كما تكلمت فى اذنى هكذا افعله

[walaa farouk]

لأَفْعَلَنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ. سفر العدد 14: 28

مَن مِنا لم يتمنى أن كل صلاة يرفعها لله يحققها كما طلبها بالتمام! وكم ستكون فرحتك إذا قال لك الله هذه الجملة " كما تكلمت في أذني هكذا أفعله!" كم ستكون هذه اللحظة أسعد لحظات حياتك.. ولكن هذه الجملة هنا لم تكن أبدًا مكافأة أو استجابة لطلبة صلاة معينة يرفعها شخص ولكنها كانت عقاب!!

عندما أرسل موسى 12 جاسوس ليتجسسوا أرض كنعان، رجع 10 أشخاص يقولون أن هذه الأرض لن نستطيع أخذها لان كل من فيها عمالقة ونحن لم نعُد نثق في أنفسنا وصرنا في أعيننا كالجراد -هؤلاء صاروا في أعين أنفسهم وليس في أعين العمالقة - فأخذوا ينشرون الخوف والفزع في نفوس بقية شعب بني إسرائيل.
أما يشوع وكالب فكانا لهما رأيًا أخر، " إننا نصعد ونمتلكها " !! بالرغم من أنهم شاهدوا كل ما شاهده هؤلاء الــ 10 أشخاص إنما كان لهما رأي مختلف.

وبعد هذا ابتدأ الشعب يتذمر على موسى كونه سيأخذهم إلى أرض وسيحاربون عمالقة ومن المحتمل أن يموتوا هناك ولم ينفعهم شيئًا فبتدأ موسى يصرخ للرب، فكانت هذه هي إجابة الرب انه كما تكلموا في أذن الرب هكذا يفعل بهم!

هذه الحادثة لم تكشف فقط عن عدم إيمانهم بالرب يسوع ونسيانهم لكل المعجزات والقوات الخارقة التي فعلها من اجلهم، إنما تكشف أيضًا تأثير قوة الكلام الجبارة على الشعب، بالرغم من أغلب الشعب لم يرى هؤلاء العمالقة إنما تأثروا بالكلام لدرجة انهم بدأوا يتذمروا على موسى!!

لقد صدقت الاية التي تقول " أن الموت والحياة في يد اللسان " فأنتبه إلى كلامك، ماذا تقول حتى وإن كان بسيطًا، فالله وضع في فمك سلطان قوي يمكنه أن يخلق أشياء قوية في نفس كل من يسمع ويمكنه ببساطه أن يهدم كل جمال في الحياة.. كم نحتاج ان نصلي لله لكي يجعلنا حكماء في استخدام كلماتنا..