رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع يعلّم فوستينا التأمّل في آلامه والقديسة تريزيا الطفل يسوع تزورها في الحلم 146- الصلاة. تتسلّى النفس بالصلاة ضدّ كل أنواع المعارك. على النفس أن تصلّي كيفما وحينما وُجدتْ. على النفس الطاهرة والجميلة أن تصلّي وإلا تفقد جمالها. على النفس التي تسعى نحو الطهارة أن تصلّي وإلا فلن تبلغها أبدًا. على النفس المرتدّة حديثًا أن تصلّي وإلا تقع من جديد. على النفس الخاطئة، الغارقة في الخطايا أن تصلّي كي تنهض من جديد. ما من نفس معفاة من الصلاة لأن كل نعمة تأتي من خلالها. 147- أذكر أنني حصلت على أكثر النور إضاءة وقت العبادة لمّا كنت أمضي نصف ساعة كل يوم، طيلة الصوم، ساجدة أمام القربان المقدّس. تسنّى لي آنذاك أن أتعمّق بمعرفة الله ومعرفة ذاتي، ورغم أنني حصلت على موافقة رؤسائي للقيام بهذا العمل فقد لاقيت صعوبات عديدة. فلنعلم أنه ينبغي أن نتسلّح بالصبر ونتأقلم مع الصعوبات الداخلية والخارجية كي نتمكّن من الصلاة والمثابرة فيها. أما الصعوبات الداخلية فهي اليأس، والجفاف وخمول الروح والتجارب، والصعوبات الخارجية هي أحيانًا الحياء البشري. يجب أن نكرّس وقتًا خاصًا على حدة للصلاة. لقد اختبرتُ ذلك شخصيًّا لأنّنا إن لم نلتزم بوقت للصلاة فإننا نهملها فيما بعد بسبب واجباتنا. وتكمن الصعوبة في تدبير الأمور بهذا الشكل. لأنّني كنتُ آتية في التفكير بواجباتي. واختبرت أيضًا هذه الصعوبة: لمّا تصلّي النفس بحرارة وتتركها في خشوع داخلي عميق، تلقى من يعكّر هذا الخشوع، من هنا ضرورة الصبر للمثابرة في الصلاة. لمّا كنتُ ألتحم بالله وأقطف أكثر الثمار وفرة من الصلاة، ويرافقني وجود الله فيّ طيلة النهار، وأتمّم واجباتي بخشوع متزايد وبدقّة أوفر واجتهاد أكبر، في هذا الوقت بالذات كنت أوبّخ بقساوة على إهمال واجباتي ولامبالاتي في كل شيء. لأن النفوس التي تفتقر إلى الخشوع تريد أن يكون الكل مثلها. لأنهم بخشوعهم يصبحون [مصدر] توبيخ ضمير لها متواصل. 148- (70) إن النفس الشفافة والأكثر بساطة وذات حساسيّة مرهفة ترى الله في كل شيء وتجده في كل شيء وتعرف كيف تكتشفه في الأمور الأكثر خفية. تجد كل شيء وتعطي كل مجد لله. تضع ثقتها بالله ولا ترتبك عندما تلاقي الصعوبات. تعرف أن الله أفضل أب ولا تهتمّ بأقوال الناس. تتبع بأمانة أقلّ إيحاءات الروح القدس وضوحًا، تبتهج بالضيف الروحي وتتمسّك به كما يتمسّك الطفل بأمه. وتمرّ دون خوف أو صعوبة حيث نفوس أخرى تتسمّر في الخمول والرعب. 149- عندما يريد الله أن يقترب من نفس ما ويقودها، يزيل من أمامها كل ما هو خارجي. لمّا كنتُ مريضة وأخذت إلى المستوصف تعذّبت كثيرًا من الضجر. كنّا راهبتين مريضتين في المستوصف. كانت الراهبات تزور الأخت دون أن يزوروني. كان هناك بالواقع مستوصف واحد ولكن لكل راهبة غرفتها. كانت ليالي الشتاء طويلة وتُرك النور للأخت ن. وأعطيتْ راديو مع سماعات على الرأس، بينما لمْ أستطع أن أحضر تأملاتي بسبب فقدان النور في غرفتي. وبعد أن مضى أسبوعٌ على هذه الحال شكوت أمري إلى الرّب ذات