رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَثَلُ الوكيلِ الخائِن، الّذي أَسَاءَ إلى سَيّدِه الّذي اِئْتَمَنَهُ على مَالِه، وَفي نَفس الوَقت اِمتازَ بالدّهاءِ والحِكمة الدُّنيويّة، لِكَي يَنجوَ مِن العِقابِ الّذي أَوشَكَ سَيّدُهُ أَن يُنزِلَهُ بِهِ، بعَد أن عَرف عَن فَسَادِه! فَمِن ناحية يَبقى الوكيل فاسِدًا وَخائِنًا، وَمِن ناحية أُخرى عَرَف كَيف يُهيِّأُ نَفسَه للحياةِ الّتي تَنتَظِرُهُ، بعدَ طَردِهِ مِن وَظيفتِه! والْمسيحُ مِن خلالِ طَرحِه لِهذا الْمثل، لَم يُثني على ما صَنَع الوكيلُ الخائِن، ولَم يَطلُب مِنّا الاقتداءَ بِه، ولكنّهُ أَرَادَ أنْ يُرينَا أَنَّ أَهَلَ الدُّنيا، الْمُعَلِّقينَ قُلوبَهم بما فيها مِن خَيراتٍ زَمنيّة زائِلَة ومِتاعٍ فانية، يَفعلون كُلَّ ما يَلزم للاستزادَة مِن خيراتِها، وَيَسعون جاهدينَ للتَّمَسُّكِ بِها حتّى آخِر نَفس، بالرّغمِ مِن عِلمِهم أَنّهم إلى زوالٍ بَعدَ حين! فَكيف يكونُ حَالُنا نحنُ الّذينَ نَسعَى وَراءَ الخيراتِ الأبدية، الّتي أَعدّها اللهُ لَنا قَبل إنشاءِ العالم، والّتي لا تزولُ بَل تَبقى؟ |
|