إن كان الجنس بما يضمه من عواطف يمثل الدور الرئيسي في حياة الشباب، حتى يصير أحيانًا القائد الأوحد لكل أفكارهم ورغباتهم وسلوكهم. فنجد البعض في مبالغة وتطرف ينغمسون في ممارسة الجنس ويُبتلعون في العاطفة، كأن هذه الأمور تمثل حياتهم كلها، وذلك على حساب دراستهم أو تنمية مواهبهم، وعلى حساب علاقاتهم الأسرية والاجتماعية، متجاهلين أيضًا علاقات الودّ مع الله والتمتع بالشركة معه، والدخول في الصداقة الإلهية، غير مبالين بمستقبلهم الأبدي وميراثهم السماوي. هذا ويلجأ آخرون أحيانًا إلى تطرف آخر، متطلعين إلى "الجنس" كنجاسة يجب الخلاص منها، والعواطف كخطايا يجب كتم أنفاسها، فيحطم الإنسان كل حيوية فيه وكل نمو تحت ستار العفة الظاهرة وشكليات الطهارة غير الصادقة. أما الشباب الروحي فهم الذين ينعمون بروح التمييز، يسلَّمون كل حياتهم وطاقاتهم وغرائزهم وعواطفهم بين يدي الروح القدس، لا لتحطيمها وإنما لتقديسها، فيدركون سرُ تكامل الشخصية ونموها، ناظرين إلى حياتهم ككل في قدسية وتقدير، فلا ينقسم الإنسان على نفسه، ولا يعيش بروح الدمدمة القاتل..