلى حد بعيد جدًا، ونحن لا ننكر أنه خالف نصائحها مرارًا في بداية حياته، لكن صبرها الطويل لم ينفذ، ولم تكل عن توجيهه، بل إنها في إحدى المرات لم تسمح له بالمبيت في المنزل بعد عودته من قرطاجة إلى تاجسست (مسقط رأسه) حيث أراد أن يكون داعيًا للمانوية، ثم لما استقر في ميلان لحقته إلى هناك (وكان زوجها قد توفى) وألحت عليه أن يترك زوجته غير الشرعية، ويبنى حياة زوجية سليمة مع فتاة أخرى ذات مستوى أرفع، فأطاع أمرها، وأرسل زوجته الأولى إلى أفريقيا، إلا انه لم ينجح في زواجه الجديد، وبقى كما كتب هو "عبدًا للشهوة وتضاعفت آثامه".
* فلما رأت والدته مونيكا، ما وصل إليه حال ابنها، أخذت في التضرع المتواصل إلى الله، لكي يعيد إليه ابنها، أما هو فكان يزدادا فسقًا.
* وسمع الرب لصلاة مونيكا ورق لصرخات تلك الأم القديسة الحريصة على ابنها، فدبر الله له طريق الخلاص والنجاة من شروره ومن ضلاله.
* إن محبة وتقدير أغسطينوس لأمه يظهران بجلاء تام في كتابه "الاعترافات" في أماكن عديدة منه، فهو يتحدث عن فضائلها وعن دموعها وصلواتها من أجل توبته ورجوعه إلى الله.