|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنتُم مِلح الأَرض، فإِذا فَسَدَ المِلح، فأيُّ شَيءٍ يُمِلحه؟ إِنَّه لا يَصلُحُ بَعدَ ذلك إِلاَّ لأَنْ يُطرَحَ في خارِجِ الدَّار فَيَدوسَه النَّاس. تشير عبارة "أنتم مِلح الأَرض" إلى صيغة المخاطب بالجمع أي تلاميذ المسيح عمومًا، وبالتحديد الذين يؤمنون بالمسيح. هل نستحق أن نكون كمِلح الأَرض؟ أمَّا عبارة "مِلح الأَرض" فتشير إلى حاجة المِلح إلى الأَرض والعكس بالعكس؛ يرمز مِلح الأَرض هنا إلى التلاميذ الذين ينبغي أن يكون لهم مفعول المِلح في العالم. كما يكون للمِلح مفعوله في الأطعمة، إنه يُطيِّب الطعام ويحفظه من الفساد، بالإضافة إلى أنه مُعقّم ومُطهّر للجروح كذلك تلاميذ المسيح ينبغي أن يُطيّبوا عالم النَّاس ويحفظونهم من الفساد من خلال عهدهم الأبدي مع الله، إذ يذكر الكتاب المقدس عهد المِلح (عدد 18: 19) بمعنى الميثاق الأبدي (2 أخبار 13: 5). وأن المِلح يزيد من الأطعمة شهيّة (أيوب 6: 6) ويحفظ الأطعمة (باروك 6: 27). ويُستعمل في التعاقد للدلالة على ثبات قيمته، فالمِلح يُمثل العهد بين الله والبشر حيث أن إضافة المِلح للذبائح كانت تمثل العلاقة المرجوَّة مع الله. ويرمز المِلح للحكمة لما فيه من عمق التأثير حتى ولو بكمية ضئيلة. ويقصد يسوع هنا أن المسيحي الحقيقي هو الذي يعطى لحياة البشر مذاقها ومعناها. وبالرغم من أن كميته تكون قليلة إلاَّ أنه يمِلح طعامًا كثيرًا. ولكن المِلح لا يفيد الطعام شيئا ما لم يمتزج معه. وهكذا المسيحي يستطيع بقدوته الصَّالحة ومشاركته أن يؤثر في حياة الكثيرين ويجتذبهم إلى الحياة مع الله، كما أنه يمنع الفساد الروحي عن كثير من البشر. يُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "أنتم مِلح الأَرض" يعني أن الطبيعة البشريّة كلها قد فقدت نكهتها، وأنكم قد فسدتم بسبب خطاياكم، لذلك يطلب يسوع منكم فضائل نافعة وضرورية للعناية بالجميع"؛ التلاميذ هم مِلح الأَرض ليس من تلقاء ذواتهم أو من نظامهم، لكن من قوة المسيح العاملة فيهم؛ وأخيرا يرمز المِلح إلى الزهد في النفس، وهو صفة لا يكون التلميذ بدونها أصيلا. لهذا يُفرض على الإنسان التجرّد، ويُطلب منه أن يتبدّل كما يتبدّل الطعام حين يُوضع فيه المِلح |
|