مساء، كاشفة له عن ألمي لعدم تمكّني من تحضير تأمّلاتي من الظلمة. قال لي إنه سيأتي كل مساء ويعيّن لي نقاط تأمّلي لليوم التالي. كانت هذه النقاط تتمحور حول آلامه المليئة حزنًا. كان يقول لي: «تأمّلي بعذابي أمام بيلاطس». وهكذا تأمّلت في آلامه طيلة أسبوع مركّزة على فكرة بعد فكرة. خالج نفسي مذّاك فرح كبير ولم أعد أرغب في رؤية الزائرين أو في الضوء في غرفتي. لقد كفاني يسوع في كل شيء. تبذل الرئيسات كل اهتمام بالمريضة ولكن رغبة الله كانت أن أشعر بأني منسيّة. إن أفضل معلم وضع على حدة كل شيء مخلوق حتى يتدبّر هو وحده الأمور. لقد اختبرت عدّة مرّات هذا النوع من العذاب والاضطهاد فقالت لي الأم م. [ربما الأم مرغريت] «يا أختي، إن العذاب ينبت من الأرض، في طريقك. أنظرُ إليك يا أختي وكأنّك على الصليب ولكن إني أرى أن يسوع يُدبّر ذلك. فكوني أمينة للرب». أريد أن أدوّن حلمًا حول القديسة تريزا الطفل يسوع. كنتُ في دير الإبتداء آنذاك واعترتني صعوبات شتّى لم أعرف كيف أسيطر عليها. كانت صعوبات داخلية متداخلة مع صعوبات خارجية. قمتُ بتساعيات لعدّة قديسين إنّماا ازدادت الحالة سوءً. تفاقمتْ عليّ الصعوبات إلى حدّ لم أعدْ أعرف كيف أتابع السير في الحياة، وداخلتني فجأة فكرة ضرورة الصلاة إلى الأخت تريزا الطفل يسوع. بدأتُ تساعية لهذه القديسة لأنّي، قبل دخولي الدير، كنت متعبّدة جدُّا لها. واصلتُ فيما بعد هذه العبادة ولكن إنطلاقًا من حاجتي، عدتُ مجدّدًا أصلّي إليها بتقوى متزايدة. في اليوم الخامس من التساعية حلمتُ بالأخت تريزا وكأنها ما زالت عائشة على الأرض. لقدْ أخفت عني كونها قديسة وبدأت تشجّعني قائلة إنه لا يجب ان اضطرب من هذا الموضوع بل عليّ أن ازداد ثقة بالله قالت: «لقد تعذّبت أنا أيضًا كثيرًا”. فلم أصدّقها، وقلت لها: «يبدو لي أنك لم تتعذبي أبدًا». فأجابتني بطريقة مقنعة أنها بالفعل تعذّبت كثيرًا وقالت لي: “يا أختي إعلمي أن الصعوبة ستتحوّل إلى نتيجة مفرحة في خلال ثلاثة أيام”. ولمّا لم أصدّقها كشفت لي أنها قديسة، ففرحتُ حينئذٍ جدًّا وقلت لها: «أأنتِ قديسة؟» «نعم». أجابت: «نعم أنا قديسة، تأكّدي أن هذه المشكلة ستُحل خلال ثلاثة أيام». فقلت لها: «أيتها القديسة المحبوبة، قولي لي هل سأذهب إلى السماء؟».أجابت: «نعم ستذهبين إلى السماء يا أختي». و «هل سأصبح قديسة؟». فأجابت «نعم ستصبحين قديسة». «ولكن يا تريزا الصغيرة هل سأكون قدّيسة مثلك وأرفع على المذابح؟». أجابت: «نعم ستصبحين قديسة مثلي ولكن عليكِ أن تثقي بالرب يسوع». وسألتها حينئذٍ إذا كان والدي وأمي سيذهبان إلى السماء؟ هل … (جملة غير مكتملة)«نعم». أجابت ثم سألتها أخيرًا: «هل سيذهب اخوتي واخواتي إلى السماء؟». فأجابت أنه ينبغي أن أصلّي كثيرًا لأجلهم ولم تعطني جوابًا قاطعًا. فهمتْ أنهم بحاجة ماسّة إلى كثير من الصلاة. كان ذاك حلمًا والمثل يقول الأحلام هي أشباح. الله هو إيمان. على كل حال انحلّت كل الصعوبات بسهولة بعد ثلاثة أيام تمامًا كما قالت لي. وانتهى كل شيء تمامًا كما قالت لي. كان ذاك حلمًا ولكن كان له معناه. |
|